"عمياء وطرشاء وخرساء".. روشتة السعادة الزوجية على طريقة "شرفنطح"

كتب: رحاب عبدالراضي

"عمياء وطرشاء وخرساء".. روشتة السعادة الزوجية على طريقة "شرفنطح"

"عمياء وطرشاء وخرساء".. روشتة السعادة الزوجية على طريقة "شرفنطح"

"السعادة الزوجية تتواجد إذا توافرت في الزوجة 3 صفات عمياء علشان ماتشوفيش عيوب جوزك وطرشة ماتسمعميش كلام أمك وخرساء متقوليش هات حاجة، ده أنا بقالي 21 سنة مادوبتش البدلة بتاعتي، لازم تكوني مدبرة"، مازالت كلماته في فيلم "عفريتة إسماعيل ياسين" عالقة في الأذهان، خرجت من موهبة فريدة تدعى "محمد كمال المصري" أثناء تجسيده دور "الرجل البخيل" أمام الفنانة ماري منيب.

اعتبره الكثير من النقاد الفنيين أسطورة الكوميديا الراقية، ورغم تقديمه القليل من الأعمال لكنه تنوع بها واستطاع تحقيق نجاحا واسعا، حيث تميز بملامحه الضئيلة وأنفه الكبير مرتديا طربوش في معظم أدوراه، ظهر كناظر المدرسة في "سلامة في خير"، وهو الأسطى عكاشة صاحب صالون دقن الباشا في "الآنسة ماما"، و"شفتشي أفندي" في "المستقبل المجهول"، هو "شملول" زوج "ضريبة هانم" في "عفريتة إسماعيل ياسين"، ولكن لقبه الذي لازمه كثيرا واشتهر به، هو "شرفنطح"، في "العرسان الثلاثة".

ولد محمد كمال المصري في 11 أغسطس 1886 في حارة ألماظ في شارع محمد علي، والتحق بمدرسة الحلمية الأميرية وهناك تكونت أول فرقة مدرسية للتمثيل، وكان أحد أعضائها.

كان أول أدواره في فرقته المدرسية وظهر بدور بائع أحذية، والتحق بمسارح الهواة مقلدا الشيخ سلامة حجازي في أدواره خاصة في فيلم "حبيب العمر"، ثم عمل في عدة فرق مسرحية بعد ذلك مثل جوقة سيد درويش المسرحية، وفرقة جورج أبيض، وفرقة نجيب الريحاني، وأدى معه مسرحية "صاحب السعادة كشكش بيه" التي حققت نجاحا كبيرا في وقتها أوائل القرن العشرين، وكان منافسا قويا لعملاق الكوميديا نجيب الريحاني.

قدم أول أدواره في السينما من خلال فيلم "سعاد الغجرية" عام 1928، ، وتوالت الأدوار ووقف أمام الريحاني في ثلاثة أفلام هي "سلامة في خير"، "سي عمر"، " أبو حلموس"، كما وقف أمام أم كلثوم في فيلم "فاطمة".

شارك "شرفنطح" في أكثر من 45 عملا فنيا بين السينما والمسرح، منها "فاطمة، أبو حلموس، صاحب السعادة كشكش بيه، عفريتة اسماعيل يس، آه من الرجالة، حماتك بتحبك"، ومسرحيات "مملكة الحب، المحظوظ علشان بوسة، آه من النسوان، ياسمينة، نجمة الصباح".

 

كانت نهايته مآساوية، حيث عانى كثيرا من المرض، حتى خصصت له النقابة معاشا شهريا بسيطا غطى تكاليف علاجه، وقرر الاعتزال، وقطن بمنزله الصغير بأحد الحواري، إلى أن وافته المنية في 25 أكتوبر 1966، ولم يعلم أحد بوفاته إلا حينما أتى موظف النقابة لتسليمه المعاش.

 


مواضيع متعلقة