«الحسين الجامعى».. زحام وصراخ واستغاثات: «فوت علينا بكرة»

10:46 م | الأحد 10 يناير 2016

زحام شديد، يتخلله صراخ واستغاثات من قبل بعض المرضى الذين يجلسون فى السيارات التى تنقلهم، أمام المدخل الرئيسى للطوارئ، منتظرين خلو كرسى متحرك أو «تروللى» للدخول إلى غرف الاستقبال، غرف كشف متلاصقة لعدد من التخصصات يتراص أمامها المرضى وذووهم فى انتظار مجىء دورهم عبر الممر الضيق الرابط بينهم. داخل غرفة صغيرة يوجد بها سريران وطبيب استقبال، قام بتوقيع الكشف الطبى بـ«السماعة» على الصدر والظهر، وقياس الضغط، بعدها استمع لشكوانا، وبعد مجموعة من الاستفسارات، طلب الطبيب منا إجراء عدد من التحاليل الطبية والأشعة على القلب، فطلبنا منه تحويلنا إلى المختص، فأخبرنا أن كل أقسام الأشعة داخل المستشفى مغلقة، ويتعين علينا المجىء فى اليوم التالى بعد الساعة التاسعة صباحاً، وإبلاغ الطبيب الموجود فى قسم الأشعة بنوعية الأشعة.

{long_qoute_1}

قلنا له إننا من محافظة المنوفية، ولن يكون فى مقدورنا الذهاب والعودة مرة أخرى، فأكد لنا أن قسم الأشعة يعمل من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة عصراً، ولن يتمكن من حجزنا داخل المستشفى لعدم وجود أسرة خالية: «والله ما فيه سراير فاضية خالص، حرام أمرمطك وأسيبك نايم على باب المستشفى لحد الصبح، هديك برشامة مسكنة وهكتبلك على حقنة خليها معاك، لو الأزمة اتكررت تانى خدها فى أقرب صيدلية». على أحد أسرة غرفة الصدر، يجلس إبراهيم سامى (54 سنة) ينتظر دوره فى الحصول على جلسة أكسجين، سألناه عن حالته، فقال إن الطبيب شخصها على أنها اشتباه فى جلطة، وأخبره أنه لن يتمكن من إعطائه أدوية مسكنة خوفاً عليه لحين عمل عدد من الأشعة والتقارير، ثم قرر له الحصول على جلسة أكسجين: «هيبقى زى الفل لحد ما النهار يطلع»، واضطر الرجل الخمسينى للامتثال بعدما أقسم له الطبيب بعدم توافر إمكانيات لديه تمكنه من علاج حالته.