"بلومبرج": الاقتصاد المصري بدأ في جني ثمار الإصلاحات

10:07 م | الأحد 08 أبريل 2018

قالت شبكة "بلومبرج" الإخبارية العالمية، إن الاقتصاد المصري بدأ في جني ثمار الإصلاحات التي انطلقت في نوفمبر 2016، والتي شملت تحرير سعر الصرف وزيادة الضرائب ودعم الطاقة.

وأوضحت الشبكة في أحد برامجها التلفزيونية، أن البورصة المصرية باتت أحد البورصات الأفضل من حيث الأداء في العالم، فبعد ما كانت الأسوأ في أعوام سابقة تأتي الآن في المرتبة الرابعة بين البورصات، مشيرة إلى أن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي فى الانتخابات الرئاسية يمهد الطريق لمزيد من التغييرات المالية.

وقالت الخبيرة الاقتصادية بالشرق الأوسط رزان ناصر: "لا أود تجاهل الإنجاز الاقتصادي الذي قامت به الحكومة المصرية حتى الآن، لفد كان حقا شيئا مذهلا وخاصة على الصعيد الخارجي، لقد شاهدنا انخفاض عجز الحساب الجاري بنسبة الثلثين من حجمه الذي كان عليه منذ عام، ويأتي ذلك على خلفية تحسن أفضل في عائدات السياحة وتحويلات المصريين في الخارج وزيادة حجم الصادرات".

وأضافت: "نجد أنه لايزال هناك الكثير للقيام به، على الجانب المالي لقد أنجزوا العديد من المهام لكن لا يزال الوضع صعبًا، فالعجز لا يزال قريبًا من 10% وهو ما يساوي أكثر من 100% من إجمالي الدخل القومي، وسيتطلب ذلك الكثير من العمل، والشيء الآخر الأكثر أهمية هو الإصلاحات الهيكلية التي من شأنها إعادة الاقتصاد لمعدل نموه المفترض".

وعن الدين المصري، كون سندات الحكومة المصرية تعد من بين الأكثر تداولا في عام 2017 ولا تزال أيضا على نفس النسق في 2018، قالت الخبيرة الاقتصادية: "ارتفاع أسعار الفائدة سبعة نقاط كان أمرًا صعبًا على القطاعات المالية الحكومية وتمثل فوائدها حوالي ثلث حجم الإنفاق العام وهو ما يمثل تحدي مالي تحدثت عنه، لذا بالتأكيد هناك ترحيب بتخفيف أسعار الفائدة التي بدأت في الانخفاض بالفعل، ويبرر ذلك أيضا انخفاض نسبة التضخم إلى النصف تقريبا عما كانت عنه منذ تسعة أشهر".

وتوقعت الخبيرة الاقتصادية، أنه إذا ما استمر التضخم على هذا النسق من الانخفاض أن يقوم البنك المركزي بخفض 200 نقطة أساس لسعر الفائدة، وفيما يتعلق بالتدوال، اعتقدت أنه جذاب للغاية حيث جلب ما يقرب من 20 مليار دولار، وربما لا يستمر تدفق الأموال على نفس النسق بالنظر لحجم البورصة وأيضا بالتزامن مع بدأ انخفاض سعر الفائدة، لكن هناك تحسن على جانب آخر يبرر انخفاض العوائد.

وأشارت إلى أنه لشيء مثير للاهتمام رؤية التضخم مستمر في الانخفاض وربما رؤية تقارير تحتوي على مؤشرات أكثر انخفاضا في العاشر من هذا الشهر، فالتضخم لا يزال يمثل خطر لكن في الوقت الحالي هو على نسق إيجابي نحو الانخفاض، موضحة أن مصر في وضع نادر إلى حد ما، فالسواق الأخرى تكافح الانكماش بينما مصر تكافح التضخم في الأسواق الأخرى ترفع أسعار الفائدة بينما مصر تخفض أسعار الفائدة.

ورأت الخبيرة أن الجزء المثير فيما يتعلق بمصر أنهم بدأوا الإصلاح من قاعدة متدنية بعد سنوات من الركود، وما حصلوا عليه من مكاسب حتى الآن لهو شيء مذهل، مشيرة إلى أن جزء من التحدي هو الاستمرار بهذا الزخم نحو الأمام، ويجب أن يكون هناك عمل على الجانب الهيكلي، كما أن هذا النوع من الإصلاحات يمثل تحديا أكبر لأنه يحتاج إلى وقت كي تظهر نتائجه، لذا سيكون من المثير للاهتمام رؤية أجندة الحكومة المصرية في هذا السياق.