البدرى فرغلى: بورسعيد قطعت ذراع إسرائيل الجوية وأغرقت المدمرة «إيلات».. وصدت هجوم رأس العش

كتب: شيماء عادل

البدرى فرغلى: بورسعيد قطعت ذراع إسرائيل الجوية وأغرقت المدمرة «إيلات».. وصدت هجوم رأس العش

البدرى فرغلى: بورسعيد قطعت ذراع إسرائيل الجوية وأغرقت المدمرة «إيلات».. وصدت هجوم رأس العش

هاتفه لا يكف عن الرنين طوال جلسته اليومية على مقعده الدائم فى مقهى «سمارة»، حيث لقاؤه اليومى مع زملائه، خاصة الفدائى محمد مهران، القاصى والدانى يعلم مكانه إن احتاج مساعدة، وأولهم أصحاب المعاشات، الذى ظل يدافع عن مطالبهم منذ بلوغه سن المعاش عام 2007، وهو ما جعل أهالى بورسعيد يرشحونه ليكون نائباً عنهم فى مجلس النواب 4 دورات.

«الوطن» التقت بالفدائى البدرى فرغلى، أحد رموز بورسعيد، والذى وصف البورسعيدية بقوله: «وارثين الوطنية وبيعشقوا الحرية».. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

من وجهة نظرك ما الذى يميز الشخصية البورسعيدية عن غيرها؟

- الوطنية المتوارثة، نحن نرث وطنيتنا من الأولين، المدينة تعشق الحرية، فقد كانت المدينة الوحيدة التى تتعامل مع الجاليات الأجنبية، كل أوروبا لها جاليات فى بورسعيد، استمدت المدينة رياح الحرية من كل شعوب العالم، وأصبحت الحرية فى المدينة هى التى تحمى الوطنية المصرية، لذلك شوارع بورسعيد بالكامل تحمل أسماء شهداء وأبطال حتى الصبية لديهم شوارع تحمل أسماءهم.

لماذا تم التقليل من الشخصية البورسعيدية وربطها بشخصية هزلية مثل «أبوالعربى»؟

- شهرة البورسعيدى بـ«أبوالعربى» لها أصل يعتز به أهالى بورسعيد، أهالى بورسعيد كانوا يسكنون حى العرب، وهو الحى المواجه لحى الأفرنج، الذى كانت تسكنه الجاليات الأجنبية، فتعمدنا أن تبدأ أغلب أسمائنا باسم «السيد» أى أنا سيد المدينة ويليها «العربى» أى أنا عربى أصل المدينة، حتى حى العرب كان يحمل أسماء عربية مثل «سينما مصر» و«النادى المصرى»، ومن هنا ظهرت شخصية السيد العربى أو أبوالعربى كنوع من أنواع الفخر بمصريتنا وعروبتنا.{left_qoute_1}

لبورسعيد قصص بطولية لا يمكن أن ينساها أهالى بورسعيد فى الدفاع عن المدينة، فما أبرزها وما أثر هذه البطولات على علاقة بورسعيد بالدولة؟

- بورسعيد دفعت ثمناً غالياً بسبب حريتها، فهى دائماً متمردة ورافضة لأى شكل من أشكال الاستبداد، وهو ما انعكس على أبطالها الحقيقيين الذين لم يذكرهم التاريخ ولكن بطولاتهم ما زالت عالقة فى قلوب وأذهان بورسعيد، فصناعة الأبطال موجودة لكن لا أحد يستطيع إلغاء الأبطال الحقيقيين من وجدان أهالى المدينة، الشعوب هى التى تكتب التاريخ وليس حكامها.

من هم الأبطال الذين لم يذكرهم التاريخ وما زالوا فى وجدان البورسعيدية؟

- هناك بطلة حقيقية تعيش فى وجداننا، اسمها «فتحية الأخرس» وشهرتها «أم على»، كانت ممرضة فى عيادة الدكتور جلال الزرقانى، وكانت تخفى السلاح والفدائيين واكتشفها الإنجليز، وعندما هجموا على مقر العيادة صرخت فتحية الأخرس فى وجه جنود الاحتلال وأجبرتهم على التراجع مذعورين، وكان الفدائيون متخفين فى ملابس مرضى على الأسرّة، وهناك أيضاً السيد عسران، وهو أشهر فدائى وضع قنبلة داخل ساندويتش وقتل «ويليامز»، قائد المخابرات الإنجليزية، وكذلك هناك الفدائى «حمد الله»، قائد المجموعة التى خطفت الضابط مورهاوس، والشىء المؤلم أن ابنة هذا البطل جاءتنى لتطلب عملاً لأن ظروفها سيئة، فهل يليق أن نترك أبناء الأبطال يعيشون فى هذا المستوى من الحاجة والفقر؟

عاصرت العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956.. ماذا تتذكر من هذه الأيام؟

- كان عندى 9 سنوات وقتها، كانت السيارات «الكارو» هى الوسيلة الوحيدة لنقل جثامين الشهداء، وكنا كأطفال وظيفتنا نقل الجثامين للمقابر الجماعية فى النادى المصرى القديم وحديقة سعد زغلول، كنا ندفع السيارات «الكارو» إلى تلك المقابر ولم يكن هناك أى دواب أو أحصنة لدفع السيارات.

{long_qoute_2}

ومتى شاركت أفراد المقاومة الشعبية فى التصدى للعدو؟

- بدأت أحمل السلاح بعد نكسة 1967 ولم أتركه من يدى إلا بعد أن سكتت أصوات المدافع وانتهت حرب أكتوبر بالعبور.

لماذا قررت أن تكمل مشوارك فى الدفاع عن قضايا العمال؟

- أنا عضو نقابى منذ 30 سنة، وقضيت سنوات طويلة رئيساً لنقابة عمال الشحن فى بورسعيد، وعمال بورسعيد أغلبهم يعملون فى الميناء، وكانت لهم مواقف مشرفة عندما انسحبوا من العمل فى معسكرات الإنجليز بعد إلغاء معاهدة 1936، وهذا دائماً يدفعنى لمحبة تمثيلهم والدفاع عنهم.

ومن مثلك الأعلى من الفدائيين؟

- تأثرت بأفكار وليس بأشخاص، وكانت أفكار الرئيس جمال عبدالناصر هى الأكثر تأثيراً بالنسبة لى لأنه انحاز إلى الناس الفقراء، ولهذا السبب تم اختيارى عضواً بمنظمة الشباب الاشتراكى، وهناك تم تأهيلى فكرياً وسياسياً فى منظمة الشباب، ومنذ هذه اللحظة تنبعث ثقافتى من منظمة الشباب.

وماذا عن أشهر المعارك التى شهدتها بورسعيد؟

- بورسعيد شهدت 3 حوادث كان لها عظيم الأثر، وما زال الجيش المصرى يحتفل بهذه الحوادث الثلاث، بل وجعلها أعياداً له؛ الأولى يوم إغراق إيلات على شواطئ بورسعيد والتى أصبحت عيداً للقوات البحرية المصرية، والثانية يوم التصدى للعدو فى رأس العش ومنعه من احتلال بورفؤاد ليصبح عيداً للقوات البرية، والثالثة فى يوليو 1970 يوم إسقاط 17 طائرة من أحدث الطائرات الإسرائيلية بالصواريخ ليصبح عيداً للقوات الجوية.

{long_qoute_3}

كيف ساهمت المقاومة الشعبية فى إسقاط الـ17 طائرة؟

- كان يوجد 7 مدافع مضادة للطيران على مدخل بحيرة المنزلة، تصدت للطائرات الإسرائيلية التى دخلت سماء بورسعيد ولكن لم تحتمل المدافع شدة القصف وتم القضاء عليها من قبَل طائرات العدو إلى أن حدث تغير جوهرى وأمد الجيش المصرى المقاتلين بصواريخ حديثة محملة على سيارات الجيب، كانت الطائرات الإسرائيلية تمرح فى سمائنا دون رادع إلى أن قامت الصواريخ المصرية بإسقاط الطائرات، كان أفراد المقاومة يطلقون الرصاصات على الطائرات الإسرائيلية حتى ترتفع فى السماء، ويسهل استهدافها بالصواريخ، وتم قطع ذراع إسرائيل الجوية فى سماء بورسعيد.

 

«فرغلى» خلال حواره مع «الوطن»


مواضيع متعلقة