«الفركة» من «نقادة» إلى السوق العالمية: «يا حلو مين يغزلك؟»

«الفركة» من «نقادة» إلى السوق العالمية: «يا حلو مين يغزلك؟»
- السوق العالمية
- الهند والصين
- توفير فرص عمل
- شرم الشيخ
- مرة أخرى
- مركز نقادة
- هدى كمال
- آدم
- أكبر
- أنواع
- السوق العالمية
- الهند والصين
- توفير فرص عمل
- شرم الشيخ
- مرة أخرى
- مركز نقادة
- هدى كمال
- آدم
- أكبر
- أنواع
جلست فى تركيز تام أمام ذلك «المنسج» الخشبى، تمارس مهنة تعلمتها منذ الصغر، حينما كانت قريتها وغيرها من القرى داخل مركز نقادة مشهورة بهذه الحرفة اليدوية، «صناعة الفركة»، وهو شال ذو طابع خاص، ينسج يدوياً من أنواع خيوط مختلفة، وكان يصدر قديماً بكثرة إلى السودان، حسب هدى كمال، صاحبة الـ 47 عاماً، والمدربة على تلك الحرفة فى جمعية الشابات المسلمات بنقادة.
تحكى «هدى» عن تاريخ هذه المهنة وما وصلت إليه، مشيرة إلى أنه قديماً كان يطلق على هذا «الشال» اسم «الشال الدورمانى»، وكانت أغلب بيوت قريتها لا تخلو من «منسج» أو أكثر، باعتبارها حرفة امتهنتها غالبية سيدات المركز، ومن بينهن «هدى» التى أصبحت بعد سنين طويلة من الخبرة تدرّب الفتيات عليها، بعد أن تطورت المهنة مع مرور الزمن: «بنعمل عليها شغل رسومات أو ممكن نعمل شغل هندى، وما زال فيه شغل من الدورمانى بنعمله لحد دلوقتى، حيث يتم تسويق هذه المنتجات فى القاهرة والأقصر والغردقة وشرم الشيخ، وفيه تسويق بره مصر من خلال شركة بتتعامل معانا».
12 عاماً قضتها «هدى» داخل مشغل الجمعية التى تعمل بها منذ انطلاق المشروع، كانت البداية بخمس فتيات، ثم زاد العدد تدريجياً، واكتسب المشروع شهرته شيئاً فشيئاً، وتذللت الصعوبات التى كانت تواجهه فى بداية الأمر، فقديماً كان التسويق هو أكبر المشكلات، فضلاً عن ضعف الإمكانات المادية، إلا أن الوضع حالياً أصبح أفضل مما كان، حسب «هدى»، التى انشغلت بالعمل عن الحديث فصمتت عن الكلام، وأخذت تمرر «المكوك» الممسك بطرف الخيط ليروح ويأتى به ذهاباً وإياباً من خلال الفتحة المخصصة له بين المسند الأمامى للمنسج (النول) وبين «المشط» الذى يستقبل الخيوط المقبلة من الخلف، وتحت قدميها كانت دواسة تتحكم من خلالها فى فتح وغلق منافذ دخول وخروج الخيوط.
عادت المُدربة مرة أخرى للحديث عن مرحلة ما بعد خروج «الفركة» من «المنسج»، حيث تدخل بعدها مرحلة التشطيب، ويتم إزالة الخيوط الزائدة وبرمها، ثم إلى الغسيل والمكوة كخطوة نهائية، لتنهى حديثها عن المجهود الذى تبذله فى هذا العمل قائلة: «لو مفيش حاجة صعبة، الشغلانة مش هتبقى حلوة».
كان الهدف من تبنى جمعية الشابات المسلمات فى نقادة لهذا المشروع هو الحفاظ على الحرفة من الاندثار، إضافة إلى توفير فرص عمل للفتيات، حسب ما قال حازم حمدى، المسئول عن المشروع، الذى أشار إلى أن المشروع الآن يملك 35 «نول» يعمل عليها 35 فتاة، منهن من تعمل فى مقر الورشة ومنهن من تعمل من المنزل، يخرجن شهرياً نحو ألف شال يتراوح سعره ما بين 75 و190 جنيهاً، بخامات يتم استيراد معظمها من الهند والصين ويصدر نحو 80% من إنتاجها إلى الخارج، حسب «حازم».