بالصور| في ذكراها الـ66.. راح الضباط الأحرار وبقيت ثورة يوليو

كتب: هبة وهدان

بالصور| في ذكراها الـ66.. راح الضباط الأحرار وبقيت ثورة يوليو

بالصور| في ذكراها الـ66.. راح الضباط الأحرار وبقيت ثورة يوليو

تهل الذكرى الـ66 لثورة 23 يوليو، اليوم الاثنين، وتختلف تلك المرة عن السنوات التي سبقتها، فهي الذكرى الأولى للثورة دون بقاء أحد من قادتها، فجميع الضباط الأحرار فارقوا الحياة، وكان آخرهم خالد محيي الدين، الذي توفي مطلع مايو من العام الجاري.

وظل خالد محيي الدين يمارس الحياة السياسية بعد انتهاء الثورة وشغل عدة مناصب، فعمل عضوا في مجلس النواب وأسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي حتى اعتزل العمل العام قبل وفاته بسنوات.

وفي مقدمة الضباط الأحرار الذين توفوا عقب الثورة بعشر سنوات صلاح مصطفى سالم، الذي توفي في 1962، وقضى طفولته في السودان حيث إن والده كان موظفًا هناك وبعد عودته للقاهرة تلقى تعليمة الابتدائي وحصل على البكالوريا وتخرج من الكلية الحربية عام 1940 وبعد 8 سنوات تخرج من كلية أركان الحرب وانضم إلى الضباط الأحرار وآمن بحركتهم. وخلال ثورة يوليو كان صلاح في العريش للسيطرة ة على القوات الموجودة هناك.

كون صلاح سالم أول المتوفين من الضباط الأحرار ترك أثرًا كبيرة على باقي الضباط، حيث مات وهو في سن صغير عن عمر يناهز 41 عاما بمرض السرطان، فتقدم عبدالناصر وجميع زملائه من الضباط الأحرار الجنازة العسكرية التي أقيمت لجثمانه.

أما ثاني الضباط الأحرار، الذين فارقوا الحياة عقب الصورة  فكان المشير محمد عبدالحكيم عامر، الذي توفي عقب صلاح سالم لخمس سنوات وتحديدًا عام 1967، ففي العام الذي اندلعت فيه ثورة يوليو تم ترقيته من رتبة رائد إلى لواء متخطيا 3 رتب وهو في عمر الـ34، وقبل وفاته بعام أصبح نائبًا أول لرئيس الجمهورية.

النضال داخل عائلة سالم لم يقتصر على صلاح سالم، بل كان شقيقة الأكبر جمال سالم ضابط الطيران ضمن قائمة الضباط الأحرار، وتوفي بالسرطان عقب شقيقة الأصغر وتحديدًا عام 1968، فالأخ الأكبر بعد انضمامه إلى الضباط الأحرار في يوليو ونجاحها بزغ نجمه فاختير رئيسا للجنة العليا للإصلاح الزراعي التي لعبت دورا بارزا في تصفية ممتلكات كبار ملاك الأراضي الزراعية، كما ترأس محكمة الثورة التي أصدرت الحكم بالإعدام على عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

أما الضابط الرابع في ترتيب من توفوا من قادرة ثورة يوليو، فهو جمال عبدالناصر الذي توفي في سبتمبر 1970، وقبل وفاته احتدت الخلافات بينه وبين محمد نجيب رفيقه في مجلس قيادة ثورة 23 يوليو فوضعه تحت الإقامة الجبرية.

وبعد خمس سنوات من وفاة "ناصر" وتحديدًا في 1975 لحق به يوسف منصور يوسف صديق الأزهري، الضابط الذي قاد تنظيم الضباط الأحرار إلى باقي الـ 13 ضابطا الآخرين، وبدأت‏ ‏علاقته بالتنظيم‏ ‏عندما‏ ‏تعرف‏ ‏علي‏ ‏النقيب‏ ‏وحيد‏ جودة‏ ‏رمضان‏ ‏إبان‏ ‏حرب‏ ‏فلسطين‏ 1948، وبعدها‏ ‏بثلاث‏ ‏سنوات‏ عرض‏ ‏عليه‏ ‏وحيد‏ رمضان‏ الانضمام‏ لتنظيم‏ ‏الضباط‏ الأحرار‏ ‏فلم‏ ‏يتردد‏  فهو من سيطر على مقر قيادة الجيش واقتحم ‏مبنى ‏القيادة‏ ومعه قوة عتادها 60 فردا، فلولا تحرك صديق لكان الملك فاروق حينها قضى على تحرك التنظيم ولم ينجح.

وفي عام 1978 لحق قائد سلاح الفرسان عبدالمنعم أمين زملائه من الضباط الاحرار الذي سبقته أرواحهم، والذي انضم إلى حركة الضباط الأحرار قبل ثورة 23 يوليو مباشرةً ورشح  بعد ذلك لرئاسة الجمهورية.

وبعد مرور أكثر من 30 عاما على ثورة يوليو، لفظ محمد أنور السادات أنفاسه أثناء عرض عسكري احتفالا بانتصارات حرب أكتوبر 73 وتحديدًا في 1981، والذي انضم إلى حركة الضباط الأحرار، وألقى بيان الثورة في الإذاعة.

أما محمد نجيب، أول رئيس حكم البلاد عقب ثورة يوليو 52 فتوفي عام 1984، فكان هو القائد الأول لثورة يوليو والذي جمع باقي زملائه بحركة الضباط الأحرار ضد الملك فاروق، وبعدها أعلن مبادئ الثورة الستة، وحدد الملكية الزراعية، لكنه كان على خلاف مع ضباط مجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية، ونتيجة لذلك واجه الكثير من الخلافات مع المجلس ووضع تحت الإقامة الجبرية حتى عام 1971 حينما قرر الرئيس السادات إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه، لكنه ظل ممنوعا من الظهور الإعلامي حتى وفاته.

وبعد عام واحد من وفاة نجيب، لحق به الفريق طيار عبدالمنعم عبد الرؤوف وتحديدًا عام 1985، وهو من مؤسسي حركة الضباط الأحرار، وكان من الضباط الذين حاصروا  قصر رأس التين بالإسكندرية وأجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش، تعرض للتضييق بسب حملة الرئيس جمال عبد الناصر على الإخوان بسبب اعتناقه لفكرهم وحكم عليه بالإعدام، وفي عهد السادات صدر قرار جمهوري بإلغاء حكم الإعدام الصادر ضده.

وفي يناير 1999 فارق عبداللطيف البغدادي الحياة، والذي انضم لتنظيم الضباط الأحرار عام 1950، وفي 22 يوليو 1957 انتخب أول رئيس لأول مجلس نيابي بعد قيام الثورة وظل يمارس حياته السياسية وتقلد عدة مناصب هامة بالبلاد، وفي مارس 1964 قدم استقالته واعتزل العمل السياسي، حتى توفي وتقدم جنازته الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وكما جمعتهم حركة الضباط الأحرار، شاء القدر أن يفارقا الحياة في نفس العام، ففي يونيو من عام 1999 صعدت روح كمال الدين حسين، الذي عمل عضوًا بمجلس قيادة الثورة، وشغل عقب نجاح الثورة العديد من المناصب وزيرًا للشئون الاجتماعية ثم وزيرًا للتربية والتعليم، وساهم في تأسيس نقابة المعلمين واختير نقيبًا للمعلمين عام 1959 إلى أن توفي في مستشفى المعادي العسكري نتيجة قصور شديدة في وظائف الكبد، وأقيمت له جنازة عسكرية تقدمها الرئيس الأسبق مبارك ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب والشورى حينها.

وفي 2005 أعلن وفاة حسين الشافعي، وهو أحد أعضاء حركة الضباط الأحرار، والذي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية خلال فترة حكم عبدالناصر ومن بعدها السادات إلى أن عين السادات مبارك نائبا له، وبدأت علاقة الشافعي بتنظيم الضباط الأحرار عام 1951 بلقاء جمعه بجمال عبدالناصر.

أما زكريا محيي الدين، أحد أبرز الضباط الأحرار على الساحة السياسية الذي انضم قبل الثورة بـ 3 أشهر، فقد توفي عام 2012 بعد أن نال منصب رئيس المخابرات العامة المصرية وكان أول رئيس لها، وبعدها تولى منصب رئيس الجمهورية فترة يومين عندما تنحى الرئيس جمال عبد الناصر عن الحكم في أعقاب هزيمة 1967.


مواضيع متعلقة