الشرقية: التجار يخفضون الأسعار.. والأهالى: «مش هنشترى.. كفاية علينا المدارس»

كتب: نظيمة البحراوى

الشرقية: التجار يخفضون الأسعار.. والأهالى: «مش هنشترى.. كفاية علينا المدارس»

الشرقية: التجار يخفضون الأسعار.. والأهالى: «مش هنشترى.. كفاية علينا المدارس»

«عيد الأضحى موسم ننتظره من عام لآخر، لنحقق هامش ربح يساعدنا على تلبية احتياجات أسرنا، ومواصلة عملنا طوال العام، إلا أن هذا الموسم لم يعد كما كان فى السابق، فمنذ نحو 8 سنوات، تراجعت نسبة إقبال المواطنين على شراء الأضحية، وازداد الأمر تدريجياً مع الارتفاعات المتوالية فى الأسعار خلال الفترة الأخيرة»، بتلك الكلمات بدأ «وليد عبدالمحسن محمد»، 37 سنة، تاجر ماشية، مقيم بمدينة القنايات فى محافظة الشرقية، حديثه مع «الوطن» عن حالة الركود التى تشهدها أسواق الماشية، رغم قرب حلول «عيد الأضحى»، معتبراً أن «ارتفاع سعر الدولار ضرب موسم الضحية»، وما تلاه من إجراءات بزيادة أسعار الوقود، وأكد «وليد» أن تكاليف تربية الماشية ارتفعت بمقدار الضعف هذا العام مقارنةً بالعام الماضى، حيث ارتفع سعر شيكارة فول الصويا، وزن 100 كيلوجرام، من 350 إلى 600 جنيه، كما ارتفع سعر شيكارة أعلاف بنى سويف من 170 إلى 305 جنيهات، بالإضافة إلى ارتفاع سعر شيكارة الردة من 75 إلى 180 جنيهاً، وشيكارة الذرة المدشوشة من 60 إلى 120 جنيهاً، كما أشار إلى ارتفاع سعر قيراط البرسيم من 50 إلى 150 جنيهاً، وأردب الذرة من 350 إلى 500 جنيه، بالإضافة إلى ارتفاع أجرة العامل فى اليوم الواحد من 60 إلى 100 جنيه، لمدة 8 ساعات، وإلى 150 جنيهاً إذا امتدت فترة العمل إلى 12 ساعة، وأضاف أن الأدوية البيطرية ارتفعت أسعارها أيضاً بمقدار الضعف، ويضطر التجار إلى شراء الأدوية على نفقاتهم الخاصة، كما أن الدولة لا توفر لهم أى أدوية مدعومة، مشيراً إلى أن مديرية الطب البيطرى تنظم حملات لمكافحة الأمراض التى تتنشر بين الماشية، وعادةً ما يتم تنظيم قوافل كل 3 شهور، أو على فترات متقاربة، فى حال انتشار مرض ما، ويدفع التاجر أو المزارع على رأس الماشية الواحدة 25 جنيهاً مقابل الكشف والعلاج، ولفت إلى أن كثيراً من الأدوية التى يتم صرفها للماشية خلال تلك القوافل لا تكون فعالة، ولا تؤدى إلى علاجها من الأمراض فى حالة إذا ما أُصيبت بها، ولذلك يعزف العديد من التجار عن تلك الحملات، ويضطرون إلى التعامل مع طبيب خاص يقوم بالكشف على الماشية بصورة دورية، كما يتم استدعاؤه فى حالات الطوارئ.

{long_qoute_1}

وضرب «وليد» مثالاً بالأدوية التى ارتفعت أسعارها، قائلاً: «نستخدم مضاداً حيوياً لمكافحة الجلد العقدى، ارتفع سعره من 15 إلى 35 جنيهاً للسنتيمتر الواحد، كما ارتفع سعر المضاد الحيوى الخاص بعلاج طفيليات الدم والحمى، من 10 إلى 20 جنيهاً للسنتيمتر، بالإضافة إلى ارتفاع سعر زجاجة علاج الالتهابات الرئوية، سعة 100 سنتيمتر، من 50 إلى 170 جنيهاً، مشيراً إلى أنه يعمل فى تربية وبيع الماشية منذ أكثر من 15 سنة، وأضاف أن تراجع إقبال الزبائن على شراء الأضحية هذا العام، دفع التجار إلى تخفيض ثمن الكيلو من اللحوم «القائم» بمقدار 5 جنيهات، مقارنة بالعام الماضى، فى محاولة لجذب الزبائن والجزارين للعمل على تصريف الماشية الموجودة لدى التجار، خاصةً أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدى إلى انتشار الأمراض بين الماشية، وأوضح أن سعر العجل البقرى، وزن 350 كيلوجراماً، يبلغ هذا العام نحو 20 ألف جنيه، رغم أن سعره العام الماضى كان لا يقل عن 22 ألف جنيه، كما أن الخروف وزن 45 كيلوجراماً، يتم بيعه هذا العام بسعر 2500 جنيه، وهو نفس سعره العام الماضى، بينما تراجع سعر العجل الجاموسى، وزن 300 كيلوجرام، من 17 ألف جنيه العام الماضى، إلى 16 ألف جنيه هذا العام.

والتقط «عبدالمحسن محمد»، 65 سنة، مربى وتاجر ماشية، طرف الحديث قائلاً إن ارتفاع درجة حرارة الجو، وانتشار الأمراض، خاصة مرض «الجلد العقدى»، يدفع التجار إلى بيع ما لديهم من ماشية، خوفاً من إصابتها بأى مرض أو عدوى، قد يؤدى إلى إلحاق خسائر كبيرة بهم، مشيراً إلى أن البلاد تشهد موجات من ارتفاع درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى إصابة 5 رؤوس لديه بمرض «الجلد العقدى»، ما أدى إلى نفوق 3 رؤوس منها، تتراوح أعمارها بين 7 شهور وعامين، ما أدى إلى تكبده خسائر تجاوزت 50 ألف جنيه.

وأضاف «السيد إبراهيم يوسف»، 45 سنة، مزارع، أنه يحرص على تربية عدد من الأغنام، ويعتمد فى إطعامها على الزرع الأخضر أكثر من الأعلاف، بسبب ارتفاع أسعارها، مشيراً إلى أنه حال رغب أى شخص فى شراء أى خروف كأضحية، يقوم ببيعه، إلا أنه لم يتلق حتى الآن أى طلبات، مشيراً إلى إصابة 3 خراف بمرض «الحمى»، نفق اثنان منها، بينما أكد «السيد أبورجب»، 54 سنة، تاجر ماشية، مقيم بمركز ههيا، أن ضعف نسبة الإقبال أدى إلى إجبار السوق على تخفيض سعر الكيلو «القائم» إلى ما بين 50 و53 جنيهاً، رغم أنه فى العام الماضى كان يتراوح بين 55 و60 جنيهاً، وأضاف أنه اضطر إلى تخفيض عدد رؤوس الماشية لديه من 20 رأساً العام الماضى، إلى 8 رؤوس فقط هذا العام، حتى يمكنه الوفاء بتكاليف تربيتها، فى ظل ارتفاع الأسعار.

وفى المقابل، أعرب «مجدى البقرى»، أحد الأهالى بمركز الحسينية، عن تشككه فى أن يؤدى خفض أسعار الماشية الحية إلى تخفيض أسعار اللحوم للمستهلكين، مشيراً إلى أن سعر كيلو اللحوم البلدية فى الأسواق يبلغ 130 جنيهاً، بينما يتراوح سعرها فى الشوادر بين 70 و100 جنيه، فى حين يتراوح سعر اللحوم المجمدة بين 80 و90 جنيهاً، وأكد أن شراء ملابس المدارس تمثل أولوية قصوى للكثير من أولياء الأمور، بدلاً من شراء الأضحية، خاصةً أن عيد الأضحى يأتى قبل بداية العام الدراسى الجديد بأيام.

ومن جانبه، قال وكيل وزارة الطب البيطرى بالشرقية، الدكتور أشرف توفيق، إن المديرية شنت حملات مكثفة خلال الفترة الماضية لمواجهة الأمراض التى ظهرت بين عدد من رؤوس الماشية مؤخراً، بهدف القضاء عليها، وأضاف أنه تم خلال الشهر الماضى تطعيم ما يقرب من 10 آلاف رأس ماشية، بجرعات لمكافحة الطفيليات الداخلية، بالإضافة إلى رش نحو 37 ألف رأس ماشية لمكافحة الطفيليات الخارجية، فضلاً عن تطعيم 24 ألف رأس ضد «الحمى القلاعية» و«حمى الوادى المتصدع»، و33 ألف رأس ضد «الجلد العقدى»، ونحو 11 ألف رأس ضد «جدرى الأغنام»، كما أشار إلى عقد نحو 148 ندوة إرشادية لتوعية الموطنين والمربين بالأمراض الضارة بالثروة الحيوانية، وطرق التعامل معها والوقاية منها.


مواضيع متعلقة