8 أعمال قصيرة وتسجيلية قدمها يوسف شاهين على مدار مشواره
![المخرج الراحل يوسف شاهين](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1849777931532628971.jpg)
المخرج الراحل يوسف شاهين
8 تجارب تنوعت بين الأعمال القصيرة والتسجيلية، ولم تحصل على نفس شهرة الأفلام الروائية الطويلة، لكنها تعد جزءا أصيلا من الإرث السينمائي الذي تركه المخرج يوسف شاهين ولا يتم التطرق إليه بالشكل الكافي، غير أن بعض العروض المتخصصة تتناولها في فعالياتها مثل مهرجان الإسماعيلية أو مكتبة الإسكندرية.
بعد 17 عاما من فيلمه الأول "بابا أمين"، كانت البداية مع أول فيلم تسجيلي قصير له بعنوان "عيد الميرون" صدر في عام 1967، يتناول قيام القساوسة بصنع زيت الميرون المقدس الذي تستخدمه الكنيسة في المناسبات الدينية، وكانت التجربة الثانية فى 1972 من خلال فيلم "سلوى الفتاة الصغيرة التي تكلم الأبقار"، حيث تدور أحداثه في 19 دقيقة حول فتاة تعيش في قرية على حافة الأراضي الجديدة التي يتم ريها لمشروع السد العالي، تربطها علاقة ببقرة عليلة تقترب من الموت، وتذهب الدكتورة البيطرية المسؤولة عن المشروع إلى القرية، وتعطي الطفلة بقرة جديدة، ويسلط الفيلم الضوء بشكل عام على استصلاح الأراضي وبناء المجتمعات الجديدة التي أسهمت في إنشاء السد العالي، ومع قرار العبور في 1973 قدم فيلم بعنوان "انطلاق" الذي تناول حرب أكتوبر.
ومن خلال فيلم "القاهرة منورة بأهلها" 1991، قدم صورة للمجتمع المصري في 23 دقيقة، وكان العمل من إنتاج مشترك بين شركة "أفلام مصر العالمية" والمركز القومى للسينما، شارك فيه خالد النبوي وباسم سمرة، حيث تدور أحداثه عن رغبة المخرج يوسف شاهين في تقديم فيلم قصير عن مدينة القاهرة كما يراها من وجهة نظره.
وتطرق شاهين، من خلال الفيلم لعدد من المشكلات التي تواجه المجتمع المصري منها البطالة والتطرف الديني والهجرة العشوائية، وتم عرضه في مهرجان كان السينمائي، وواجه بعد ذلك مطالبات بمنع عرضه بدعوى "تشويه سمعة مصر"، تلاه بعد ذلك فيلم" لوميير وصحبه" وهو جزء من الفيلم الطويل "مئوية سينما توجراف لوميير".
وفي 1998 قدم فيلما بعنوان "كلها خطوة" لا يتجاوز الـ4 دقائق، تطرق بشكل ساخر لأزمة الألغام التي ما زالت مزروعة في الأراضي المصرية، وفي 2002 قدم فيلم "11 سبتمبر"، وكان جزءًا من مشروع بدأه منتج فرنسي، وضم 11 مخرجًا من مختلف أنحاء العالم، وقد أعطى لكل مخرج ما يزيد قليلاً عن 11 دقيقة لتقديم رؤية سينمائية حول ما حدث في نيويورك وواشنطن في سبتمبر 2001.
ويعد الفيلم القصير "بعد 37 سنة" آخر الأعمال التي قدمها، وهو عبارة عن 34 فيلما قصيرا، مدة كل منها 3 دقائق، عمل على إخراجها 36 مخرجًا شهيرا، احتفالاً بالذكرى الستين لمهرجان كان السينمائي.
ويرى الناقد محمود عبدالشكور، أن الأفلام القصيرة والتسجيلية لشاهين ليست بشهرة أعماله الروائية الطويلة، موضحا: "إنجازه الحقيقي في السينما الطويلة حيث كان متأثرا بالسينما الأوروبية، ولكن تجاربه على الجانب الآخر تعد محدودة نسبيا لن نستطيع التعامل معها باعتبارها بصمات في السينما، لكن في الوقت نفسه لا يمكن إغفالها باعتبارها جزءا من تاريخه، وتعرض تلك الأفلام في محافل التكريم أو في التلفزيون مثل (عيد الميرون)".
وأضاف لـ"الوطن": "هناك صور ومشاهد وثائقية كثيرة استعان بها فى أفلامه الطويلة، مثل لقطات حفل أم كلثوم فى طنطا الموجودة في فيلم (حدوتة مصرية)، وهو الحفل الوحيد المصور بالألوان لها، حيث كان يعد في ذلك الوقت فيلما عنها ولكن المشروع توقف، لكنه لديه مواد وثائقية عديدة عنها، بالإضافة إلى مشاهد جنازة عبدالناصر التي صورها بنفسه واستعان بها في فيلم (عودة الابن الضال)، لا نعلم مصير تلك المواد الفيلمية، حيث لم يستعن سوى بدقائق قليل منها، وأتمنى أن يتم البحث عنها في ذكراه لعرضها، لما لها من أهمية تاريخية".