خبراء دوليون يحذرون من مخاطر انتشارها فى أوروبا: أفكار الإخوان «سرطانية» تؤدى للتطرف العنيف

كتب: الوطن

خبراء دوليون يحذرون من مخاطر انتشارها فى أوروبا: أفكار الإخوان «سرطانية» تؤدى للتطرف العنيف

خبراء دوليون يحذرون من مخاطر انتشارها فى أوروبا: أفكار الإخوان «سرطانية» تؤدى للتطرف العنيف

أجمع خبراء شاركوا بندوة عن «الأيديولوجية والتطرف» على ضرورة فهم أفكار ومعتقدات جماعات الإسلام السياسى، خصوصاً أفكار جماعة الإخوان، التى تؤدى إلى التشدّد وتروج له، إن أردنا مكافحة فعّالة لظاهرة التطرّف العنيف المتفشية فى عالم اليوم، محذّرين من التساهل مع انتشار أيديولوجية الإخوان على الأراضى الأوروبية.

وقال النائب بالبرلمان السويدى، لارس أدكتوسن، فى الندوة التى نظمها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات والمؤسسة الأوروبية للديمقراطية، إن تنظيمات، مثل الإخوان، تعمل على إثارة الشقاق والفصل فى المجتمعات عن طريق الدعوة إلى ما تصفه بـ«مجتمع مدنى إسلامى». وأشار إلى أن تلك التنظيمات تروج لذلك بدعوى أن تلك هى الوسيلة الملائمة لحماية المسلمين، حسب زعمهم.

{long_qoute_1}

وعبر «أدكتوسن»، خلال الندوة التى أقيمت فى مقر البرلمان الأوروبى ببروكسل، عن اعتقاده بأن مثل هذه الاستراتيجية تخلق فى الواقع انشقاقاً فى المجتمع، يؤدى إلى تغذية المشاعر السلبية والعداء. وطالب بضرورة العمل على مواجهة هذه التنظيمات وفرض القواعد واللوائح والمبادئ الدستورية، القائمة فى كل دولة أوروبية، على الجميع دون استثناء، مؤكداً أنه يجب ألا يسمح لأحد بأن يدعى أنه خارج منظومة القوانين والقواعد، ونبه إلى أنه من الغريب أن معظم المسلمين لا يعرفون بالتحديد ما هى الجماعات التى تتحدّث بالنيابة عنهم.

واستعرض آجى كارلوم، الأستاذ بجامعة مالمو، تجربة السويد فى فهم جماعة الإخوان، منطلقاً من تقريرين، كان هو المسئول الرئيسى عن إعدادهما، لمصلحة وكالة الطوارئ المدنية السويدية عن الإخوان فى السويد.

واعترفت الحكومة السويدية، حسب التقريرين اللذين أُعدا خلال أقل من عام، بقوة ونفوذ شبكات الإخوان ومؤيديها على أراضيها، وقال «كارلوم»: إن هذا الاعتراف كان تحولاً رئيسياً فى الاعتراف بأهمية التعامل مع التطرّف غير العنيف، كما استعرض استراتيجيات وأساليب عمل الإخوان فى الكثير من الدول، وركز على قوة الإخوان فى تشكيل شبكات المؤيدين، التى من خلالها تنتشر أفكارهم وسبل فهمهم للمجتمع والدين بين المجتمع المسلم، بل والمجتمع الأوسع.

وتحدث «كارلوم» عن الطرق التى تتبعها جماعات الإخوان فى «التلاعب بقواعد وقوانين المساعدات الحكومية بهدف الحصول على الأموال بدعوى أنهم يتحدّثون نيابة عن المجتمع المسلم كله». وقال مجدى عبدالهادى، الصحفى السابق فى «بى بى سى»: «أعترف بأن أفكار جماعات الإسلام السياسى جاذبة». وأضاف: «لكننى أدركت بعد وصولهم إلى الحكم فى مصر، النوايا الحقيقية للإخوان وتنظيمهم وأتباعهم»، مشيراً إلى الازدواج فى خطاب الإخوان باللغتين، العربية والإنجليزية. وأوضح أن قراءة هذا الخطاب تزيد الوعى بالإخوان وفهمهم، وعبر عن اعتقاده بأن هذا الوعى يكشف مكمن الخطر فى فكر الجماعة، وقال إن فشلهم فى حكم مصر وقطاع غزة يكشف عدم قدرتهم على ذلك، واصفاً برامج الإخوان وأفكارهم ومعتقداتهم، بعد خبرة طويلة بهم، بـ«السرطانية».

{long_qoute_2}

وبرهن ريتشارد بورتشل، مدير البحوث والتواصل بمركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، ومقره أبوظبى، على رؤيته عن أهمية الأيديولوجية فى فهم كيفية عمل جماعات الإسلام السياسى فى الترويج للأفكار والآراء والمعتقدات والممارسات فى الوقت الحاضر، وأشار إلى كيفية «تلاعب هذه الجماعات بالإسلام»، وتعزيز الشعور لدى المسلمين بأنهم ضحايا، ومن ثم يجب عليهم أن يلتزموا بالإسلام الذى تفهمه وتروج له هذه الجماعات.

ولفت «بورتشل» إلى أن مكمن الخطر هنا هو خلق انقسامات فى المجتمع وتشكيل جماعات تؤمن بأن القوانين والدساتير المطبقة لا تسرى عليهم، وحذّر من أن مثل هذا الفكر يهدف إلى تأسيس هذه الجماعات لقوة فوق المجتمع، ونصح «بورتشل»، الذى يعمل فى مجال مكافحة التطرف منذ سنوات، بمزيد من العمل للترويج لفهم منظومة المعتقدات لدى الإخوان، عن طريق إجراء نقاشات عامة بشأنها، وأكد أهمية عدم السماح للإخوان بالتحكم فى المجتمعات وإشاعة أفكارهم فيه.

وناقشت الندوة التى حضرها أيضاً النائب البلجيكى جيرارد ديبريز، والنائبة الفرنسية باتريشيا لالوند، عضوا البرلمان الأوروبى، مخاوف بعض السياسيين وغير السياسيين من أن يوصفوا بأنهم «معادون للإسلام أو كارهون له، لأنهم يناهضون أجندة جماعات الإسلام السياسى»، وأقر المشاركون بصعوبة هذا الموقف، وبأن الكثير من الزعماء السياسيين باتوا يفضلون ألا يصدر عنهم شىء قد يُفسر بطريقة سلبية، غير أنه تم الاتفاق على ضرورة أن يطلب هؤلاء السياسيون المشورة بشأن كيفية مواجهة مثل هذه المواقف، وأقر المشاركون بأنه ليست هناك وسائل سهلة لمقاومة هذا الاتجاه سوى التصميم على التمسّك بالقيم والمعتقدات التى يدافع عنها هؤلاء السياسيون. ولفتت الندوة إلى أهمية دور التعليم فى مواجهة أفكار الإخوان، لكن المشاركين حذّروا فى الوقت نفسه من إمكانية استغلال التعليم من جانب جماعات الإسلام السياسى للترويج لرؤى خطيرة للدين الإسلامى. وطالب المشاركون أجهزة الدولة وأولياء الأمور بأن يحذروا ويحرصوا على معرفة ما يتلقاه أبناؤهم لضمان حرية التفكير واكتساب مهارات التفكير النقدى فى إطار عملية التعليم.

ونبّهت النقاشات إلى أنه رغم هزيمة تنظيم داعش الإرهابى، وتكثيف التدابير الأمنية، فإن هذا لم يؤدِ إلى إنهاء تهديد الإرهاب، وأشارت إلى أن تقرير البرلمان البلجيكى بشأن هجمات بروكسل، التى وقعت عام 2016، أوضح بجلاء أن هناك علاقة بين الأيديولوجيات المتطرفة غير العنيفة، مثل تلك التى تتبناها وتدعمها جماعة الإخوان، وبين ممارسات التطرف العنيف والإرهاب. وأوصت الندوة بضرورة التعامل مباشرة مع الأيديولوجيات المتطرفة، بما فى ذلك «تسييس الإسلام» وتأثيره المدمر على المجتمعات الأوروبية وغير الأوروبية.


مواضيع متعلقة