البسايسة.. مركز إشعاع الطاقة الشمسية

البسايسة.. مركز إشعاع الطاقة الشمسية
- أجهزة التليفزيون
- أحمد إبراهيم
- أعلى مستوى
- أفلام السينما
- أهالى القرية
- أهالى قرية
- إنتاج الكهرباء
- استخدام الطاقة
- الأجهزة الأمنية
- أبناء
- البسايسة
- أجهزة التليفزيون
- أحمد إبراهيم
- أعلى مستوى
- أفلام السينما
- أهالى القرية
- أهالى قرية
- إنتاج الكهرباء
- استخدام الطاقة
- الأجهزة الأمنية
- أبناء
- البسايسة
«اسمى صلاح عرفة من أبناء الشرقية موجود فى الزقازيق ودلوقتى أستاذ فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة جايلكم وعندى شوية أفكار، ممكن تتعمل مشروعات ولو اتعملت فى القرية فلكم وبكم ولو فشلت فقد أديت واجبى، المكان ده مش مكان نقاش وحوار يا ريت لو نروح المضيفة».. بهذه الكلمات خاطب صلاح عرفة، أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية، من على منبر مسجد قرية البسايسة عام 1973 حينما ذهب إلى قريته التى قضى فيها أعوامه الأولى، ليحدثهم عما لديه من مشروعات تنموية، أهالى قرية البسايسة تفاجأوا من هذا الحديث وتأهب الجميع لحضور الجلسة مدفوعين بالشغف لسماع ما سيقوله ابن قريتهم الذى يعيش فى أضواء المدينة.
«بسرعة لقيتهم بيتهافتوا على ضيافتى فى بيوتهم لكنى فضّلت مضيفة القرية علشان أرضى الكل، ولما قالوا مش نضيفة قلت ننضفها كلنا سوا، وكان ده بداية العمل الجماعى وشاركنا فيها الأطفال»، عاد «عرفة» بالذاكرة على طريقة «الفلاش باك» فى أفلام السينما، متذكراً ما حدث حينما قرر أن يذهب لتنمية قريته بنفسه بعد عودته من منحة قدمتها له جامعة «أوبسالا» فى السويد عام 1971 وقرر وقتها مع عدد من زملائه اختيار قرية فى دولة نامية، لتطويرها بالعلم فقط، ولأنه كان من مصر وهى دولة نامية وغالبية زملائه كانوا من السويد ودول أوروبية أخرى متقدمة، فقد وافق على أن تكون الزيارة فى عام 1973، وعاد إلى مصر ليرتب للدعوة وزيارة قرى الشرقية، لكن ذلك بدا مستحيلاً فى هذا الوقت، حيث كانت التحضيرات السرية لحرب أكتوبر تجرى على قدم وساق، ولم تقبل الأجهزة الأمنية وجود هذه البعثة وزيارتها لقرى الشرقية التى تعد أولى المدن التى ستكون فى مرمى الحرب، هذه كانت بداية القصة التى ستخرج منها لاحقاً إحدى أكثر جمعيات التنمية المستدامة الناجحة باستمرارها.
{long_qoute_1}
وأضاف «عرفة» أنه اضطر إلى التجول فى قرى الشرقية بالدراجة حتى اختار قرية البسايسة، وطلب من إمام المسجد أن يمنحه فرصة الدعوة بعد انتهاء صلاة الجمعة، معلقاً: «لما رُحت أسأل عن عدد القرى فى مصر قالوا لى عندنا 5 آلاف قرية، ولكل قرية عندنا من 6 إلى 8 توابع بنسميها القرى التوابع، يعنى أكتر من 35 ألف قرية، رُحت الزقازيق وركبت العجلة وفضلت ألف فى القرى، وتذكرت إن والدتى لما ولدت ما كانتش بتحب الولاد فبعتتنى لجدتى ورُحت البسايسة فتذكرت إن أول سنة من حياتى عشت هناك ورُحتلها»، موضحاً أن البداية كانت من هذه الجلسة التى تبعتها جلسات أخرى، تعرف من خلالها على مشاكل القرية وكان فى مقدمتها الطاقة الكهربائية، ما دفعه إلى تعليمهم المصادر المتجددة للطاقة، واستخدام الطاقة الشمسية، حيث أجرى أول تجربة طاقة شمسية فى القرية على أحد أجهزة التليفزيون بالمسجد، معلقاً: «لقيتهم كلهم صفقوا وبقوا يهتفوا الله أكبر الله أكبر، وكانوا فرحانين، ومن هنا بدأت أعلمهم التنمية المستدامة، ويعنى إيه روح الجماعة والتعاون ويعنى إيه طاقة شمسية وبيوجاز وبقيت أجيب عربية ميكروباص علشان اللى حابب يروح قرية مشتهر فى القليوبية لأن فيها مركز تدريب البيوجاز على أعلى مستوى».
وأشار إلى أن روح العمل الجماعى بالقرية تزايدت وتم تأسيس جمعية، بعدما اقتنع الجميع بفكرة التنمية المستدامة والعمل التعاونى الجماعى والتوفير واستخدام الطاقات المتجددة، مؤكداً أن التنمية تمت فى عقول البشر، ولو لم يكن أهالى القرية مؤمنين بالفكرة لما استمرت طوال هذه الفترة، خاصة أنه لم يزرها منذ 8 سنوات، ولا تزال مستمرة فى عملها والأجيال تعلم الأجيال، وهذا هو معنى التنمية المستدامة، أى استمرار المشروع بغض النظر عن مديره أو مؤسسه، وكان تناقل الأفكار ونشر الوعى العام أحد أعمال الجمعية، وهو ما يضمن استمرارها، مشيراً إلى أن مصر وأفريقيا لديها مصادر الطاقة المتجددة التى تكفيها بنسبة 100% وتابع: «وأقمت مؤتمراً دولياً فى الجامعة الأمريكية تحت عنوان 100% طاقة متجددة ومجتمعات مستدامة لأفريقيا».
انتقلنا إلى مقر الجمعية الواقعة فى قلب القرية تحيط بها الأراضى الزراعية من كل جانب، وهى عبارة عن مبنى كبير على مساحة 300 متر مكون من 4 طوابق، هنا الكل مفعم بالنشاط من الطابق السفلى حتى العلوى، هنا نساء يخبزن الفطير، وبالداخل ورش نجارة تنتظر رحيل موظفى الجمعية لاستغلال ما خزنته بطاريات الطاقة الشمسية فى أعمالها، وفى الطابق الثانى توجد ورشة الحدادة بأجهزتها ومعداتها، ومشاغل التريكو وفى الأعلى فصول مليئة بالأطفال لتلقى التعليم، وبنك يقدم القروض ومعرض للملابس والأثاث، بيئة كاملة متكاملة وخلية تعمل بلا توقف وكل شخص يعرف الدور المطلوب منه ويقوم به».
{long_qoute_2}
يقول محمد سليم السيد، المدير التنفيذى لجمعية تنمية المجتمع بالبسايسة، إن العمل يتم فى كل الطوابق، موضحاً أنه يعمل هنا منذ 2001، وكان يعمل فى أحد مشروعاتها وتدرج إلى أن أصبح فى هذا المنصب، مشيراً إلى أن الجمعية بدأت فى سبعينات القرن الماضى، وبدأ بتشغيل راديو بالطاقة الشمسية، وإنتاج الكهرباء من الهواء وتشغيل طلمبة المياه، وغاز الميثان، وتم إشهار الجمعية سنة 1983 برقم 545 فى إطار رسمى، وكان هو مؤسس الجمعية ومعه الدكتور أحمد إبراهيم، واستقبلت زيارات من الجامعة الأمريكية وتم تدريب أناس فى مراكز تدريب وبدأت الجمعية فى مشاريع تنموية بالمرأة ومشروعات إنتاجية للحدادة والنجارة.
ويشير «سليم» إلى أن مشروعات الخياطة بدأت عام 2005 حينما بدأت مديرية التضامن الاجتماعى تساعد الجمعية، حتى أصبحت تخدم من 5 إلى 7 قرى مجاورة نتيجة العمالة التى تعمل فى الجمعية، وهى قرى دودية وبنى عباد والنخاس وأم رماد والطيبة، موضحاً أن الجمعية نفذت مشروعات الطاقة الشمسية وإنتاج عيش الغراب والبيوجاز، وزراعة الأسطح، وداخل مدينة الزقازيق قدمت مشروع تحويل الشوارع إلى صديقة للبيئة، بجانب تدوير المخلفات الزراعية والصلبة وإنتاج «الكومبوست»، وهو مخلف نباتى معالج بيئياً، وتابع: «اشتغلت فى 2001 على مشروع الشارع البيئى، حيث أخدنا شارعاً فى الزقازيق وقمنا بتشجيره وإعادة رصفه، ودهان البيوت ونظمنا ندوات تثقيفية فى المدارس اعتماداً على الطاقة المتجددة»، وأضاف: مساحة الجمعية فى البداية كانت 150 متراً تمت زيادتها إلى 300 متر، وكانت مبنية بالطوب اللبن، ثم تمت التوسعة، مشيراً إلى أن العاملين فى الجمعية عددهم 61 بين عامل وفنى وإدارى، وأن الهيكل التنظيمى للجمعية مكون من 570 عضواً، ومجلس الإدارة مكون من 7 أعضاء، والجمعية تقدم خدماتها لقرى كثيرة مجاورة وكل محافظة الشرقية والمحافظات الأخرى على مستوى الجمهورية، وتابع: «بنقدم خدمات لجنوب سيناء والدقهلية، عاملين جمعية أهلية فى جنوب سيناء، وهناك شغالين فى الطاقات المتجددة، ومركز تدريب خياطة وحضانة وكذلك الحال فى بنى سويف»، وأوضح أن المشروعات ليست بيئية فقط بل اقتصادية مثل الإقراض والنجارة والحدادة ونوادى النساء والتريكو والخياطة، وأن مبلغ الإقراض الأقصى هو 10 آلاف جنيه فقط، ومصروفات التشغيل أو الفوائد 15% فقط، وتكون لأشخاص لا يزيد عمرهم على 60، ولا يقل عن 21 عاماً، وبعد أن يتم عمل استعلام ائتمانى، أى ألا يكون فاقداً للأهلية أو سبق أن تعامل مع بنوك وتعثر فى السداد.
وقال «سليم» إن الجمعية تراعى فى اختيارها للمدرسات فى الحضانة أن تكون بنظام تعيين معين يشترط اختبارات وأن تكون حاصلة على مؤهل عال وتربوى، كما أن الجمعية تستقدم أساتذة فى علم الاجتماع لإعطاء دورات تربوية للمدرسات، لكى تؤهلهن نفسياً وتربوياً للتعامل مع الأطفال.
اقرأ أيضًا:
جولة فى المحافظات الشرقية.. الأصيلة
«القراموص» حارسة «البردى».. قرية أحيت زراعة «أوراق الفراعنة» بعد اندثارها
صان الحجر.. غابة المسلات والأسوار الأثرية
تل بسطة.. هنا القطة «باستيت» التى كانت تُسكت بكاء الأطفال بـ«الشخليلة»
منزل عبدالحليم حافظ.. قِبلة محبيه و«لو كان مهجوراً»
زراعة الورد فى «العدلية».. حالة عشق وراثية قبل التجارة
سادات قريش.. أول مسجد فى أفريقيا.. قِبلة الأهالى فى الأفراح والجنازات
«الصديقان».. آخر «صنايعية الحصير» يصارعان لبقاء المهنة
متحف «عرابى» مقلب قمامة كريه الرائحة بفعل الزمن والإهمال
أرض الخيول الأصيلة.. شعارها «حصان جامح»
سوق مواشى «ديرب نجم»: بؤرة تلوث ومرتع مخدرات ومطالب شعبية بنقله
سكان «اجتماعى العاشر»: «أملنا اتحقق بشقة فى مكان نضيف»
الأسطى أسماء: «شربت الصنعة على إيد والدى»
غرفة التحكم فى الطاقة
أستاذ صلاح عرفة استاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية
أستاذ صلاح عرفة يتحدث لـ"الوطن"