"رجل في القلعة".. يوسف شعبان يحكي لـ"الوطن" تفاصيل تجسيد دور محمد علي

01:07 ص | الخميس 02 أغسطس 2018

169 عامًا مرت على رحيل محمد علي باشا والي مصر وحاكمها في النصف الأول من القرن الـ 19، والذي رحل بعد أن حكم مصر منذ عام 1805 حتى قبل وفاته بعام، حيث رحل يوم 2 أغسطس عام 1849 متأثرًا بعدة أمراض أصابته، وخلال فترة حكمه الطويلة وضع قواعد الدولة المصرية الحديثة، واستطاع تجريد الباب العالي في "الأستانة" من سلطته الفعلية على البلاد.

وعلى الرغم من التاريخ الكبير لمحمد علي باشا، والزخم الذي شهدته حياته، والصراعات الكثيرة التي عاشها، إلا أن الأعمال الفنية التي تناولت شخصيته الثرية نادرة للغاية، وتنحصر في مسلسل "سرايا عابدين" التي أدى الشخصية خلاله الفنان الراحل رؤوف مصطفى في مشاهد قليلة، وفيلم "الحرب العالمية الثالثة" وأدى دوره الفنان بيومي فؤاد وأظهرها بشكلٍ كوميدي في إطار من "الفانتازيا".

ظهور شخصية محمد علي في مسلسل "سرايا عابدين" وفيلم "الحرب العالمية الثالثة"، سبقه تأدية النجم الكبير يوسف شعبان للشخصية في مسرحيةٍ حملت اسم "رجل في القلعة"، عُرضت في مارس عام 1987، وقدمها المسرح القومي بمشاركة نبيل الحلفاوي وسميرة عبدالعزيز ومدحت مرسي، من تأليف محمد أبو العلا السلاموني، وإخراج سعد أردش، وأخرجها للتليفزيون جلال غنيم.

يقول الفنان القدير يوسف شعبان إنه كان ضمن فريق المسرح القومي في هذا التوقيت، ورشحته لجنة الثقافة في المسرح للدور الذي لم يفكر لحظة واحدة قبل أن يقبله.

وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" أن المسرحية استمر عرضها لمدة موسمين على المسرح القومي، وأحدثت رد فعل كبير وتابعها الجمهور والصحافة بشغف واهتمام، مؤكدًا أنه لم يتعب كثيرًا في التجهيز للشخصية لأنها كانت مكتوبة بشكلٍ جيد أبرز كل تفاصيلها وجوانبها.

بعد قراءة العمل لم يتبق إلا تقمص الشخصية ومعايشتها في مراحلها العمرية المختلفة من الشباب وحتى الكهولة، وفقًا للفنان الكبير، مشيرًا إلى أن شهرة الشخصية والزخم الكبير الذي كانت تتمتع به سهلت عليه كثيرًا تأدية الدور.

وعن رأيه الشخصي في محمد علي باشا، أردف النجم الكبير أنه صاحب أفضال كبيرة على مصر، معتبرًا إياه "منشئ مصر الحديثة"، كما أنه اهتم بالتعليم وأرسل بعثات للخارج، وأخرج مصر من متاهات تركيا، حسب تعبيره.

لا يوجد ممثل قادر على تأدية شخصية محمد علي باشا في الوقت الحالي، حسبما أكد شعبان، لافتًا إلى أن الشخصية تحتاج "الغوص" في تفاصيلها والتحضير الجيد لها والاهتمام بها، بعكس ما يحدث حاليًا في الإنتاج التليفزيوني والدرامي، كما أن المسرح لم يعد قادرًا على إنتاج هذه الأعمال الكبيرة.