جورج قرداحى: أنا مسيحى.. وأحفظ أجزاء من القرآن الكريم

كتب: شريفة شحاتة

جورج قرداحى: أنا مسيحى.. وأحفظ أجزاء من القرآن الكريم

جورج قرداحى: أنا مسيحى.. وأحفظ أجزاء من القرآن الكريم

عبر الإعلامى اللبنانى جورج قرداحى عن سعادته بنجاح برنامجه «المسامح كريم» الذى عرض فى رمضان الماضى، مضيفاً فى حواره مع «الوطن» أنه طلب لقاء شيخ الأزهر فى زيارة ودية لا علاقة لها بأى أمور مهنية، وأنه شعر أنه ربح المليون بالفعل بعد هذا اللقاء، مؤكداً أن إقالته من قناة «إم بى سى» كانت قراراً سياسياً وليس مهنياً، وأنه لم يخطئ عندما دافع عن سوريا، وأن الرئيس السورى بشار الأسد قال له إنهم سيعتذرون لك فى يوم من الأيام، مشيراً إلى أن ثورات الربيع العربى ما هى إلا مؤامرة هدفها القضاء على الشعوب العربية، وليس تغيير الأنظمة. ■ ماذا عن لقائك بفضيلة شيخ الأزهر؟ - سعدت جداً بهذه الزيارة التى كانت بناء على طلبى، وقد شعرت بعدها أننى ربحت المليون أخيراً بمقابلتى له، وأعتبر شيخ الأزهر ممثلاً للإسلام الوسطى المعتدل الذى يتسم بالسماحة والاحترام، وقد شعرت بسعادة كبيرة بلقائه، وكانت أمنية كبيرة لى أن أحظى برؤية شخصه الكريم، وأنا على المستوى الشخصى أحترم آراء الإمام الأكبر الدينية والسياسية والاجتماعية، وفكره المستنير منارة ليس لمصر وحدها ولكن للعالم أجمع وللإسلام والمسلمين. ■ ولماذا طلبت زيارته؟ - زيارتى لشيخ الأزهر كانت ودية، ولا علاقة لها بأى أمور مهنية أو حتى شخصية، وكنت قد طلبت لقاءه منذ فترة طويلة للاتفاق على لقاء خاص لأحد البرامج الجديدة، ولكن المشروع توقف إلى أن تلقينا رداً بالموافقة على اللقاء مؤخراً، فرحبت على الفور لأنه يشرفنى لقاء فضيلة الدكتور أحمد الطيب فى أى وقت. ■ فيمَ تحدثت معه؟ - اللقاء كان دافئاً للغاية، وتحدثنا عن العمق الدينى والسياسى لواقعنا العربى والإسلامى، وبعد اللقاء تأكدت أن الأزهر فى رعاية وكنف الدكتور أحمد الطيب يحتل مرتبة الريادة فى مواجهة الأفكار الظلامية التى أصابت المجتمع الإسلامى بالأذى، وحاولت تشويه صورة الإسلام الحقيقية الناصعة والجميلة.[FirstQuote] ■ منذ أول يوم لثورات الربيع العربى وأنت واقف ضدها.. لماذا؟ - هذا ليس ربيعاً بل خريف عربى أسود، فماذا رأينا من وراء ما يُسمى بـ«الربيع العربى»، الذى لم يحقق شيئاً غير نشر الفوضى فى أنحاء الوطن العربى وإصابته بالشلل؟ تم استهداف النظام فى اليمن وعلى عبدالله صالح ترك السلطة وراح، ولكن أين اليمن اليوم؟ وكذلك استهدف النظام فى ليبيا و«القذافى» راح، ولكن أين ليبيا اليوم؟ انظرى للعراق التى كانت تمتلك جيشاً من أقوى الجيوش فى العالم، ماذا حل بالعراق؟ أنا أدافع عن سوريا و«بشار» لأن سوريا لو سقطت ستسقط بلدى لبنان، فالذى يصيب سوريا سيصيب لبنان. ■ أنت ترى أن الربيع العربى مؤامرة لا تهدف إلى تغيير الأنظمة العربية بل إلى تدمير الشعب العربى؟ - نعم بالفعل، وانظرى للدول التى حدث فيها «الخريف» العربى لتتأكدى بنفسك. ■ هل صحيح أنه عندما تركت قناة «إم بى سى» بسبب دفاعك عن سوريا قال لك الرئيس بشار الأسد إنه سيأتى يوم ويعتذرون لك؟ - نعم هذا حقيقى، سوريا هى المنارة الوحيدة الباقية التى يوجد فيها كرامة الأمة العربية، وأنا أعرف تمام المعرفة ما هى سوريا، فرجاءً لا تدمروها على رؤوسكم، أنا استقلت ولم يُقيلونى، طلبوا منى أن أوقف البرنامج لمدة شهرين فرفضت، وقدمت استقالتى، فالقرار كان سياسياً وليس مهنياً وصادراً عن جهات عليا فى المملكة العربية السعودية، ولا بد أن تعرفى أن مصير الإعلاميين فى العالم العربى قائم على كف عفريت، وما حصل معى هو أكبر مثال على ذلك. ■ أريد أن أعرف منك رأيك فى حرية الإعلام فى الوطن العربى؟ - لا وجود لحرية الرأى والاعتقاد فى الوطن العربى، فقد تعرضت لحملة شعواء فى المملكة العربية السعودية قبل صدور القرار، ومن إعلاميين سعوديين كنت أحترمهم، ولكن للأسف كتبوا مقالات يحرضون فيها علىَّ لأنه كان لى رأيى الشخصى فيما يخص سوريا واتخذت موقفاً مع الشعب السورى، فاعتبرونى مؤيداً للنظام، وبناءً على ما جاء فى الصحف السعودية تم اتخاذ القرار الملكى بوقف برنامجى على قناة «إم بى سى». ولو تكلمت عن مفهوم الإعلام فهو لا يتغير ولكن نظرتنا له اليوم تغيرت، من أربعين سنة تغير شكله كثيراً، وللأسف لم يعد كما عهدنا وهذا بسبب ما مر على العالم العربى، وأهم المتغيرات التى أثرت فيه هو «الربيع العربى»، حيث حدثت أمور لا تمت للإعلام بصلة. ■ سبب الهجوم عليك وقرار تركك «إم بى سى» كان مداخلة تليفونية لك، هل تتذكر ماذا قلت على شاشة التليفزيون السورى؟ - نعم أتذكرها جيداً، فقد سئلت عن رأيى فيما يحدث بسوريا فقلت: ما جرى وما يجرى فى سوريا مؤامرة مفضوحة على سوريا وأمنها واستقرارها ونهضتها التى بدأت منذ سنوات معدودة، ولا أعتقد أن هذه المؤامرة خافية على أحد، فنحن نشاهدها ونسمعها فى وسائل الإعلام الغربية والعربية التى تضخم الأمور، وسوريا محسودة من كثيرين بسبب النهضة الاقتصادية والعلمية وبسبب جو التعايش الأخوى، ورغم كل تلك الشدائد بقيت سوريا. ■ الإعلامى الناجح يمتلك قاعدة كبيرة من المشاهدين، هل يؤدى ذلك إلى المنافسة، وربما أحياناً إلى خصومة مع الآخرين؟ وإن حصلت كيف تتعامل مع هذه الحساسيات؟ - أعتقد أننى أصبحت خارج المنافسة، ولا أنظر لها ولا أعيرها أى اهتمام، أنا أؤدى واجبى المهنى كما يعلمنى ضميرى وكما تعلمنى ثقافتى وكما تعلمنى تربيتى الاجتماعية والمهنية دون النظر إلى الآخرين، فلا أحسد الآخرين على برامجهم، ولا أنظر بعين الغرور إلى ما يفعلون، وأقوم بواجبى المهنى وحسب. ■ وماذا عن برنامج «المسامح كريم»؟ - سعيد جداً بهذا البرنامج، لأنه قدم شيئاً مفيداً للآخرين، وكان هذا أيضاً محور حديثى مع فضيلة الإمام شيخ الأزهر فى حل مشاكل ومنازعات الآخرين. ■ لماذا يسألك الكثيرون دائماً: هل أنت مسلم أم مسيحى؟ - لا أعرف، وأنا مسيحى، وأحفظ أجزاءً من القرآن الكريم، ولا أجد سبباً للتغيير من دين لآخر ما دام الرب واحداً، كما أن المسيحية مذكورة فى القرآن. ■ هل ترى أن مصر صححت المسار بعد ثورة 30 يونيو؟ - نعم هذا حقيقى، مصر صححت المسار وانطلقت فى أمان، وأنقذت الأمة العربية من مسارات وأنفاق مجهولة لا نعرف نهايتها، فالمؤامرة التى تستهدف العالم العربى ما زالت مستمرة فى سوريا والعراق وليبيا، وما يحدث فى سوريا لا يستهدف النظام السورى بقدر ما يستهدف سوريا شعباً وأرضاً بهدف تقسيمها، أما مصر وبقيادة رجل شجاع وضع حياته على كفه، رجل ينتمى لمؤسسة عريقة كالقوات المسلحة، أنقذ مصر مما كان يحاك ويخطط ضدها، لذا أقول إن مصر بالفعل صححت مسارها كثيراً بالقائد عبدالفتاح السيسى وشعبها الواعى الذى ساند جيش بلده.