بعد شائعة "تابوت الإسكندر".. قصة استعادة جثمان الفاتح بعد موته في بابل

بعد شائعة "تابوت الإسكندر".. قصة استعادة جثمان الفاتح بعد موته في بابل
غادر الإسكندر مدينته بعد أن وضع حجر أساسها ولم يتحقق حلمه برؤيتها، ولكنها خلدت اسمه، بعد أن خرجت إلى حيز الوجود، واحتضنت جثمانه، واحتفظت بسر مكان مقبرته.
وكان الترجيح، وفقا لما تقدم ذكره، الذي طرأ على أذهان الكثيرين، أن التابوت الأثري الذي اكتُشف في منطقة سيدي جابر بالإسكندرية، مطلع شهر يوليو الجاري، ربما يعود إلى الإسكندر، بعد أن فشلت محاولات اكتشاف موضع مقبرته رغم التأكيد على دفنه بمصر.
بعد أن وطَّد الحكم في مصر، زحف الإسكندر بجيوشه إلى آسيا للقضاء على ملك الفرس العظيم عام 331 قبل الميلاد، ومنذ هذا التاريخ أخذت فتوحاته تستشري وانتصاراته تتوالى، فاستولى على إمبراطورية الفرس وبلاد الهند، وظل النصر حليفه إلى أن وافاه الموت في بابل، حيث لم يتعدَّ سنه الـ32 عاما، وذلك عند غروب شمس يوم 4 أغسطس عام 323 قبل الميلاد.
وبعد أن أتم الإسكندر الأكبر وضع حجر الأساس لمدينة الإسكندرية، أمضى الشهر الأخير من إقامته في مصر بمدينة منف، وكانت أولى المهام التي قام بها، تنظيم أحوال البلاد وتنظيم الإدارة الحكومية ومنح مصر حكمًا ذاتيًا ثابت الأركان، بحيث يدير حكم البلاد "حاكمان" أحدهما مصري بتيزي (عطية إيزيس)، وآخر فارسي من أصل مصري دولواسبيس كما ذكر عالم الآثار المصري الكبير سليم حسن، وورد في كتاب "الإسكندرية.. المكتبة والأكاديمية في العالم القديم" للكاتب محمد عبد المنعم عامر.
ووفقا للكتاب المشار إليه آنفا، لم ينقل جثمان الإسكندر الأكبر إلى مصر بعد وفاته في بابل مباشرة، بل تأخر سنتين، حيث قرر بطليموس الأول أن يعد له موكبًا فخمًا يتفق مع بطولاته، حيث استغرق صنع التابوت الحجري وعربة الموكب التي تحمله ما يقرب من السنتين، وسار النعش على عجل تجره 64 دابة وتسير في 8 صفوف بكل صف 8 دواب.
وقال الكاتب: "لقد بدأ الموكب العظيم سيره من بابل في أواخر عام 322 قبل الميلاد في طريقه إلى مصر مارًا بدمشق، وتقدمه بطليموس الأول بجيشه حتى حدود سوريا بدعوى تقديم الاحترام للفقيد العظيم، ولكن هدفه الرئيسي كان حمايته من جنود برديكاس الذي كان يخشى تآمرهم عليه، والاستيلاء على جثمان الإسكندر وكنوزه التي يحويها الهيكل المتحرك وتابوته.
وأشار إلى أن بطليموس الأول قد نجح بهذه الطريقة في أن يضع يده على جثمان الإسكندر، وبذلك أمكن أن ينادي بنفسه ملكًا وريثًا للعرش كـ"ابن" للإسكندر الأكبر، وأجمع المؤرخون على وصول الجثمان وموكبه إلى مصر وهو ما يكذب الأسطورة التي انتشرت بين كثير من الناس وارتبطت بوجود التابوت الخاص به في الأستانه، في حين اتفقت الكتب جميعها على أنه قد دفن في مصر ولكنها اختلفت على مكان دفنه ووجود مقبرته بين منف والإسكندرية.