النقاش.. طلاء الجدران «فن» حولته الأخطاء إلى «خريطة شقوق»

النقاش.. طلاء الجدران «فن» حولته الأخطاء إلى «خريطة شقوق»
- المواد الخام
- دور المدرسة
- دورات تدريبية
- زيادة الأسعار
- طالب جامعى
- كفر الشيخ
- كلية دراسات إسلامية
- المواد الخام
- دور المدرسة
- دورات تدريبية
- زيادة الأسعار
- طالب جامعى
- كفر الشيخ
- كلية دراسات إسلامية
لم تختلف مهنة النقاشة عن غيرها، بل إن لها أهمية اكتسبتها من خلال دورها فى تجميل البيت، فهى الطلاء الذى يزين كل قبيح، وكذلك هى الجمال الذى يبهر العين، فهى فن لا بد من تعلم قواعده وأسسه، حيث إن الخطأ بهذه المهنة تتم معالجته بتغيير طلاء الشقة بأكملها. «بعد ما النقاش خلص شغله بأسبوع الجدار شقق»، هكذا بدأ محمد عامر من محافظة البحيرة، ٢٩سنة، كلامه، حيث قال: «كنا بنجهز الشقة، وخلصنا كل حاجة فيها من أول المحارة لحد السباكة، وجينا على آخر وأهم خطوة وهى النقاشة، جيبنا نقاش من بلد جنبنا، اتفقنا وخلصنا، وبدأ شغله عادى وكنا مبسوطين من شكل الشغل، لأن شكله فعلاً كان ملفت للنظر، وكان جميل، المهم خلص شغله وأخد حسابه ومشى، وبدأنا نجيب العفش فى الشقة، ونجهزها، لكن للأسف معداش أسبوع واحد على النقاشة، ولقينا الجدار شقق من فوق، بعدها بثلاثة أيام، الجدار كله شرخ والطلاء بتاعه وقع»، وأضاف «عامر» أنه استعان بنقاش آخر، لمحاولة تصليح تلك الكارثة، على حد قوله، وبالفعل جاء فى اليوم الثانى واكتشفوا أن النقاش السابق لم يؤسس بطانة الحائط بالشكل المطلوب، ما جعل الحائط يُسقط الدهان.
{long_qoute_1}
«ولا عملنا أى حاجة لأن النقاش كان قريبنا فسكتنا وخلاص وشيلنا تمن غلطته»، هكذا عبر «عامر» عن عجزه أمام النقاش وذلك لأنهم أقارب، وهذا ما منعه من مطالبته بتحمل نتيجة عمله، ولكنه اكتفى فقط بإصلاح ما أفسده، دون مطالبته بأى مصاريف كتعويض عما حدث.
«لازم يكون فيه مدرسة للناس دى تتعلم فيها لأنها مهنة معتمدة على الابتكار والفن»، بهذه الكلمات بدأ «أحمد ناصر» من محافظة البحيرة، ٣٧سنة، كلامه، حيث أشار إلى ضرورة توفير مدرسة خاصة وذلك لتعليم من يريد امتهان تلك المهنة أصول الصنعة، فهى كمثل أى صعنة تحتاج إلى التعلم أولاً، وفى الوقت الحالى لكى يتعلم النقاش الصنعة فعليه أولاً أن يعمل صبى نقاش فترة، بعدها يستطيع أن يقوم بمفرده بمهام مهنته الجديدة، حيث قال ناصر: «للأسف مش شرط إن المعلم يكون شاطر، الكارثة بتيجى من هنا بقى إنه ممكن يكون المعلم فاهم الصنعة غلط، وطبعاً الصبى هيتعلم منه من غير تفكير، فبدل ما يتعلم حاجة صح هيتعلم غلط علشان كده ييجى دور المدرسة المهم، وده لأنها هتعلم الناس دى صح، لأن طبعاً الصنعة دى فن قبل أى حاجة، فكده هيبقى بجانب الهواية، هيكون فيه دراسة، وده هيخرج ناس فاهمه الصنعة بجد ومش بتغلط».
وأضاف: «لازم الناس دى يبقى ليهم نقابة مستقلة وخاصة بيهم علشان نقدر نجيب حقنا منهم لما يغلطوا، وكمان يبقى فيه رقابة على زيادة الأسعار بتاعتهم دى، ويتعمل لهم دورات تدريبية خاصة بيهم علشان نمنع الأخطاء دى».
وقال «محمد مندى» من محافظة كفر الشيخ، ٢٢ سنة، ويعمل نقاشاً: «كل الهجوم اللى علينا ده مالوش أى مبرر، لأننا بيطلع عينينا علشان نتعلم، أنا فضلت ٤ سنين أتعلم النقاشة، أول سنة ما كنتش باخد فلوس أصلاً، يعنى بشتغل تقريباً لله، وصبرت لحد ما تعلمت»، ويتابع: «أنا بدرس فى كلية دراسات إسلامية، وبرضه بشتغل، يعنى اللى بيقول إن الصنعة لازم لها دراسة فأنا متعلم أهو، لكن مش هنكر برضه إن فيه بعض النقاشين بوظوا سمعتنا ودى حقيقة فعلاً»، بهذه الكلمات بدأ مندى يروى تفاصيل ما قبل الصنعة، حيث أشار إلى أنه طالب جامعى، وأحب تلك المهنة وقرر العمل بها، وبالرغم من الصعاب العديدة بها إلا أنه على حد قوله إنها مهنة فنية، وهو عاشق للفن.
{long_qoute_2}
«الأسعار خلت الكل عايز ياكل التانى»، جملة قالها النقاش وصوته ملىء بالحزن، حيث أشار إلى أن زيادة أسعار «المون» أثرت على الزبون وعلى الصنايعى، وذلك لأن الزبون قد يدفع الكثير من الأموال فى سبيل شراء المواد الخام، فى حين أن النقاش مجبر على رفع أجره لمواجهة الغلاء، ما يثير حفيظة الزبون ظناً منه أن الصنايعى يستغله «النهارده الزبون مبقاش زى الأول ومستحيل ينضحك عليه». ويكمل «مندى» كلامه بهذه الجملة، التى يقصد من خلالها أن الزبون لا يمكن استغلاله، وذلك لأنه أصبح أكثر دراية بالأسعار، حيث يقول: «أنا بكتب للزبون الفاتورة فبيروح أكتر من محل للبضاعة دى ويشوفها بكام، وطبعاً هو عايز الحاجة الأرخص وفى نفس الوقت تكون جودتها عالية، فموضوع سرقة الزبون ده أمر مستحيل يحصل، وهيحصل إزاى ما أنا كده بوقف حالى بنفسى، لأنه لو حس إنى بستغله مش هيجيبنى عنده تانى، ولا هيرشحنى لغيره، وأبقى كده أنا اللى خسرت، لكن مش هنكر أن بيكون فيه عمولة لينا من بعض المحلات لكن الزبون بيكون على علم بيها، لأن المحل هو اللى بيدينا العمولة دى مش صاحب الشغل».