"شتائم وصفعة".. نعيمة عاكف تنجو من قبضة صلاح سالم بـ"رموش عنيها"

كتب: صفية النجار

"شتائم وصفعة".. نعيمة عاكف تنجو من قبضة صلاح سالم بـ"رموش عنيها"

"شتائم وصفعة".. نعيمة عاكف تنجو من قبضة صلاح سالم بـ"رموش عنيها"

"اللى ما يعرفك يجهلك".. مقولة دراجة على ألسنة الكثيرين، تحققت بالفعل مع الفنانة نعيمة عاكف وصلاح سالم، أحد أفراد حركة الضباط الأحرار، وتسببت في مشكلة كبيرة بينهما تبادلا خلالها الاعتداءات والشتائم دون أن يعرف كل منهما الآخر.

كان صلاح سالم يقود سيارته "الجيب" متجهًا إلى منشية البكري، لحضور أحد الاجتماعات المهمة وأثناء مروره فى ميدان باب الحديد "رمسيس"، فوجئ بسيارة ملاكى يقودها رجل وتجلس خلفه إمرأة حسناء، وكانت السيارة مسرعة فانحرفت فجأة واحتكت بقوة في سيارته.

توقف صلاح سالم قائلاً: "مش تحاسبوا يا جماعة"، فإذا بالسائق يوجه إليه سيلًا من الشتائم والسباب وينطلق بسرعة، وهو ما دفع صلاح أن يتعقبه إلى أن وصلوا إلى محل "الزعبلاوى" بمصر الجديدة، فإذا بالسيدة الحسناء تنزل من السيارة وتدخل المحل ليلحق بها صلاح سالم يعاتبها على إساءة أدب السائق، وبدلًا من أن تعتذر له فوجئ بها تشتمه، وهو ما أفقد صلاح سلام أعصابة فانهال عليها وضربها بالقلم على وجهها، حسبما ذكرت مجلة "صباح الخير" فى عددها الصادر عام 1989.

فحاولت الإمساك به لترد الضربة، والتفت الزبائن إلى هذه المشاجرة، وحتى هذه اللحظة لم تكن تعرف السيدة أنها شتمت صلاح سالم، ولم يكن يعرف هو أيضًا أنه ضرب نعيمة عاكف أشهر ممثلة وراقصة. 

ودخل مدير المحل مسرعًا يحاول فض الاشتباك قائلاً لها: "ده صلاح سالم بتاع الثورة هتودى نفسك فى داهية يا ست نعيمة"، فانهارت وبكت، وحاول بعض الزبائن الاعتداء عليها بعد أن عرفوا شخصية صلاح سالم، فرفع صوته فيهم وأمرهم بالانصراف قائلًا: "أنا اتهنت والثورة اتهانت من هذه السيدة".

علم البوليس الحربي بهذه المشاجرة، وفي اليوم التالى، أرسل إلى نعيمة عاطف ضباط بملابس مدنية، فعندما وصلت القوى إلى بيتها أراد زوجها المخرج حسين فوزي الذهاب معها إلى البوليس، ولكنهم رفضوا حيث أرادوها وحدها.

ظلت نعيمة عاكف فى غرفة المباحث الجائية يومًا كاملًا انهارت فيها من الدموع، فإذا بمدير المباحث الجائية يقول لها: "حضرتك غلطتى فى حق صلاح سالم وده عضو مجلس قيادة الثورة وهو مصمم على محاكمتك"، فازدادت بكاءً وهي تقول: "يا سعادة البيه اللى ما يعرفك يجهلك.. أنا ماكنتش اعرف سواقى هو اللى شتمه الأول.. ولما سعادة البية حاول يوقف عربيتنا وطاردنا افتكرناه واحد قليل الأدب جاي يعاكس ويضربنا فضربناه وحصل اللي حصل".

استدعى رئيس المباحث الجنائية شاويشًا لحراستها ومنع دخول أي شخص إلى الغرقة، كما أمر الشاويش بأن يحضر "كباب" ويدخله إلى الغرفة لكنها رفضت أن تتناوله، واقترح عليها البعض أن تكتب اعتذارًا بخط يدها إلى صلاح سالم حتى لا تسوء الأمور بينهما.

كانت نعيمة عاكف لا تجيد الكتابة، فقام أحد الأشخاص بكتابته بالنيابة عنها، وكان نص الاعتذار كالتالي: "عزيزي صلاح بكل دقة في قلبي وشعرة في رمش عيني أنا بعتذرلك وبقول لك آسفة جدًا وحقك عليّ وماتزعلش منى ويابخت من قدر وعفى وسامح والترضية اللى تأمرني بيها أنا تحت أمرك فيها ومرة تاني بعتذر لك".

وحينما وصل جواب الاعتذار إلى مجلس قيادة الثورة الذي كان موجودًا به جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وصلاح سالم، طلب جمال عبد الناصر الإفراج عنها، وأخذ يقرأ الجواب وهو يضحك بشدة ضحكات تهز قلبه، وحينما قرأ عبد الحكيم عامر هذه الجواب انهال ضحكًا، وكان هذا هو حال كل من يقرأ الجواب.

ورغم أن صلاح سالم كان غاضبًا وقال: "إيه الكلام الفارغ ده نقطع اجتماعنا وكلامنا فى مستقبل البلد عشان الكلام الفارغ بتاع الست نعيمة"، إلا أنه كان غارقًا في الضحك هو الآخر، وهو ما فع عبد الناصر أن يقول له: "خلاص الست اعتذرت لك وبكل شعرة فى رمش عنيها، الست نعيمة تخرج فورًا وتذهب إلى بيتها النهاردة".


مواضيع متعلقة