مكافحة الناموس بأعواد البخور: تيجى تصيده.. يصيدك

كتب: رحاب لؤى ومها طايع

مكافحة الناموس بأعواد البخور: تيجى تصيده.. يصيدك

مكافحة الناموس بأعواد البخور: تيجى تصيده.. يصيدك

سنوات طويلة قضاها المصريون فى أمان، خاصة هؤلاء الذين عاصروا عربة الرش، تلك التى كانت تخرج فى دورية صيفاً وشتاء لمواجهة انتشار الناموس، لكنهم الآن مهددون بعد تراجع حملات المكافحة والوقاية.

جاء الخبر الصادم ليرمى بثقله، وفاة طفلين بسبب «بخور الناموس».. بدا الأمر مرعباً لكثيرين ممن اعتادوا استخدام أعواد البخور لمكافحة الحشرة المزعجة، خاصة أنها رخيصة بالقياس إلى المبيدات والأقراص والسوائل التى تباع فى الصيدليات، ومنذ انتشار الخبر والتجارب تتوالى فى التحذير من استخدام البخور.. «بعد ما ولعته، ابنى جاله التهاب رئوى، ومياه على الرئة وبقاله شهر محجوز فى مستشفى جامعة المنصورة»، تجزم فاطمة محمود أنها وطفلها ضحية لهذا البخور: «فى المستشفى قالولى هو السبب»، لم تكن تجربة «فاطمة» وحدها، صاحبتها تجارب أخرى كثيرة وتحذيرات متعددة من استخدام البخور، اعتبرها رجب مصطفى، صاحب محل عطارة فى الدقى، مجرد شائعات: «بنبيعه والناس كل يوم بتيجى تشتريه ومحدش اشتكى منه، هو مش بيموّت الناموس، لكنه بيطرده، وخلال ما البخور مشتعل الناس بتقفل الأوض وتخرج برّاها عشان مايحصلش حاجة»، يشرح «رجب» الطريقة، رابطاً كل الحوادث التى يسمع عنها بسوء استخدام البخور، أو حساسية الأطفال تجاه الروائح، لكن الأمر لم يكن هكذا بالنسبة للدكتور محمود السعداوى، رئيس قسم الصدر بطب الزقازيق، يؤكد: «بخور الناموس بيعمل التهاب الشعيبات الهوائية، ودى بتخنق وتموّت على طول، وخصوصاً الناس اللى عندها حساسية ضد المواد المصنّع منها البخور»، ورغم ذلك لم يمنع «السعداوى» استخدامه، فقط نصح بضرورة إبعاد الأطفال عن مناطق البخور حتى لا يصابوا بأمراض صدرية.

الغريب هو ذلك الربط الذى لجأ إليه جمهور «السوشيال ميديا» بين الوقائع الجديدة المتهم فيها الناموس وبين «حمى الضنك»، حيث كان الناموس السبب فى انتشارها قبل شهور، لتُظهر محركات البحث عشرات الأمراض التى تنتقل بين البشر بسبب الناموس، أشرسها على الإطلاق كان الفيروس المسبب لـ«زيكا»، لتلقبه صحيفة «الديلى ميل» بأنه «القاتل الأول للبشر».

حالة الذعر التى انتقلت بسبب خبر وفاة الطفلين ساوت بين بعض طرق مكافحة الناموس التى أصبحت قاتلة تماماً كالأمراض المنقولة من خلاله، لعل هذا ما دفع بعض المبرمجين لابتكار تطبيق على الموبايل لمواجهة الناموس عبر ذبذبات فوق صوتية لإبعاده، بعنوان «آنتى موسكيتو»، لكن هذا لم يكن كل شىء، حيث رأى البعض الحل الأمثل فى «وصفات الجدات»، هكذا شرحت الصفحة الرسمية للسفارة الألمانية فى مصر طريقتهم الخاصة لمكافحة «الناموس» عبر نشر «ورق اللورى» لطرده من البيوت، لكنها كلها لم تكن حلولاً مجدية بالنسبة إلى نور الزيات، التى ضاقت ذرعاً بالناموس ولدغاته، فى منطقة القلج، ما زالت ترى أن «عربة رش الناموس» كانت الحل الأمثل، والذى لم يعد موجوداً: «مش فاهمة بطلوا يطلعوها ليه ترش الشوارع، البهدلة اللى بنتبهدلها إحنا والعيال ماترضيش ربنا، وكمية الرش اللى بيترش فى البيوت أكيد مش أمان، زيه زى بخور الناموس هيموّتنا فى يوم من الأيام».

ورغم الحالة المنتشرة، إلا أنها ما زالت فى الحدود الطبيعية، بحسب تأكيد د. آمر توفيق، أستاذ علم الحشرات بعلوم أسيوط، يؤكد أن الانتشار المبالغ فيه للناموس يكون فى مناطق البرك والمياه الراكدة، وحول مزارع الأرز، والخطأ فى التجمعات السكانية حولها.


مواضيع متعلقة