رمضان في الغربة| المساجد "تفرح" في الكويت لكن الروحانيات في مصر أحلى
محمد علي
على أصوات المؤذنين، يجتمع الآلاف من المصلين بمساجد مدينة حولي الكويتية لأداء الصلوات الخمس اليومية دون انقطاع في مشهد متكرر في مختلف مساجد العالم، بخاصة خلال شهر رمضان، لكن تنوع عرقي غير معتاد ساد مساجد المدينة المعروفة بطبيعتها التجارية، واحتضانها للوافدين من ذوي الجنسيات المتعددة، أضفى طابعًا مميزًا إليها طوال الشهر الكريم.
شعور لم يألفه المصري محمد علي، المغترب بأعلى محافظات الكويت كثافة سكانية، خلال رمضان الماضي، حين وجد رجالًا من جنسيات مختلفة يصطفون إلى جانبه لأداء الفروض الدينية بالمسجد جعلته يستشعر عظمة الدين الإسلامي في ترسيخ الاعتقادات ذاتها في نفوس وعقول الكثيرين: "إني أصلي وجنبي هندي، ونيبالي، وباكستاني، وفلسطيني، وسوري، ولبناني حسستني بعظمة ديننا"، وفقا لحديثه لـ"الوطن".
أربعة أشهر فقط هي المدة التي قضاها محمد بدولة الكويت قبل حلول رمضان الماضي، لم يتمكن خلالهم من التعرف على طبيعة الشعب الكويتي وطقوسه الرمضانية، بسبب عمله بالدوام الليلي في أحد الفنادق الكبرى بالمدينة وقلة عدد الكويتيين بالمنطقة التي يغلب عليها الوافدين من مختلف البلدان، ولكنه أيقن منذ اللحظات الأولى أنه لن يرى الأجواء الاحتفالية المعتادة للمصريين، حسبما أوضح لـ"الوطن": "جو الروحانيات والقرآن اللي بيملى الشوارع في مصر، مش موجود هنا".
"روتين" يومي اتبعه المصري محمد، البلغ من العمر 32 عامًا، طوال أيام شهر رمضان الماضي، حيث اعتاد الذهاب إلى عمله المسائي عقب صلاة العشاء حتى صباح اليوم التالي، وقراءة جزء من القرآن الكريم، ثم النوم لبضع ساعات، والاستيقاظ لإعداد إفطار رمضان، جعل الأيام تمر بوتيرة واحدة، لم يألفها طوال الأعوام الماضية بموطنه مصر.
السهرات القرآنية والأجواء الروحانية بمختلف أنحاء مصر، هما أكثر ما افتقده الشاب القناوي بمحافظته، وبعض المحافظات التي عمل بها داخل مصر مسبقًا، ليقول: "شغلي السنين اللي فاتت كان في مرسى علم، والغردقة، والقاهرة بس دايما كنت بحس الأجواء في رمضان مختلفة، عكس هنا بحس أني غريب وبعّد أيام إجازتي، لحد ما أحضر شنطتي وأسافر".
إجازة سنوية تقارب الشهر، قرر محمد تخصيصها في شهر رمضان خلال الأعوام المقبلة، لقضائها إلى جانب أهله وأصدقائه، والاستمتاع بالطقوس الرمضانية المصرية، التي أجبره عمله بالكويت على الابتعاد عنها بدءًا من العام الماضي: "اتأكدت إن رمضان في مصر شكل تاني مش موجود في أي بلد عربي".