كشرى فى نهار رمضان لأطفال جزيرة «الوراق»: الرزق يحب «نعناعة»

كتب: سحر عزازى

كشرى فى نهار رمضان لأطفال جزيرة «الوراق»: الرزق يحب «نعناعة»

كشرى فى نهار رمضان لأطفال جزيرة «الوراق»: الرزق يحب «نعناعة»

صينية ممتلئة بالكشرى، مغطاة بكيس بلاستيك شفاف، تضعها نعناعة عبدالمحسن على قفص خشبى، بينما تجلس على حجر فى الشارع، وتنادى على الأطفال فى نهار رمضان لشراء الكشرى، الذى تبيعه منذ 25 عاماً، فتستيقظ مع نسمات الصباح الأولى، تسلق المكونات وتخلطها ثم تعد الصلصة والدقة، وتأخذها على رأسها وتبدأ رحلتها اليومية.

تقسم «نعناعة» عملها لفترتين خلال شهر رمضان، صباحاً للصغار وبعد الإفطار للكبار، العمل الذى اختارته بإرادتها للإنفاق على نفسها بعد وفاة زوجها، وعرفها الجميع فى جزيرة الوراق، ويقبلون عليها لآخر طبق: «طعمه حلو وببيع الطبق بجنيه، مفيش محل بيعمل كده، وده صحى عمايل البيت».

«مكرونة، شعرية، عدس، أرز» هى مكونات طبق الكشرى، وتختلف كمياتها حسب ميزانيتها، وترى «نعناعة» أن البيع فى شهر رمضان لا يتراجع، فالأطفال لا يكفون عن طلبه: «مبيرضوش ياكلوا فى بيوتهم، بيصحوا وينزلى كل واحد بطبقه»، وبعد الإفطار بساعة واحدة، يأتى إليها باقى الأهالى لتناول طبق من يدها، بعد أن تضعه على النار لتسخينه.

لا يشغل السيدة الخمسينية إن كان منتجها يناسب الشهر الكريم أم لا، فهى لا تجد نفسها فى عمل آخر يدر لها دخلاً يومياً، فتجذب الأطفال بهتافها وتشوقهم لشرائه: «احنا هنا فلاحين عارفين بعض وملناش مواسم فى الأكل، وبعدين هو لسه فيه حاجة بجنيه؟»، وتعانى من غلاء المعيشة وألم فقراتها الذى يلازمها منذ خمس سنوات، وتحلم بمتبرع لعمل أشعة رنين وتوفير معاش شهرى لها: «نفسى أتعالج مبقتش أقدر أمشى على رجلى، والسكر هيقضى عليّا».


مواضيع متعلقة