جورج قرداحى: مصر حبى الأول.. والجواب نهائى

كتب: وفاء بكر

جورج قرداحى: مصر حبى الأول.. والجواب نهائى

جورج قرداحى: مصر حبى الأول.. والجواب نهائى

مذيع بارز، تسلق سلم المجد والشهرة حتى أصبح من رواد الإعلام فى المنطقة، واستطاع بذكائه الحاد وثقافته الواسعة وإطلالته المميزة أن ينال إعجاب وتقدير الملايين من مشاهدى الوطن العربى، وها هو الآن يعود للجمهور بنفس فكرة برنامجه «من سيربح المليون» الأقرب إلى قلبه ولكن فى شكله الجديد «المليونير» الذى يعرض حاليا. عن برنامجه الجديد وأمور أخرى كثيرة يتحدث جورج قرداحى فى هذا الحوار الصريح. * تقدم برنامج «المليونير» فهل اسمه ينطبق عليك؟ - فرد ضاحكا: «لا أحد يكره النعمة، وأتمنى بالفعل أن أكون مليونيرا ولكن بحب الملايين من الجمهور الذى يتابعنى». * قبل أن نتحدث عن البرنامج، فى البداية ما أسباب تركك لـmbc والتعاقد مع «الحياة»؟ - لأننى اشتقت إلى جمهورى فى مصر، وحبى لهذا البلد كان دافعا قويا للعمل فيها، فمصر هى حبى الأول، وهذا جواب نهائى، والـmbc أيضا كانت عائلة جميلة انتميت إليها لفترة طويلة، أما «الحياة» فهى كذلك عائلة كبيرة وجميلة، كنت أتمنى الانتماء إليها وقد حدث، وكنت أراقبها منذ فترة طويلة، وأهم ما أعجبنى فيها هو احترامها للمشاهد، فهى على المستوى الإعلامى نجمة وسط نجوم وقنوات مصرية كثيرة ومتميزة. * ولماذا كانت عودتك بنفس فكرة برامج المسابقات التى قدمتها من قبل فى «من سيربح المليون؟»؟ - هذا البرنامج بالذات تربطنى به علاقة عاطفية كبيرة، لأنه بداية الحب بينى وبين الجمهور، وكان عنصر إغراء كبير لى لأننى أحب هذا النوع من البرامج، وقد قدمته من قبل، وحقق نجاحا كبيرا جدا، ولكنى أقدمه الآن بشكل مختلف حتى أكسر حاجز الملل من تكرار الفكرة. * وما الجديد الذى تقدمه فى «المليونير»؟ - لن يكون «المليونير» نسخة طبق الأصل من برنامج «من سيربح المليون؟»، ولكنه سيشهد بعض التعديلات حيث سيكون الإيقاع أكثر سرعة، وستحدّد مدة الإجابات بـ15 ثانية، أى إن المشترك لن يأخذ وقته، وهذا يسمح لنا بضيافة أربعة ضيوف فى كل حلقة، كما ألغيت سؤال السرعة الذى كان يحدد من صاحب الحظ فى الاشتراك فى المسابقة. * البعض يرى أن فكرة برامج المسابقات تعلم الناس الكسل.. ما رأيك؟ - ولماذا لا نقول إنها تعلمهم «الأمل» والحماس فى الوصول لهدف يتمنون تحقيقه، كما أن البرنامج يقدم بالمقام الأول المعلومة، وينمى الثقافة التى أصبحت غائبة فى المجتمع العربى، ولكن بشكل يحبه الجمهور. * هل بالضرورة أن تكون للمذيع خلفية ثقافية لتقديم مثل هذا البرنامج؟ - بالطبع، فهناك فارق كبير بين أن تقومى بتقديم شىء وأنت تعلمين عنه الكثير، وبين أن تقدمى شيئا «والسلام»، فمن غير اللائق أن أقدم برنامجا يعتمد على المعلومة وأنا أفتقد امتلاك المعلومة نفسها، فالثقافة تعطى طلاقة وثقة بالنفس، وهذا كله يظهر فى إدارة الحوار مع الضيف، ويعطى فى الوقت نفسه مصداقية للمذيع لدى الجمهور. * وما رأيك فى بعض الآراء التى ترى أن أفكار برامجك مستوردة ولا تصلح للوطن العربى؟ - صحيح أن أفكار برامجى مأخوذة عن برامج أجنبية، ولكنى أعمل على تطويرها، كما أن اختيارى لها لم يأت إلا بعد قناعة تامة أنها ستقدم الجديد والمفيد أيضا للجمهور، وبطريقة تجعله مقبلا على البرنامج وحب المشاركة فيه، وهذا حدث فى «التحدى» و«من سيربح المليون؟»، وكذلك أتحدى أنه سيحدث وبقوة فى «المليونير». * لكن البعض اعتبر أن برامجك الأخيرة كـ«افتح قلبك» و«من سيربح المليونين؟» من المحطات الخائبة فى مشوارك الإعلامى؟ - من قال إنها خائبة؟ فمن يقول هذا الكلام هو إنسان يكره جورج قرداحى ولا يتابع أعماله، فأنا لا إجابة لى عن ذلك سوى أنه غير صحيح، وأنهما من البرامج الناجحة جداً فى الوطن العربى، و«المليونير» هو إكمال لهذا المشوار الناجح من وجهة نظرى. * والبعض الآخر يرى أن وسامتك هى سر نجاحك؟ - الوسامة نعمة من الله، ولكن لا يمكن أن تكون أساس النجاح، فهى عنصر مكمل للنجاح ولكنها ليست أساسه. * إذن هل الحضور والكاريزما اللذان تتصف بهما هما سر نجاح برامجك التليفزيونية؟ - بكل تواضع وواقعية أقول إننى جزء من نجاح تلك البرامج، لأن شخصية جورج قرداحى وصيغته جاءتا متطابقتين ومتوافقتين مع صيغة البرامج التى أختارها، ولكن هذا لا يعنى أننى صنعت نجاحها بمفردى، لكننى شاركت فى صنع هذا النجاح، فقد يجلب الحظ النجاح إنما لا يضمن استمراريته، إذ لا بد من توافر عناصر أخرى لتحقيقه ليس أقلها الثقافة العالية والمثابرة والمصداقية والكفاءة. * لماذا لم تستثمر شهرتك الواسعة فى تقديم برنامج حوارى سياسى اجتماعى؟ - بالفعل فكرت فى تقديم برنامج «توك شو»، لكنى عدت وأجّلت الفكرة بشكل مؤقت نظرا لانشغالى، وأنا لا أرغب فى تقديم برنامجين فى آن واحد، لكن من المؤكد أنه سيأتى اليوم الذى أطل فيه على جمهورى من خلال برنامج حوارى كبير ومختلف، إنما فى الوقت المناسب، إذ لا أريد تشتيت تفكيرى فى أمور عدة فى الوقت نفسه. * وهل تقديم أكثر من مذيع لبنانى وعربى لبرامج رمضان هذا العام يعد ضعفا فى الإعلام المصرى؟ - لا إطلاقا.. فالإعلام فى مصر يتمتع بكفاءات مميزة، لكنى أعترف بتألق الإعلاميين اللبنانيين، وتبادل الوجوه الإعلاميّة بين البلدين ليس جديداً، فمن لا يتذكر الإعلاميّة المصريّة ليلى رستم على شاشة تليفزيون «لبنان»؟ * البعض قال إنك اعتنقت الإسلام والبعض الآخر قال إنك حاقد عليه.. ما ردك؟ - لى الشرف أن أعتنق الديانة الإسلامية لكننى لست بحاجة إلى الأمر طالما أن الرب واحد فى الديانتين، وكل ديانة متأثرة بالأخرى، ومن قال إننى أحقد عليه فهو مفتر وجاهل لأننى إنسان أحترم الإسلام والمسلمين، وأدافع عنهم رغم أننى مسيحى، وقد انتقدت تصريحات «البابا» بشكل عنيف من قَبل تجاه المسلمين. * صف لنا علاقتك بأولادك؟ - أنا أب عاطفى وحنون جداً على أولادى مثل كل الآباء الشرقيين، أشجعهم وأهتم بمشاكلهم، فهم حياتى كلها، فأنا عندى ابنتان وولد، الكبيرة متزوجة وأنجبت لى أحلى أحفاد، والثانية درست إدارة الأعمال، وابنى تخرج فى الجامعة الأمريكية قسم المال والاقتصاد، وجميعهم ليست لهم ميول إعلامية، بالرغم من أننى حاولت تشجيعهم على دخول هذا المجال، لكنهم رفضوا. * وما رأيك فى الإعلام العربى الحالى؟ - أنا ضد كلمة الإعلام العربى لأنه ليس هناك إعلام عربى موحد، فيجب أن نطلق عليه «الإعلامات العربية»، لأن لكل دولة إعلامها المختلف عن إعلام الدولة الأخرى، ولا يمكننا التحدث عن إعلام عربى موحد لأنه لا يجتمع على مبدأ واحد إزاء قضايا كثيرة، فهناك العديد من القضايا لا يجتمع عليها الإعلام العربى، إذن ليس هناك ما يسمى بالإعلام العربى الموحد، لكن الإعلام بشكل عام يشهد تطورات سريعة مقارنة بما سبق، إذ إنه بات يتقدم خطوات كبيرة من حيث المضمون والتقنيات والإمكانات، إضافة إلى نضج الوعى الجماهيرى العربى خاصة فى الوقت الحالى. * وكيف ترى ثورات الربيع العربى؟ - هى بلا شك من أعظم الثورات التى تعكس العصر الجديد للدول العربية، ولكنها مثلها مثل كل الثورات، فهى تحتاج إلى وقت كى تنضج وتكتمل، ولا يمكن أن تؤتى ثمارها بين يوم وليلة، والحكام السابقون والحاليون هم الذين جنوا على أنفسهم وعلى شعوبهم.