الباقوري.. ورحل الصعيدي الجدع

02:59 م | الاثنين 06 أغسطس 2018

منذ أن أصبح صحفيا في جريدة الجمهورية اشتهر بأنه يتميز بقدر كبير من التفاني في عمله والموضوعية في كتاباته، وكان وطنيا لدرجة التطرف في الوطنية، كما أنه كان مخلصا لأصدقائه ودائم السؤال عنهم حتى عندما يمرض أي صديق كان الباقوري بجانبه، مجسدًا أخلاق "الصعايدة"، وخصوصًا أنه ابن محافظة أسيوط.

عبد العال الباقوري كاتب صحفي كبير، ترأس تحرير جريدة الأهالي في نهاية الثمانينيات حتى أوائل التسعينيات، رحل عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض حيث كان يعالج بالمستشفي الجوي بالتجمع الخامس، ويقول عنه صديقه الكاتب الصحفي نبيل زكي، إنه كان في تعامله مع الصحفيين زملائه شديد المودة ويحاول باستمرار أنه يكون إلى جانب أصدقائه في وقت الشدة، وخلال فترة رئاسته لتحرير الأهالي كانت علاقته ممتازة.

الباقوري، والذي كان عضو مؤسس لحزب التجمع، يمكن تلخيص رؤيته للمجتمع المصري إنه كان هناك هدفين أمامه الديمقراطية والعدالة الاجتماعية إلى جانب هذين الهدفين كان هناك أهداف أخرى كانت تفرضها المعارك اليومية منها رفض المتاجرة بالدين، إذ كان داعية باستمرار إلى حرية الفكر والمعتقد والتعددية ومبدأ المواطنة، لذلك كان أبعد شخص عن التعصب سواء الديني أو حتى التعصب لرأيه، وكان يتميز بمرونة فكرية وعقلية نقدية تتقبل أي رأي مخالف، كان شديد الانضباط في كتاباته.

تقلد الباقوري منصب عضو مجلس نقابة الصحفيين في فترة الثمانينيات، بعدها حثه بعض زملائه على الترشح لمنصب نقيب الصحفيين لكن تراجع في آخر لحظة وكان عضو مجلس في فترة الثمانينيات، أثرت دراسته للعلوم السياسية في كتابته ومقالاته بجريدة الجمهورية والتي ركز أغلبها على القضية الفلسطينية "لأنه كان يؤمن بأن العرب لم يتخذوا موقفا يتفق مع الواجب القومي تجاه القضية الفلسطينية، ويرى أن هناك تقصيرا عاما في الدفاع عن قضية فلسطين، وكان لديه أصدقاء يتابع من خلالهم تطورات القضية أولا بأول"، بحسب ما قاله لنا صديق عمره الكاتب الصحفي نبيل زكي.