جورج قرداحي.. مصحح لغوي ومذيع برتبة "سياسي"

06:04 م | الثلاثاء 15 مايو 2018

بأسلوبه المميز السهل الممتنع أصبح علامة من علامات الشاشة الصغيرة، فهو واحد من الإعلاميين اللبنانين القلائل الذين حققوا شهرة واسعة على مستوى العالم العربي ببرنامج المسابقات الأشهر "من سيربح المليون" الذى كان يعرضه التليفزيون المصرى بصفة أسبوعية.

بدأ جورج قرداحي حياته الإعلامية فى السبعين، بعد دراسته بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكانت الصحافة هى بوابته الأولى حيث عمل مصححًا لغويًا بأحد الصحف ثم معدًا تليفزيونيًا لمد6 سنوات أيام الحرب الأهلية بلبنان، ولظروف الحرب وصعوبة العمل وسط القنابل اضطر أن يهاجر إلى فرنسا عام 1979، فعمل براديو مونت كارلوا حوالي 12 عام وبعدها شغل منصب مدير العلاقات العامة ثم عمل كمستشار إعلامى فى محطة تليفزيون mbc fm، بحسب صحيفة الأحرار عام 2001.

ثم فوجئ بترشيح الشيخ وليد الإبراهيمي، صاحب حق بث برنامج "من سيربح المليون" في الشرق الأوسط، باختياره لتقديم البرنامج وظل يقدمه قرابة العشرين عامًا، ثم قرر أن يخلع رداء هذا النجاح بتجربته في برنامج "المسامح كريم" التي حققت نجاحًا كبيرًا.

فكر في الترشح للبرلمان لكي يخدم الناس، رغم أن تصريحاته على مدى السنوات الماضية أدخلته في صراعات وأجبرته علي دفع فواتير غالية، خاصة بسبب موقفه من القضية السورية، وهجومه على ثورات العالم العربي والتي يعتبرها "مؤامرة كبيرة" ووصفه لبرامج التوك شو بأنها "جلسات ردح".

فصراحته جعلته يخسر كثيرًا غير أنه لايهتم بذلك، لأنه يفعل ما يمليه عليه قلبه وضميره، "أعرف جيدًا أن أي رأي أو موقف له ثمن، وبالفعل رأيي فيما حدث في العالم العربي خسرني الكثيرين"، موضحًا أنه "من أول يوم أرى أن ما جرى لم يكن ربيعًا عربيًا بل كانت مؤامرة، بدأت في تونس وطالت ليبيا واليمن وسوريا ومصر، ولكن مصر حمدا لله قاومت وانتصرت، ما حدث هو خراب ودمار فقط، وإلا أين الحقوق وأين العدالة.. هل تحققت؟".

أما عن تفاصيل ترشحه للبرلمان اللبنانى، فقد قال "كنت أنوي وأجلت الفكرة الآن ولعل في توقيت آخر أحاول، ولكنني أفكر في مشروع يخدم الناس الآن، ففكرت في دخول العالم السياسي، لأن المسئول لديه سلطة تنفيذ قرار ما، أما الإعلامي فكل ما لديه هو الكلام فقط والمواطن في عالمنا العربي يعاني الفقر الجهل المرض وكل شيء فعلينا أنه نمد يدنا إليه".

وأوضح أن برامج التوك شو ما هي إلإ "رغي وجلسات ردح"، أطراف تتشاجر وتحارب على الشاشات لمصالحها، والشعوب العربية شعرت بالملل منها، متمنيًا أن ينشغل الإعلاميون بهموم الناس ومشاكلهم ويتركوا السياسية لأهلها، فحق الناس علينا نحن مقدمي البرامج أن ننشغل بأعبائهم ومعاناتهم بقدر ما أعطونا من محبة وشهرة ونجومية، دورنا أن نسلط الضوء علي المشاكل ليراها الحاكم لنضغط على الحكومات.

ورغم النجاح الذى حققه جورج قرداحى والسعادة، التي انعكست عليه بسببه، إلا أن وفاة والدته كانت من أتعس وأصعب اللحظات فى حياته "مستحيل أنساهم العائلة أهم شيء ويؤسفني أن والداي لم يروا نجاحي".