مناطق تحت الحصار فى رمضان.. من «السيدة لسيدنا الحسين»

كتب: جهاد مرسى

مناطق تحت الحصار فى رمضان.. من «السيدة لسيدنا الحسين»

مناطق تحت الحصار فى رمضان.. من «السيدة لسيدنا الحسين»

يقصدها الآلاف وتتهافت عليها القلوب قبل الأبدان للاستمتاع بأجواء خاصة فى رمضان، لا مثيل لها فى أماكن أخرى، الصورة المتألقة يراها قاطنو تلك المناطق قاتمة ويعانون الأمرّين طيلة أيام الشهر، بسبب الزحف الشعبى. الحسين، السيدة زينب، المعز وغيرها من مناطق الدرب الأحمر تشهد زحاماً شديداً فى الشهر الكريم، وما يتبعه من سلوكيات سلبية تنال من سكان تلك المناطق، وبدلاً من انتظار قدوم الشهر الكريم للاستمتاع مع الوافدين بروائح رمضان هناك، يحاول بعض الأهالى الفرار منها إلى مناطق أخرى لحين انتهاء الشهر.

سامية عمار، من سكان منطقة الحسين، التى يقصدها الآلاف لتناول وجبة الإفطار أو السحور فى طقس رمضانى لا مثيل له، أما هى وأسرتها فتصف تلك الأجواء بالكارثة: «طعم رمضان هنا مالوش مثيل، لكن ده بالنسبة للناس اللى من بره المنطقة، أما إحنا كسكان بنعانى بشكل رهيب بسبب الزحمة فى كل حاجة، أنا عمرى مثلاً ما بنزل أتفسح ولا أفكر أفطر أو أتسحر فى الحسين، ولو عملتها مش بكون مستمتعة».

توضح «سامية» أن مناطق الحسين والمعز والغورية بطبيعتها تشهد زحاماً كبيراً فى كل نهاية أسبوع طوال العام، ما يدفعها للهروب إلى منزل والدتها البعيد عن تلك المناطق، أما فى رمضان فالزحام يظل طوال الأسبوع ولا تجد مفراً سوى البقاء فى المنزل: «هاهرب وأروح فين كل يوم»؟!

الأسعار المرتفعة بشكل غير مبرر من أكثر الأشياء التى تغضب «سامية» فى الشهر الكريم: «كل القهاوى والمطاعم بتحط أسعار فلكية فى الشهر ده. المشكلة إن اللى بره المنطقة ممكن مليتفتش للأسعار، لكن إحنا كسكان عارفين الأماكن دى وبتبيع بكام، وبنرفض الاستغلال».

المشكلة الأخطر فى رأى «سامية» هى التحرش، فالزحام الشديد يستغله بعض المنحرفين ويتحرشون بالسيدات، سواء من أهالى المنطقة أو الزوار: «المعز والحسين فى رمضان بيتحولوا لغابة من البشر، والسيطرة عليهم شبه مستحيلة».

يتوسط حى المغربلين كل من حى السيدة زينب والحسين ويقع شارع المغربلين فى منطقة الدرب الأحمر، ويعانى سكانه أيضاً من الزحام الشديد فى رمضان، ومن بينهم مصطفى إبراهيم، صاحب مطعم، ويضطر لغلقه طوال شهر رمضان: «الشارع فيه ييجى 10 موائد رحمن. وكل مائدة فيها من 100 لـ150 كرسى، الخير كتير ومحدش بيشترى أكل، فبضطر أقفله وأفتح بعد العيد».

خصوصية المنطقة كغيرها من مناطق الدرب الأحمر، تكون مقصداً للمواطنين فى رمضان، خاصة أنها تحوى أكثر من 8 مساجد كبيرة، يتتبعها البعض للصلاة والخطب، فيقول «مصطفى»: «من بعد العصر والعشاء الشارع بيبقى زحمة، خاصة عند مسجد السنية ومقام فاطمة النبوية»، مشيراً إلى أن سائقى «التوك توك» يزيدون معاناة الأهالى.

المطاعم والباعة الجائلون يشكلون مشكلة تؤرق أهالى السيدة زينب، خاصة فى رمضان، وفقاً لرأى تفيدة يحيى، من الأهالى ومسئولة فى جمعية خيرية توجد أمام مسجد السيدة زينب: «اعتدنا الزحام طوال العام، لكن قبل حلول الشهر الكريم وطوال أيامه تصاب المنطقة بشلل تام، بسبب التسوق قبل الشهر، والخروج وزيارة آل البيت فى رمضان».

لا تتمكن «تفيدة» كثيراً من الوصول لمقر الجمعية بالسيارة بسبب الباعة التى تفترش الرصيف والطرقات: «يتم تأجيره بالمتر، وخلال شهر رمضان يزداد الباعة بفرشات الياميش والفوانيس، بخلاف المطاعم المنتشرة وعربات الأكل». تتمنى الاهتمام بالسيدة والحسين وغيرها من المناطق التى لها خصوصية فى رمضان، خاصة أنها من الممكن أن تخصص للسياحة الدينية، إلى جانب تطويرها مع الاحتفاظ بروحها لراحة السكان، كما حدث فى منطقة «تل العقارب».

 

فى السيدة زينب «صورة أرشيفية»


مواضيع متعلقة