باب الحديد.. ممر «طووويل» ينتظر «الإزالة»

كتب: عبدالوهاب عليوة

باب الحديد.. ممر «طووويل» ينتظر «الإزالة»

باب الحديد.. ممر «طووويل» ينتظر «الإزالة»

فى أقصى ميدان رمسيس، وتحديداً فوق محطة مترو مصر الجديدة، يظهر كوبرى المشاة المعدنى ذو اللون الأخضر الفاقع، الذى بنى على أنقاض كوبرى باب الحديد القديم، فيما يخلو من المارة، وتغطى جنباته التى لا يتجاوز ارتفاعها المتر ونصف المتر لوحات إعلانات، بعضها يخبر المارة باتجاهات الطريق، ممهورة بشعار وزارة النقل، والأخرى إعلانات لمنتجات غذائية، يربط الكوبرى ذو النشأة القديمة، أقصى يسار الميدان بيمينه، حيث يمتد من الفجالة إلى محطة القطار من ناحية المبنى الرئيسى للبريد، مروراً بمحطة مترو عبدالعزيز فهمى. درجات سلالم جرانيتية الصنع، بنية اللون، تقود المارة إلى كوبرى المشاة بحذر، لتفادى درجات السلم المكسورة، على أطراف السلالم مثبت درابزين حديدى، هكذا تبرز المداخل الثلاثة المخصصة للصعود والنزول من الكوبرى، اثنان منها فى مواجهة مبنى الهيئة القومية للأنفاق والهيئة القومية للبريد، والثالث فى اتجاه الميدان من ناحية الفجالة. «اللى عايز يعدى يستسهل الميدان». بهذه الكلمات بدأ هيثم فؤاد، القادم من محافظة الشرقية عبر القطار، قاصداً جامعة الأزهر، حيث يدرس بكلية الدراسات الإسلامية، قائلاً: «أنا عايز أروح الدراسة والعربيات اللى هركبها عند جامع الفتح، هطلع الكوبرى ليه وأنا مش نازل الفجالة»، موضحاً أن الكوبرى يربط بين الفجالة ومحطة قطار الأقاليم فقط، وليس له أى علاقة بزوايا الميدان الأخرى.[FirstQuote] «إزالة كوبرى المشاة». هكذا أوصى مخطط تطوير الميدان الذى ظهر على مدار السنوات الخمس الأخيرة، حيث أسفرت المسابقة الدولية لتطوير الميدان التى تم الإعلان عنها فى 2009 عن الاستقرار على 3 مشروعات احتلت المراكز الثلاثة الأولى، وتضمنت المشروعات الفائزة إزالة كوبرى المشاة، كما أكد الدكتور عمر الحسينى، الفائز بالجائزة الأولى لتطوير ميدان رمسيس. طارق محمود، عامل ثلاثينى العمر بمحل عصير القصب، القابع على أحد النواصى الفرعية لشارع الفجالة، يشير بسبابته إلى بقعة سوداء على جدار الكوبرى الذى يتجاوز طوله 300 متر تقريباً، يؤكد أنها ناتجة عن إشعال أطفال الشوارع النار للتدفئة ليلاً، حيث إن هدوء الكوبرى يدفعهم لاتخاذ الكوبرى مقراً لهم، على حد قوله. خطوات معدودة على أرضية الممر التى يكسو الرخام الجزء الأكبر منها، بينما باقى الممر تغطيه طبقة خرسانية، حيث يؤكد العامل أن أطفال الشوارع يقيمون فى هذا المكان الذى يعلوه كوبرى أكتوبر. بعض الملابس الرثة، بقايا أطعمة، فردة حذاء، تظهر فى نهاية الكوبرى، يؤكد «طارق» أنها من أمتعة هؤلاء الأطفال الذين يأتون مع سواد الليل، ليناموا حتى توقظهم أشعة شمس اليوم التالى. أسفل كوبرى المشاة، أحد الأماكن التى خصصها حى الأزبكية بعد موافقة قسم الشرطة لوضع الباكيات النموذجية، وفقاً لوليد رمضان أحد الباعة الجائلين، لكن ما حدث أن الباكيات المعدنية ذات اللون الأصفر، تم نقلها من أسفل الكوبرى إلى حرم الشارع، فتحول أسفل الكوبرى إلى مخزن لتشوين البضائع. الكوبرى المخصص لعبور المشاة يخلو من المارة، ويتحول إلى مبيت لأطفال الشوارع ولوحات إعلانية، بينما يشهد الميدان زحاماً شديداً من المارة الذين يتوافدون على الميدان من أماكن متفرقة، ويعبرون من اتجاه إلى آخر، يشاركهم الزحام وعشوائية التحرك الباعة الجائلون الذين يتناثرون فى أروقة الميدان ومواقف السيارات العشوائية.