قلادة النيل ويوم الموت.. عاملان مشتركان جمعا محمد علي بـ"زويل"

كتب: إبراهيم حسن

قلادة النيل ويوم الموت.. عاملان مشتركان جمعا محمد علي بـ"زويل"

قلادة النيل ويوم الموت.. عاملان مشتركان جمعا محمد علي بـ"زويل"

ربما خبأ القدر مفارقات تجمع، بين رجلين ظهرا في عهود متفرقة وترك كل منهما إسهامه في زمنه، أولهما قاد ثورة إصلاحية، ووضع حجر أساس الدولة المصرية الحديثة، وخلصها من براثن الظلام بنور العلم، والآخر قاد ثورة علمية، ورفع اسم مصر ليصدح في آفاق العلم، ووضع بنية مشروع قومي لتطوير البحث العلمي والتعليم.

2 أغسطس، يوم شهد رحيل الوالي محمد علي الذي حكم مصر 35 عاما، ونحاه أبناؤه عن حكمها قبل عام من رحيله عام 1849، لتدور السنين ويأتي يوم 2 أغسطس عام 2016 ليرحل العالم المصري أحمد زويل بعد أن ترك لمصر إرثا علميا لن ينضب، تكلل بحصوله على جائزة نوبل للكيمياء عام 1999.

مصادفة أخرى جمعت بين الرجلين، تتعلق بأرفع وسام تكريم مصري، يتمثل في "قلادة النيل العظمى"، التي كان محمد علي باشا هو أول من ابتكرها واقتناها وعلقها كأحد الأوسمة والنياشين التي منحها لنفسه، وهي تتألف من سلسلة ذهبية على شكل وحدات مربعة الشكل، ونُقشت عليها رموز فرعونية، ويتدلى منها نجمة ذهبية محلاة بأحجار كريمة، وصُور عليها مرتين رسم فرعوني لإله النيل حابي، مرة وهو يمسك زهرة لوتس، والأخرى وهو يمسك نبات البردي.

تدور الأيام دورتها لتصبح قلادة النيل جائزة تمنحها الدولة وسيلة للتكريم وعرفانًا للجميل، تُهدى لكبار الشخصيات ولمن يُشهد له بالكفاءة والتفاني في خدمة الوطن، إلا أن الملك فاروق ابتكر تقليدًا جديدًا لمنحها وهو إقامة حفل لصاحبها واستعراض إنجازاته.

الأوان يحين أن تصل القلادة إلى الدكتور أحمد زويل، عام 1999، عندما منحه إياها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بعد حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعه كاميرا "الفيمتو ثانية"، والتي مكنت العلماء من تصوير حركة الذرات خلال عمليات التفاعل العالية السرعة، حيث تسلم زويل القلادة في حفل مهيب حضره كبار الشخصيات المصرية ورجال الدولة، ليلوح في الأفق رابط آخر يجمعه بـ"الباشا الكبير" الذي كان صاحب تلك القلادة من البداية.


مواضيع متعلقة