بالصور| مصر الحقيقية.. معجزة سيناء: العمــــــل يضرب بعصاه الجبل "الحلقة السادسة"

بالصور| مصر الحقيقية.. معجزة سيناء: العمــــــل يضرب بعصاه الجبل "الحلقة السادسة"

بالصور| مصر الحقيقية.. معجزة سيناء: العمــــــل يضرب بعصاه الجبل "الحلقة السادسة"

«البلد مليانة خير».. هكذا يقولون عن مصر، يسمعها أحدهم فيستشيط غضباً وينطلق مهاجماً: «هو فين الخير ده؟». وقبل أن تأتى الإجابة، يكون قد سرد كل معاناته مع السلع والأسعار والخدمات والاحتياجات، مُنهياً شكواه: «آدينا عايشين». ما الذى يمنع أن تكون هذه المنغّصات حقيقية، لكن الخير إلى جوارها؟

يقول سيد حجاب فى مقدمة «الأيام»:

العتمة سور..

من عتمة الليل النهار راجع

ومهما طال الليل بييجى نهار

مهما يكون فيه عتمة ومواجع

العتمة سور ييجى النهار تنهار

وضهرنا ينقام.

إنها عملية مكتملة. كل رجاء يسبقه دعاء وأمل، وكل سهل يسبقه صعب، وكل حلم مسبوق بتحدٍّ، المهم أن تتوافر الإرادة وتتحقّق عزيمة «سنكون».

فى كل شبر فى مصر قصة تبحث عمن يرويها، إنجاز كبر أو صغر يحتاج إلى من يتحدث عنه، لا يُحسب لنظام ولا ينسب إلى شخص، فخر يذهب لمن يستحق، لمن فعله وقام به، لمن تحمل فى سبيله الكثير والكثير وما زال يتحمل وسيتحمل، لكل مصرى أسهم بعمله وفكره فى تغيير الواقع وتحقيق الحلم.

أزمات وتحديات كثيرة واجهها المصريون خلال السنوات الـ7 الماضية، عاشت فيها مصر أياماً صعبة، وتحمّل فيها المصريون قرارات أصعب، منهم من خارت قواه وغرق فى اليأس، ومنهم من لا يزال «يلبس الدرع كاملة، يوقد النار شاملة، يستولد الخير من أضلع المستحيل»، لا يلعن الحال، ولا يتوهم صورة الواقع، ينافس فى ظروف خانقة وينجح فى تجديد الأمل رغم ألف عقبة تواجهه.

«الوطن» بحثت فى ربوع «الوطن» عن هؤلاء، عن متحدى الصعاب، عن أحلام ومشروعات تُبنى على مهل، وأطلقت مبادرة فى سلسلة حلقات بعنوان «شوفها على حقيقتها». إنها مجرد محاولة لإنارة العتمة التى أشاعها يأس البعض، وأغراض البعض الآخر. مجرد التفاتة إلى ما يصنعه المصريون من إنجاز.. سيبقى لهم ولأحفادهم إرثاً عصياً على الزوال، فقط لأنه مبنى على قاعدة متينة أساسها «حب الوطن».

{long_qoute_1}

 

هنا على امتداد البصر، تخرج الصحراء من رمالها لتدخل فى اللون الأخضر، يتعلم أبناؤها حرفاً جديدة وسط الجمال «الربَّانى»، هنا سيضيف بدو سيناء إلى حياتهم مهنة جديدة إلى جوار رعى الأغنام، استزراع سمكى، إنتاج خضراوات وفواكه، ضمن المشروع المتكامل لتنمية سيناء.. فى يناير عام 2016 وضعت الدراسات لشق الصخور وتحويل الصحراء إلى مزارع متكاملة، بهدف تنمية الصحراء وتوفير فرص عمل وتعليم بدو تجمعات جنوب وشمال سيناء الصحراوية حرفاً متعددة وجديدة على طبيعتهم، مقابل 1800 جنيه شهرياً، ومنح ثلث إنتاج تلك المزارع بدون مقابل لسكان القرى البدوية، عبر تضافر جهود القوات المسلحة وجهاز تعمير سيناء والأجهزة التنفيذية بمحافظة ومدن جنوب سيناء مع أهالى سيناء ووافدين إليهم من محافظات أخرى.

رائحة الخضراوات والفاكهة تفوح من جنبات الطريق، رجال يواصلون العمل ليل نهار، يزرعون الصحراء، ويشقون الجبال بأيديهم، لا يبالون بحملات الهدم والتخريب فى الوقت الذى يسعى فيه البعض إلى التشكيك فى كل إنجاز يتم على أرض الواقع، ماضون فى طريق التنمية والبناء، بسواعد بدو جنوب سيناء، وبجهد وعرق شباب جاء من محافظات مختلفة، حتى تبدل الحلم حقيقة تشهدها الأعين.


مواضيع متعلقة