أندية «المظاليم» تتسول التبرعات ودعم «الشباب والرياضة» للكبار فقط

كتب: خالد الغويط

أندية «المظاليم» تتسول التبرعات ودعم «الشباب والرياضة» للكبار فقط

أندية «المظاليم» تتسول التبرعات ودعم «الشباب والرياضة» للكبار فقط

«سوء توزيع الدعم والمنح»، هو الاتهام المتكرر من الأندية الصغيرة فى سوهاج لكل من اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة، فالفرق المشاركة فى الدورى الممتاز «أ» تستحوذ على نصيب الأسد من الدعم، رغم أنها الأقدر على توفير موارد ذاتية، بينما لا تحصل الفرق الأخرى من الدورى الممتاز «ب» حتى القسم الرابع إلا على «الفتات»، ما يضطرها إلى البحث عن الموارد من تبرعات أهل الخير، لتتمكن من الإنفاق على اللاعبين، واستكمال الموسم الكروى.

وفى محاولتها للتعايش مع ضعف الموارد، تضطر فرق «المظاليم» فى أندية الظل ومراكز الشباب للخصم من رواتب ومكافآت اللاعبين.

{long_qoute_1}

رغم تبنى وزارة الشباب والرياضة سياسة منح دعم إضافى للأندية، إلا أن مسئولين فى عدد من الأندية أكدوا أن الحصول على هذا الدعم يكون مشروطاً غالباً بتدخل من أحد أعضاء مجلس النواب، حيث يكون النادى مطالباً بالجرى خلف نائب الدائرة ليتقدم بالطلب، وعندما لا يكون هناك نائب، لا يحصل النادى على الدعم الإضافى.

محمود أبوالمكارم فواز، نائب رئيس مجلس إدارة نادى العسيرات، وأحد قدامى اللاعبين فى سوهاج، قال إن «مستقبل الرياضة فى مصر محكوم عليه بالفشل، طالما لا يقود العملية الرياضية مستنيرون»، موضحاً أن «وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة فى وادٍ، والأندية فى وادٍ آخر، فالمنح المقدمة لأندية القسمين الثالث والرابع لا تكفى للصرف عليها لأكثر من شهرين فى مسابقة الدورى».

وأضاف «فواز» أن ناديه يحصل على دعم سنوى قيمته 70 ألف جنيه، بينما مجلس الإدارة مطالب بتوفير 250 ألف جنيه للصرف على فريق الناشئين، والفريق الأساسى، ما يحرمه من شراء ملابس وأحذية للاعبين، ورغم ذلك يكون مجلس الإدارة مطالباً بترشيد النفقات، فيضطر إلى الاعتماد بشكل أساسى على تبرعات المواطنين فى «رحلة تسول»، على حد قوله.

وأوضح أن «سوهاج بها العديد من اللاعبين الموهوبين، ممن لم تسلط عليهم الأضواء جيداً، ونطالب ببث مباريات القسمين الثانى والثالث عبر القنوات التليفزيونية، لإظهار مهارات اللاعبين، ومنحهم فرصة الانتقال إلى أحد الأندية الكبيرة، بالإضافة لضرورة توفير مبالغ مناسبة للأندية ومراكز الشباب للإنفاق على الفرق، وتوفير ميزانيات لإنشاء ملاعب جديدة، وتطوير الموجودة بالفعل، والتى تحتاج إلى صيانة».

{long_qoute_2}

أما الناقد الرياضى عصام محمود، فأشار إلى المعاناة الرئيسية بالنسبة لأندية الظل منها نقص الدعم، وعدم تمكنها من توفير أى إمكانيات للاعبين، سواء ملابس أو أحذية، فلو تم توفير هذا الدعم، فإنها ستتمكن من إنشاء معسكرات وأكاديميات لرعاية الموهوبين رياضياً منذ الصغر»، لافتاً إلى لجوء الأندية الكبيرة لافتتاح أكاديميات فى عدد من المحافظات لاكتشاف اللاعبين الموهوبين من الصغر، إلا أنها «لن تجنى ثماراً قبل عدة سنوات».

وأضاف أن «محافظة سوهاج قدمت العديد من الأسماء الكبيرة فى عالم كرة القدم، لكن لم يكتب لأى منها الانتقال إلى فرق الدورى الممتاز، واضطر كثير منهم للسفر إلى الخارج بحثاً عن لقمة العيش فى مجال المعمار، والبعض اتجه للتدريب، بينما اعتمد آخرون على الوظيفة الحكومية فى الإنفاق على الأسرة»، موضحاً أن «الواسطة لعبت الدور الأكبر قديماً فى انتقال اللاعبين إلى الفرق الكبيرة».

وانتقد «محمود» الدعم المتفاوت المقدم من وزارة الشباب والرياضة للأندية ومراكز الشباب، موضحاً: «هناك أندية لديها موارد ذاتية، ورغم ذلك تحصل على دعم أكبر من أندية أخرى لا تملك مصادر دخل، ويجب على الوزارة أن توفر دعماً مادياً منفصلاً للإنفاق على قطاع الناشئين، خاصة أن أغلب الأكاديميات المنتشرة فى القرى والنجوع تهدف للربح المادى، دون أن تفيد اللاعبين، لأن القائمين عليها غير مؤهلين للتدريب، والحل هو أن ترعى الأندية الناشئين بشكل جيد، مع تسجيلهم على منظومة خاصة فى وزارة الشباب والرياضة، حتى تقدم الدعم للأندية وفقاً لأعداد الناشئين فيها، بالإضافة لضرورة التحقق من وجود مدربين مؤهلين للعمل معهم، والحرص على إذاعة المباريات النهائية لمسابقات الناشئين فى كل محافظة».

من جهته، قال محمود عبدالصادق، مدرب أحد فرق الناشئين فى سوهاج: «الوصول إلى لاعب موهوب يستلزم اكتشافه فى عمر 10 سنوات على الأقل، ومتابعته بشكل جيد، ويجب أن تكون الأكاديميات مقصورة على الأندية ومراكز الشباب، وأن تكون دون مقابل مالى، فهناك الكثير من الناشئين أصحاب المهارات، الذين يفشلون فى الالتحاق بالأكاديميات الخاصة، لعدم قدرتهم على دفع الاشتراكات، ويمكن أن تنهض مصر رياضياً فى أقل من 10 سنوات إذا اهتمت بالناشئين».

وطالب «عبدالصادق» وزارة الشباب والرياضة بافتتاح أكاديميات للناشئين فى الأندية ومراكز الشباب، على أن يتم تسجيلهم بمعرفتها، وتقديم دعم مادى للإنفاق عليهم، وتوفير مدربين ذوى خبرة لهم، وتنظيم مسابقات قوية بينهم فى المحافظات، وبث المباريات النهائية فى المسابقات الثلاث الخاصة بالناشئين فى كل محافظة، مشيراً إلى أن فريقه تمكن بإمكانيات متواضعة من تصدر بطولة سوهاج للعام الثانى على التوالى، لكن قلة الإمكانيات لم تمكنه من إكمال المنافسة على نطاق القطاعات، موضحاً أن «الفريق حصل على مكافأة 30 ألف جنيه فقط خلال العامين الأخيرين، بينها 20 ألفاً من المحافظ، و10 آلاف من مديرية الشباب والرياضة».

وشكا المدرب من نقص التخطيط الجيد لرعاية الفرق الرياضية والموهوبين، رغم توافر ملاعب الكرة، مشدداً على ضرورة وضع نظام واضح لدعم الأندية ومراكز الشباب، وتخصيص إدارة مستقلة لقطاع الناشئين فى كل مديرية شباب ورياضة لمتابعة موقفهم فى كل نادٍ، وأوضح أن «تدريبات الناشئين فى الأندية تتوقف مع انتهاء الموسم الرياضى، رغم أنها يجب أن تتواصل إلا فى فترة الامتحانات».

ثابت عبدالباسط، رئيس مجلس إدارة مركز شباب أولاد حمزة، قال إنه اضطر لتجميد نشاط الكرة وتسريح اللاعبين لعدم وجود ميزانية للصرف على الفرق، معرباً عن حزنه لأنه اضطر لاتخاذ القرار، خاصة أن «الدعم المقدم من الوزارة هزيل»، مؤكداً أن «مستقبل الرياضة فى مصر مظلم، لعدم وجود رؤية وتخطيط جيد من جانب المسئولين، ويجب أن يكون هناك تنسيق بين كليات التربية الرياضية ومديرية الشباب والرياضة لتقديم المشورة للفرق الرياضية بأسلوب علمى».


مواضيع متعلقة