شريف سلامة: تأثرت نفسياً بـ«عمار».. وحصلت على دورات تدريبية لتجسيد شخصية المتطرف

12:01 ص | الأحد 10 يونيو 2018

يتابع الفنان شريف سلامة ردود فعل الجمهور عن دوره فى مسلسل «السهام المارقة»، الذى يناقش مجموعة من القضايا الراهنة فى الواقع العربى عامة والمصرى على وجه الخصوص، ومن أهمها ظاهرة الإرهاب.

وقال شريف لـ«الوطن»: «ردود فعل الجمهور عن المسلسل جيدة، لأننا بذلنا فيه جهداً كبيراً، والجميع قال لى إن دورى فى العمل مختلف تماماً، وكل أفراد عائلتى وأصدقائى ينظرون إلى الشخصية التى أجسدها باعتبارها مختلفة تماماً عما قدمته من قبل».

وأضاف: «شخصية (عمار) أثرت على حالتى النفسية، لدرجة أننى عندما كنت أعود إلى المنزل من التصوير، كان أفراد أسرتى يقولون إن طباعى تتغير على عكس العادة، وعلى الجانب الآخر كنت أشعر بالسعادة بعد استقبال ردود الفعل الإيجابية، إيماناً بضرورة التغيير والتنوع فى أدوارى، فالأهم لى أن يفيد العمل الجمهور، وليس قدرته على الامتاع فقط».

{long_qoute_1}

وأشار إلى أنه وافق على خوض بطولة مسلسل «السهام المارقة» لعدة أسباب، أهمها رغبته فى تغيير جلده باستمرار وتقديم أدوار متنوعة خارج نطاق المألوف، مضيفاً: «العمل كان بمثابة تحدٍّ كبير لقدراتى، كما أن شخصية «عمار» المتطرف أرهقننى إلى حد كبير، حيث عملت على دراستها لفترة طويلة، أخذت خلالها دورات تدريبية فى مصر وخارجها، حتى تمكنت من تشخيص الحالة بعينها، وأوجدت لـ(عمار) طريقة فى الحركة والحديث والنظرات».

وأثنى على سيناريو المسلسل والقائمين عليه، قائلاً: «المؤلف محمد دياب وأشقاؤه يلقون الضوء على كل ما هو موجع فى المجتمع المصرى، فالعمل مكتوب بعناية وحرفية، وقدم رسالة بأن الإرهاب يجب أن يندثر فى النهاية ويُقتلع من جذوره، من خلال التركيز على جميع المناطق وعرض جوانب الخير والشر».

وفيما يتعلق بمصداقية المشاهد التى قدمها «سلامة»، أوضح: «شاهدت مقاطع فيديو حقيقية تُظهر تعامل الإرهابيين مع الناس وأسرهم، وطريقة حديثهم، سواء كان ذلك فى مصر أو الوطن العربى، وجسدت التطورات التى تمر على شخصية الإرهابى وعمليات غسيل المخ التى يخضع لها». وأكمل: «الفنانون يجب أن يسلطوا الضوء على الإرهاب من خلال أعمالهم، كنوع من الدعم الذى يمكن أن يقدموه لوطنهم العربى فى سبيل التصدى لتلك الظاهرة». وأردف: «حرصاً منا على الخروج بأكبر قدر من المصداقية للجمهور، قمنا ببناء ديكور مدينة كاملة فى منطقة العادلية بشبرامنت، تضم شوارع ومنازل ومحكمة وسجناً ومسجداً».

واستطرد: «استعنا بالداعية الإسلامى معز مسعود فى المشاهد التى ترتكز على عرض المحرمات وتفاصيل الأديان المختلفة، مع مراعاة التصنيف العائلى، لا سيما أن العمل يناقش قضية الإرهاب وليس تنظيم (داعش) كما ردد البعض».

وعن تحضيراته لتقديم شخصية الشاب المتطرف، قال: «تجسيد شخصية تلك النوعية من الشباب الذين لديهم فهم خاطئ عن المعتقدات أمر صعب، لذلك استندت إلى مراجع عدة لقراءة مكنون هذه الشخصية وكيفية تفكيرها، كما بحثت عن الأسباب التى دفعتهم لسلك هذا الاتجاه، وركزت على الجانب الإنسانى فى حياة الإرهابى، والتحول الذى يطرأ فى حياته مروراً بعملية (غسيل المخ)، وكل سطر قرأته فى هذا الصدد أفادنى كثيراً فى سياق المسلسل».

وعن تعرضه لبعض الانتقادات بشأن مناقشته قضية الإرهاب، قال: «أنا لا أخشى شيئاً، لأننا لم نقصد من ذلك تنظيم (داعش) أو غيره من الفرق المتطرفة، ولكننا نقصد التطرف بشكل عام، وفضّلت ذلك لأننى بمجرد أن ظهرت على الشاشات أصر المنتجون على أن يحصرونى فى أدوار (الشاب الجان) الذى يعتمد على هيئته بشكل أساسى ولدية علاقات نسائية، ولكننى رفضت ذلك التصنيف، وقررت أن أخرج من عباءة التكرار».

وتابع: «من وجهة نظرى، الفنان الذى يحصر ذاته فى أدوار معينة دون غيرها فاشل، ولا يستطيع توظيف موهبته مع اختلاف الأدوار المعروضة عليه، خصوصاً أن الفنانين مسئولون عن أذواق الجمهور وما يُعرض على الشاشات».

وكشف عن كواليس العمل فى المسلسل، قائلاً: «شيرى عادل ممثلة رائعة وصديقتى على المستوى الشخصى، والعمل مع المخرج محمود كامل إيجابى للغاية، لأنه مخرج قوى ويهتم بإخراج أفضل الإمكانات المتاحة لدى الفنان، كما أسهم كثيراً فى إظهار تطورات شخصية الإرهابى بشكل متسلسل، وحرص على عرض الطريقة التى يفكر بها والنهج الخاطئ الذى يستخدمه، وعملية غسيل المخ التى يخضع لها من خلال وجوده فى هذه التنظيمات الإرهابية».

وعن أسباب رفض القنوات المصرية عرض المسلسل، أوضح: من الوارد أن يكون السبب وراء ذلك هو جرأة العمل، ولكن لا يزعجنى عرض «السهام المارقة» على قناة «أبوظبى»، فالعمل الجيد يحقق نجاحه مهما كانت الوسيلة التى ستعرضه، بالإضافة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى جعلت هناك فرصة أكبر للانتشار والوصول إلى الجمهور.

«السهام المارقة» مسلسل من بطولة شريف سلامة وهانى عادل ووليد فواز وشيرى عادل، ويشارك فيه من فنانى العالم العربى كلٌّ من التونسية عائشة بن أحمد واللبنانية دياموند أبوعبود والسعودى هشام فقيه والعراقى كامل إبراهيم، والعمل من إنتاج محمد حفظى ومعز مسعود وإخراج محمود كامل.