بريد الوطن| كوباية شاى وكوز درة.. هى أشياء لا تُشترى

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| كوباية شاى وكوز درة.. هى أشياء لا تُشترى

بريد الوطن| كوباية شاى وكوز درة.. هى أشياء لا تُشترى

«متوسداً ذراعيه متخذاً من الرصيف فراشاً والسماء غطاءً، غارقاً فى نوم مطمئن دل عليه صوت شخيره وكأنه نائم فى فندق متعدد النجوم رغم حرارة الجو».. هكذا كان حال الرجل الذى مررنا بجواره أنا وصديقى الذى قال لى «أدفع نص عمرى وأنام لو ساعة زى الراجل ده»، لم أكن أعلم أن تلك الجملة ستغير كثيراً من نظرتى للحياة، فصديقى الذى انتقل من العاصمة لخارجها واقتنى أحدث أجهزة التكييف بحثاً عن الهدوء وينفق كثيراً على الحبوب المنومة لا يستطيع شراء ساعة من النوم المطمئن. أدركت وقتها أننى كنت على خطأ عندما كنت أستجيب لثورة نفسى على فقرى وأتركها تحجبنى عن نعم الله التى لا يدركها المرء إلا عندما يخسرها، وتذكرت أبيات عمنا أمل دنقل:

«ترى.. حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما

هل ترى؟

هى أشياء لا تشترى».

وأخذت أسال نفسى: «هدفع كام علشان أعوض جزء راح من جسمى، هدفع كام فى راحة البال والضحكة اللى من القلب والناس اللى بتحبنى بعيوبى ومش مستنيين منى حاجة، هدفع كام فى النومة اللى مش قلقانة، والمعدة اللى راضية بأى حاجة، ولّا ركعتين بقلب صافى مع سجدة قرب غرقانة فى الدموع بعد إحساسى بطبطبة إيد ربنا على روحى، ولّا فى الأمان وسط ناس معرفهمش على القهوة والأحضان المبلولة بدموعنا من الفرحة لما ييجى جون للمنتخب، ولّا كلمة (سيبها على الله) اللى بيقولها لى ناس ما يعرفونيش لمجرد ما يشوفونى متضايق، ولّا فرحتى بأجواء رمضان وتكبيرات العيد وهوا الكورنيش مع كباية حمص وقعدة على راس الغيط فى البلد مع كوباية شاى وكوز درة؟»..

حقاً، إنها أشياء لا تُشترى.

                               مصطفى سيد عبدالسلام - الدلاتون- منوفية

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة