بالصور| نوادر "أشعب الأكول المثير للجدل" أطرف متطفل على موائد العرب

بالصور| نوادر "أشعب الأكول المثير للجدل" أطرف متطفل على موائد العرب
- الحياة الاجتماعية
- الطبقة الوسطى
- بشكل عام
- بلاد فارس
- تاريخ ميلاد
- تراث العرب
- توفيق الحكيم
- رجال السلطة
- روح الدعابة
- أشعب
- قصص
- روايات
- الحياة الاجتماعية
- الطبقة الوسطى
- بشكل عام
- بلاد فارس
- تاريخ ميلاد
- تراث العرب
- توفيق الحكيم
- رجال السلطة
- روح الدعابة
- أشعب
- قصص
- روايات
"أشعب" شخصية أسطورية ارتبطت في أذهان الناس بالشره والطمع وحب الطعام، لدرجة أنه صار يوصف به كل من يأكل بطريقة غير عادية وبنهم كبير.
ومثل كثير من الشخصيات التي عاشت في الذاكرة الشعبية العربية لقرون، فإن أشعب يعود إلى شخص حقيقي، إلا أنه اكتسب العديد من التخييلات وتمت الإضافة والحذف لقصصه وسيرته، بحيث أصبح أقرب للأسطورة.
وتدور قصص أشعب بين الفكاهة والسخرية من الطمع وحب الأكل الفائض، إلا أنها تشير إلى الحياة الاجتماعية في العصر العباسي بشكل عام، وإلى عصور لاحقة، حيث إنها تحفر بعيدا في الذهنية وأنماط السلوك الاجتماعي في موضوع الشراهة والطمع ونقد الطماعين.
أما شخصية أشعب الحقيقة فهى تعود رجل يدعى أشعب بن جبير المولود في عام 9 هجرية، ويقال أن والده كان من موالي عثمان بن عفان، وعاش إلى أيام خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين الذي حكم في الفترة من 158 إلى 169هجرية، ولكن الروايات تتعدد بأنه كان مولى عثمان أو سعد بن العاص والزبير بن العوام وآخرين، حسبما ذكرت "العربية نت".
وهذا لو صدقت رواية مولده، فيعني هذا أن أشعب عاش ليس أقل من 150 سنة، وهو أمر مبالغ فيه، ما يعني أن تاريخ ميلاده قد يكون متأخرًا بعض الشيء، وبالتحديد في خلافة عثمان تقريبًا حوالي 35 هجرية.
وقد تربى أشعب على يد عائشة بنت عثمان بن عفان، وتعلمعلوم الدين، ولكن فيما بعد فإن هزله وظرفه صرف الناس عن الأخذ به في مسائل الدين والحديث، وقيل عنه أنه كان طيب العشرة، يحسن القراءة، وكان شديد الذكاء، أما نوادره نوادره يختلط فيها الخيال بالواقع، وتم الكثير من التحريف فيها، رغم الصورة العامة التي استفرت في كتب التراث أنه رجل حريص وصاحب نكتة.
كذلك عرف أنه كان حسن الصوت وكان يجيد الغناء، فمزج دعابته بروح المُغني، وإن كان يميل أيضا للتطفل لشدة طمعه ما جعله مضرب مثل في ذلك، وقد ذكر في كتاب "أمثال العرب للميداني القول: "أطمع من أشعب".
ذاع صيت أشعب واكتسبت شخصيته انتشارًا في المجتمعات المختلفة التي وصل إليها العرب والمسلمون، حيث وصل أثره إلى بلاد فارس وظهر في الأدب الفارسي، وقدم إلى بغداد للإقامة بها أيام الخليفة العباسي الثاني أبوجعفر المنصور، لكنه تنقل في العديد من مدن الحجاز والعراق، وبعد أن أقام لفترة ببغداد عاد إلى المدينة حيث توفي بها أول سنوات خلافة المهدي.
وتجمع بعض القصص بين أبوجعفر المنصور وأشعب، الذي اعتبره بعض المؤرخين أنه كان يلقب بمهرج القصر من خلال دوره التطفلي، حيث تعمل مثل هذه الشخصيات على تسلية الحاكم وصنع البهجة للمجالس.
ويعبّر أشعب عن نموذج ما يعرف بالطبقة الوسطى في المجتمع، التي ارتقت عن الفقر ولم تصل إلى مستوى الأثرياء والنخبة المرموقة من رجال السلطة، ويقال إنه كان خال الأصمعي الشاعر المعروف، الذي وصفه قائلًا: "إني أرى الشيطان ليتمثل على صورتك"، وترد هذه القصة في أن الأصمعي كان قد رأى أشعب وأطعمه هريسًا ومن ثم بعد ساعتين رآه مصفّر الوجه عاصب الرأس.
ومن جهة أخرى يكشف التحليل الدقيق لطرائف أشعب، أنه لم يكن طمّاعًا بالمعنى الحرفي، إنما كان يمارس السخرية من الطمّاعين، في كشف زيف الإنسان الذي يريد أن يأخذ أكثر من حقه أو أن يبالغ له الآخرون بالعطاء.
وإذا ثبت كما جاء في بعض الروايات أن الرجل كان من رواة الحديث، فلا يليق به أن يكون بهذه الشراهة، إلا أنه يبدو أن الشخصية الأساسية قد اختلطت مع شخصية مخترعة، طغى عليها الجانب الآخر الذي يميل للنكتة، حيث ورد في إحدى الطرائف أن أشعب "اجتاز يومًا برجل يصنع طبقًا من قش فقال له: زد فيه طورًا أو طورين لعله أن يهدى يوما لنا فيه هدية".
ومثل هذه الطرفة تدل على السخرية وروح الدعابة، ولا تعكس دليلًا على النفس الطماعة، أيضا في قصته التي أوردها الشافعي حيث ذكر "عبث الوِلدان يومًا بأشعب فقال لهم: إن ههنا أناسا يفرقون الجوز ليطردهم عنه فتسارع الصبيان إلى ذلك، فلما رآهم مسرعين قال: لعله حق فتبعهم".
ولا يمكن أن يكون أشعب الحقيقي بهذا الشكل، فالغالب أن القصة فيها نوع من السخرية والنقد الاجتماعي الخفي، الذي يشير إلى أن الناس تقوم بصناعة الأوهام والأكاذيب ثم تعمل على تصديقها، بعد أن تراها قد شاعت.
ومن الممكن إعادة النظر في شخصية أشعب كما لو أنه ناقد اجتماعي، وأنه كان يوظّف الاحتكاك المباشر بالناس والسخرية من تصرفاتهم في سبيل أن يوجه رسائل بعينها، لكن ذلك قد لا ينفي حبه للطعام والتباس حياته الغامضة.
توفيق الحكيم وأشعب
قام الأديب المصري الراحل توفيق الحكيم، بكتابة عمل أدبي باسم "أشعب"، جمع فيه معظم ما يتعلق بأخبار أشعب "الطفيلي" في كتب التراث العربي، حيث قام بدمجها على بشكل روائي بسيط غير متكلف، يُشعرك بأن الأحداث التي تضمنتها الرواية وقعت بالفعل بنفس الترتيب الذي جاءت به.
وقد نشرت هذه الرواية لأول مرة سنة 1938 وجاء في غلافها المبتكر صورة لتوفيق الحكيم وهو يمسك بشطيرة وفمه ممتلئ بقطعة منها، كأنه أراد أن يدلل على مضمون الشخصية والكتاب من خلال صورة الغلاف التمثيلية.
والكتاب عبارة عن جولة طريفة في عوالم أشعب، التي يبدو أن الحكيم أخذ الجانب التخييلي منها وحبكها ولم يهتم بأن يبحث عن أشعب الحقيقي، وهذا لطبيعة العمل الروائي، التي لا تبحث عن حقيقة التاريخ بقدر ما توظفه وفق رؤية الكاتب.