من كل المحافظات.. شباب مصر يودعون "الأب الروح" أحمد خالد توفيق

من كل المحافظات.. شباب مصر يودعون "الأب الروح" أحمد خالد توفيق
- أحمد خالد توفيق
- اللقاءات الثقافية
- فيس بوك
- مدينة نصر
- مسقط رأس
- معرض الكتا
- أحمد خالد توفيق
- اللقاءات الثقافية
- فيس بوك
- مدينة نصر
- مسقط رأس
- معرض الكتا
كان جالسا في كتيبته يؤدي خدمته العسكرية بالسويس، أخبره أحدهم برحيل دكتور أحمد خالد توفيق، لم يشعر بنفسه إلا ودموعه تنزل، انتبه لها القائد متسائلاً عما يبكيه، وبمجرد علمه منحه نصف يوم لحضور الجنازة بناء على رغبة باسم أحمد صاحب (23 عاما)، الذى ارتبط وجدانه بكتابات الراحل منذ كان طفلا صغيرا ينتظر قصصه: "كان صعب آخد إجازة لأن البديل ماكانش موجود بس حالتي خلت القائد يوافق على نص يوم".
لم يكن بالنسبة له مجرد كاتب بل أب روحي تعلق فؤاده به، وظل 9 سنوات يحاول مقابلته حتى رآه للمرة الأولى والأخيرة: "شرحت له ساعتها قد إيه كان نفسى أشوفه، طلع اتمشى معايا بعد الندوة وبعت له كتاباتي"، رغم تمسك الراحل بالعيش في بلدته طنطا رافضا زحمة العاصمة، إلا أن الجميع ذهب إليه في يومه الأخير ليلقي عليه نظرة الوداع.
من مدينة نصر تحرك علي منصور في التاسعة صباحا برفقة 3 من أصدقائه بعد تدشين صفحة باسم "تأبين العراب" على موقع "فيس بوك"، لتوديع كاتبهم المفضل إلى مثواه الأخير: "كتاباته كانت مصدر التسلية الوحيد بالنسبة لنا قبل الإنترنت، كنا بنستنى قصته تنزل كل شهر وفي الصيف ومعرض الكتاب"، متعة افتقدها الشاب الثلاثيني برحيل معلمه الذي شربه كل أفكاره وقيمه النبيلة التي دونها داخل صفحات كتبه: "أثر فى تكوين شخصيتنا وكبرنا واشتغلنا وهو معانا".
ارتباطه الشديد به جعله يترك كل شيء وراءه ويذهب لمسقط رأسه بطنطا مهرولاً نحو القطار لحضور مراسم الجنازة دون أن يصدق عقله أو يستوعب خبر الوفاة.
"أحمد بدوي"، طبيب في الـ28 من عمره، تعرف على الراحل في عمر الـ7 سنوات، ومن وقتها وهو يبحث عن كل إصدار جديد له، يتعرف على محبيه ويتحدث معهم عنه: "اخترنا نيجي النهارده عشان نودعه لأن إحساسنا كلنا أن أبونا اللي توفى"، أحبه على المستوى الشخصى وككاتب صنع وجدان جيله وعقله وفكره: "كان طبيعي أن المسجد النهارده يتحول لحج، كلنا جايين نسلم عليه آخر سلام"، يصف خبر موته كالخنجر الذي قسم روحه نصفين.
ويحكى عنه باكيا: "كان معانا طول الوقت ممكن ماننزلش نتقابل عشان بنقرا كتابه الجديد ولما نخلصه نقعد نتناقش فيه، النهارده جايين نشيل نعشه".
ترى داليا يونس أن مجيء الشباب من كل المحافظات لتوديع أبيهم الروحي أمر طبيعي أو أقل ما يمكن فعله لأجله، تحكى بحرقة عن علاقتها الوطيدة به وكيف كان أباً ومعلماً ومشجعاً لها في الوقت الذي كان يسخر منها الجميع: "في الوقت اللي الناس كانت بتتريق عليا كان بيشجعني، لدرجة أني سبت الطب واحترفت الكتابة"، تنسب له كل الفضل فيما وصلت له وتعتبره أباها الثاني الذي انتزع قطعة من روحها ورحل: "كل حاجة حصلت كويسة في حياتي كانت بسببه"، كان يقرأ كل ما تكتبه ويخبرها بتعليقاته، صافحها من بين الحاضرين فى الندوات واللقاءات الثقافية: "كان بيجبر بخاطري، وبيديني من وقته وجهده وصحته".