مدير محميات البحر الأحمر: أزمة «الخراف النافقة» انتهت وأسماك القرش لم تظهر.. ونتعلم من أخطاء الماضى

كتب: رضوى هاشم

مدير محميات البحر الأحمر: أزمة «الخراف النافقة» انتهت وأسماك القرش لم تظهر.. ونتعلم من أخطاء الماضى

مدير محميات البحر الأحمر: أزمة «الخراف النافقة» انتهت وأسماك القرش لم تظهر.. ونتعلم من أخطاء الماضى

قال الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، إن أزمة «الخراف النافقة» التى ألقت بها سفينة تجارية بالقرب من جزيرة «الجيفتون» فى الغردقة، انتهت بالعثور على جميع الخراف، البالغ عددها 25 رأساً، ولم تظهر أى من أسماك القرش فى مكان الحادث.

وأضاف «غلاب» فى حوار لـ«الوطن» أن خطورة مثل تلك الممارسات تكمن فى كونها تعمل على تغيير سلوك أسماك القرش الموجودة فى مناطق محميات البحر الأحمر، فتعمد إلى مهاجمة السياح، موضحاً أنه فى 2010 كان هناك حادث مشابه تسبب فى هجوم أسماك القرش على عدد من السائحين، ولكن تم الآن السيطرة على الوضع تماماً.. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_2}

ما آخر التطورات فى موضوع العثور على الخراف النافقة بالقرب من جزيرة «الجيفتون»؟

- عثرنا على كل ما تم إلقاؤه من إحدى السفن العابرة من خراف، والبالغ عددها 25 رأساً، وقمنا بالتعاون مع القوات البحرية وبواسطة بعض الطلعات الجوية لطائرات شركات البترول، بعمل مسح كامل للمنطقة وتم إلقاء القبض على طاقم السفينة الذى ألقى بتلك الخراف فى المياه الإقليمية المصرية، بعدما خرجت السفينة بها من الأردن، ولم نرصد من خلال الدوريات البحرية أى تجمعات لأسماك القرش حول تلك الخراف أو تغيراً فى سلوكها بطريقة تهدد النشاط البحرى والسياحى فى المنطقة.

ولماذا شكل هذا الحادث مصدر تخوف لدى محميات البحر الأحمر؟

- نحن نحاول أن نتعلم من أخطاء الماضى، ففى 2010 كان هناك حادث مشابه تسبب فى هجوم أسماك القرش على مدار ثلاثة أيام على عدد من السياح، وهو أمر غير معتاد من أسماك القرش المعروف أنها لا تهاجم سوى فى حالة استثارتها فقط أو حال وجود رائحة دم فى محيطها، وهو ما يعنى أن إلقاء خراف وحيوانات نافقة تسبب فى تغير سلوك أسماك القرش وهجومها على السائحين، وأغلقت الشواطئ تماماً وقتها.

وفى العام الماضى 2017، تكرر الأمر بهجوم سمكة قرش على فتاة، وعلى الفور قمنا بإغلاق جميع الأنشطة البحرية فى تلك المنطقة، وقمنا كباحثين بيئيين بعمل 40 غطسة لرصد سمكة القرش التى قامت بالحادث، وهو أمر ليس بالصعب نظراً لأن لكل سمكة قرش بصمة، مثل بصمة الإنسان على زعنفتها الظهرية لا تتشابه مع أى سمكة أخرى، ووجدنا بالفعل أن سلوكها تحول إلى سلوك عدوانى نتيجة لاستثارتها، ونصحنا خبراء أستراليون بصيد السمكة، لأنها أصبحت تشكل مصدر خطر وبالفعل قمنا بصيدها ووجدنا أنها واحدة من أصغر الأسماك فى المنطقة، واستقرت الأمور بعد ذلك.

{long_qoute_1}

وما الذى يغير من سلوك سمكة القرش ويحولها إلى السلوك العدوانى؟

- نقص الغذاء أولاً، فالبحر الأحمر ضحل وكمية السيول فيه ضعيفة، وبالتالى كمية المغذيات قليلة، حتى إن إنتاج البحر الأحمر من الأسماك لا يتجاوز 1% من إجمالى ما تنتجه مصر، وحينما يزداد الصيد الجائر تبدأ أسماك القرش فى البحث عن مصادر أخرى، وتكون المشكلة كبيرة حينما تجد الأسماك ضالتها فى أجسام نافقة، مثل الخراف والأبقار وغيرها مما تلقيه سفن الصيد للتخلص منه فى المياه الإقليمية المصرية، لأنها تعتاد على هذه الأشياء وتبحث عن المزيد منها، وهو ما يشكل خطراً على من يقومون بأنشطة العوم وليس الغواصين، فلم يسجل طوال التاريخ أى حوادث هجوم لأسماك القرش على غواصين حيث تحميهم «عدة الغوص».

ما المعوقات التى تواجهها محميات البحر الأحمر حالياً؟

- الصيد الجائر من أكثر ما كنا نعانى منه، خاصة فى الفترة من 2011، حيث كانت تعانى مصر من حالة سيولة، وكانت المطالبات الفئوية هى المسيطرة على المواطنين، ولم تكن الصورة واضحة، وقلت أوجه الرقابة، وهناك أماكن لم يكن فيها أى رقابة وانعدمت صيانة المعدات نهائياً.

ولكن، الحمد لله، ازداد الاهتمام مؤخراً بكل ما يتعلق بالبيئة، وتم إرسال 12 مركباً جديداً إلى محميات البحر الأحمر، وهو ما سيساعدنا كثيراً فى الرقابة على كل تلك المنطقة التى تحوى عشرات من الجزر.


مواضيع متعلقة