روايات مسلسلة يمكن أن يقرأها الشباب بخلاف "ما وراء الطبيعة"

02:44 م | الجمعة 06 أبريل 2018

"جعل الشباب يقرأون" كانت أمنية الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، أن يُكتب على قبره، وهي الحقيقة التي اعترف بها أحباءه وسجلوها تخليدا لإسمه وذكراه.

"توفيق" الذي رحل عن عالمنا قبل أيام قليلة كان مرافقا لجيل من الشباب منذ طفولته وحتى نضجه، عن طريق سلاسل يتعلق قارئها بالأماكن والشخصيات وطريقة سير الأحداث بها، حتى تصبح حياة أخرى موازية لحياته، وأفضل بداية لصداقة ممتدة بينه وبين القراءة.

أشهر سلاسل "توفيق" كانت "ما وراء الطبيعة" وبطلها الدكتور رفعت إسماعيل، وهو الشخص الذي لا يملك قدرات خارقة، لكن ما يمر به من مواقف هو الخارق، ويمر بمعطيات يمكن أن تتوفر لدى أي إنسان آخر، فـ"إسماعيل" كان "واحد شبهنا" كما وصفته متصلة بإحدى اللقاءات التليفزيون للكاتب الراحل، لذلك تعلق به شريحة كبيرة من الأطفال والمراهقون والشباب، وقد صرح "توفيق" في لقاء آخر أن قد جاءه ثلاثة عروض للزواج من رفعت إسماعيل.

لم تكن "ما وراء الطبيعة" هي إنتاج أحمد خالد توفيق الوحيدة من السلاسل، فله أيضًا "فانتازيا" وبطلته عبير عبدالرحمن، وبنفس نهج "توفيق" لم تكن لها مواصفات بطولية إنما هي فتاة طبيعية، تدخل في عوالم خيالية، سواء سفر عبر الزمن والولوج بأساطير الشعوب، أو لقاء شخصيات تاريخية، وأدبية، وصدرت لأول مرة عام 1995.

وبعدها بعام صدرت له "سافاري"، وهي سلسلة مغامرات لكن في إطار طبي، والبطل الدكتور علاء عبد العظيم "شاب مصري اختار أن يبحث عن ذاته بعيدًا وسط أدغال الكاميرون، وفي بيئة غريبة وأمراض أغرب وأخطار لا تنتهي في كل دقيقة" كما ورد في مقدمة السلسلة.

ومن سبعينيات القرن الماضي تحت عنوان "قصص بوليسية للأولاد"، نجد سلسلة ألغاز "المغامرون الخمسة" للكاتب محمود سالم، والتي مازالت تُنشر لها طبعات جديدة حتى الآن، وهي مقتبسة من الأصل عن سلسلة إنجليزية بعنوان " Five Find-Outers"، وتدور عن خمس أطفال هم تختخ، نوسة، محب، عاطف، ولوزة، يرافقهم الكلب "زنجر"، يعيشون بحي المعادي، وتمتد مجموعة القصص داخل تلك المنطقة وخارجها من المحافظات المصرية مثل الإسكندرية، وأبو المطامير، يعملون فيها على حل غموض جريمة ما ومساعدة الشرطة التي يتواصلون معها عن طريق المفتش سامي.

ومن "قصص بوليسية للأولاد" أيضًا صدر أعداد مختلفة من الألغاز لأبطال آخرين وهم المغامرون الثلاثة حسن وممدوح وهادية والكلب عنتر، أو عامر وعارف وعاليا، لكتّاب مختلفون مثل الكاتبة رجاء عبدالله، ومصطفى أحمد مصطفى.

وفي عام 1978، قدم الكاتب محمود سالم سلسلة أخرى وهي "مجموعة الشياطين الـ13 للشباب"، زاد فيها عدد الأبطال وكبر سنهم ووسعت رقعتهم حيث شملوا 13 فتى وفتاة من دول عربية مختلفة بقدرات استثنائية مثل إجادة اللغات وفنون القتال واستخدام الأسلحة، وتضخمت التحديات لتصبح مؤامرات تحاك ضد الوطن العربي كله، ويقودهم زعيم مجهول يُلقب بـ"رقم صفر".

ومن عالم المخابرات قدم الكاتب نبيل فاروق سلسلته "رجل المستحيل" وبدأها بـ"الاختفاء الغامض" عام 1986 ليختمها بـ"الوداع" عام 2009، بطل الرواية هو أدهم صبري، المتفوق في كل شيء، فهو يجيد فنون القتال والتنكر والتخطيط، كما يتميز بسرعة البديهة، ويتحدث لغات عديدة بطلاقة، بالإضافة لمهارة تقليد الأصوات بدقة، وحسه الوطني والديني المرهف.

ومن مصر إلى السلاسل المترجمة، تعتبر قصص "أجاثا جريستي" من أشهر الكتابات في مجال الجريمة والتشويق على مستوى العالم، تمت ترجمتها من الإنجليزية إلى أكثر من مائة لغة حول العالم، ولُقبت "كريستي" بـ"ملكة الجريمة" حيث استمر إنتاجها الأدبي في ذلك الحقل لأكثر من خمسين عامًا، ولم يكن لرواياتها أبطال موحدين، إنما تنوع ظهورهم بكل إصدار، وكان من أشهرهم المحققون هيركيول بوارو وآرثر هستنغز.

على جانب آخر شهد العصر الحديث نوع آخر من السلاسل المقروءة التي تحولت إلى أفلام سينمائية، أو مسلسلات تليفزيونية، والتي على الرغم من امتدادها لأعوام طويلة حتى تكتمل إلا أن أجزاءها لم تكن كبيرة في العدد، مثل سلسلة هاري بوتر والتي تدور داخل عالم مكتمل يعيش فيه السحرة، ويقدم صراع بين الخير والشر يبدأ فيه الأبطال في الجزء الأول منه أطفال.

وتنتهى السلسلة بالجزء السابع والأخير ويكونوا شباب، الأمر الذي شكل رفقة حقيقية بين قراء ومشاهدين الرواية وأبطالها، الذين بدأوا معها هم أيضًا أطفال وشبّوا سويًا، ومن تلك النوعية أيضًا توجد سلسلة "ملك الخواتم" المؤلفة من ثلاثة أجزاء كتب وأفلام، وسلسلة "لعبة العروش" التي تحولت إلى مسلسل تليفزيوني لم ينته حتى الآن.