«زينب»: قعدت دورتين أتعلم وبقيت مدربة فى المشغل دلوقتى
السيدات في المشغل
من بين كل الفتيات العاملات فى المشغل، كانت زينب سليمان هى الأصغر، حيث لا تزال شابة فى أوائل العشرينات من عمرها، لكنها لا تختلف كثيراً عنهن فى تلال الهموم التى تعانى منها، حيث خاضت تجربة التدريب معهن، بعد أن انفصل والدها عن أسرتها المكونة من 8 أفراد، لتعولهم وحدها باعتبارها الابنة الكبرى، حتى أصبحت واحدة من المدربات، اللاتى يدربن نساء قريتها: «دخلت دورتين من التدريب لحد ما جهاز التعمير اختارنى أكون واحدة من المدربات فى أكتر من مكان، لأن المفروض فكرة مبادرة المشغل إنه متنقل، بروح مشغل أبوزنيمة وأبورديس، وأكتر من مشغل فى جنوب سيناء، وباخد على مدة التدريب شهرياً 700 جنيه».
لظروفها الصعبة، لا تكتفى «زينب» بمرتبها الشهرى من الجهاز نظير مشاركتها فى مبادرة تعليم السيدات البدوية المشغولات اليدوية، وهى تعمل ساعات طويلة إضافية بمنزلها الصغير بقرية «الجبيل»، فى نسج الخيوط لعمل الملابس والحقائب والإكسسوارات بألوان مختلفة: «بشتغل أكتر من 10 ساعات فى البيت عشان أقدر أنجز قطعة فى اليوم وأبيعها، وربنا بيكرم، بيطلع لى فى اليوم تقريباً من 30 لـ50 جنيه والحمد لله مستورة».
ترى «زينب» أن المشغولات اليدوية السيناوية لا تحتاج تعليماً وإنما تدريباً فقط، بحسب قولها: «هو شغل إبداعى من وحى الفطرة أكتر منه تعليمى، واحنا توارثناه من زمن الزمن بس ملقناش حد يخلينا نكمل فيه، عشان كده المشغل بيساعد السيدات والفتيات إنهم يشتغلوا على تراثهم القديم اللى محتاج يرجع من تانى، وظروف الحياة ساعدت كتير إن الستات يتعلموا الحرفة دى ويقدروا من خلالها يقاوموا الظروف ويعتمدوا على نفسهم».