الأزهر في تاريخ القناة.. الباقوري يشير بتأميمها.. ومحمود يبشر بعبورها.. والطيب يدعم تنميتها

كتب: محمود عباس

الأزهر في تاريخ القناة.. الباقوري يشير بتأميمها.. ومحمود يبشر بعبورها.. والطيب يدعم تنميتها

الأزهر في تاريخ القناة.. الباقوري يشير بتأميمها.. ومحمود يبشر بعبورها.. والطيب يدعم تنميتها

لم يقتصر دور الأزهر الشريف على تصدير الإسلام إلى الدنيا كلها وإظهار سماحة الدين وحلاوته في أبهى صورها، شارك رجاله في المقاومة الشعبية التي انتهت بانسحاب الحملة الفرنسية من مصر، وكان شيوخه بوابة شرعية لتوحيد المصريين وبث العزم في قلوبهم لمقاومة الاحتلال الإنجليزي في ثورة 1919، ولم يجد عبدالناصر أفضل من منبره الطاهر ليطلق منه شارة البدء في جهاد المعتدين الثلاثة عام 1956، ولم تشهد قناة مصر الغالية خيرًا إلا وكان لأئمته بصمة حاضرة فيه. دور الأزهر في تاريخ قناة السويس بدأ منذ مهدها، حيث شارك مشايخه، بحسب العالم الأزهري أحمد كريمة، في إقناع المصريين بعدم التخلي عن حفر قناة السويس، وطمأنتهم إلى أنه مشروع وطني لا يقلل من أهميته الإشراف الأجنبي عليه، إلى جانب مساهمتهم في إتمام عملية الحفر بإعادة كل من حاولوا الهروب من مصيرهم المجهول واعتبار هذا العمل واجب لا يمكن التفريط فيه. عرق المصريين في القناة ودماءهم التي جرت فيها، قبل المياه تذهب هدرًا، أعوام طويلة من استئثار المستعمرين بخيرها دون أصحابها الحقيقيين، فكرة منيرة حالمة تضيء في خاطر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، يصرفه عنها الكثيرون ويحاولون تخويفه، يقرر استشارة الدكتور أحمد حسن الباقوري، أحد علامات الدعوة الإسلامية ووزير الأوقاف، فيكون رأيه حاسمًا وينصح الرئيس بتأميم قناة السويس التي قال عنها "أنها كانت آية ذل في عنق كل مصري وما كان يمكن التخلص من هذه المذلة إلا بتأميم قناة السويس". "قضي الأمر الذي فيه تستفتيان"، ربما كان ذلك هو لسان حال الرئيس الراحل محمد أنور السادات لحظة حصوله على بشارة كان مصدرها الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف، الذي حلم قبل أيام من حرب رمضان بالنبي يعبر قناة السويس، ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرًا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر، وتوجه، عقب اشتعال الحرب، إلى منبر الأزهر الشريف، وانطلقت كلماته الصادقة تحث القلوب على الصمود، وتبين أن حربنا مع إسرائيل هي حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، وأن من مات متخلفًا عنها لحقت به شعبة من شعب النفاق. "قناة السويس الجديدة"، ذلك المشروع الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 5 أغسطس 2014، لتكون بوابة جديدة لتقدم الاقتصاد المصري وازدهاره، فيأتي دور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،شيخ الأزهر، الذي ذهب إلى مقر حفر القناة الجديدة مآذرا العاملين ورافعا من روحهم المعنوية، ودعاهم ليتذكروا أنهم أبطال أبناء أبطال، مؤكدا على عظمة ما يقومون به، واختتم كلمته: "أتمنى لو أعود لشبابي لأجلس بينكم وأحفر معكم بيدي".