«بدرية»: بشتغل 10 ساعات فى البيت بعد التدريب عشان أصرف على عيالى
السيدات والفتيات البدويات داخل المشغل المتنقل لتلقى التدريب
بابتسامة صافية جلست بدرية محمد على كرسى خشبى بالساعات دون أن تشعر بالوقت، ممسكة إبرة الكورشيه بشغف، لعمل فساتين أطفال تنسجها بيديها من الخيوط بألوان مختلفة داخل المشغل، أثناء ساعات تدريبها بمشغل الجبيل، حتى أتقنت العمل فى المشغولات اليدوية وأعمال الكروشيه.
تقول بدرية: «كنا فعلاً محتاجين فكرة إننا نتعلم المشغولات اليدوية عشان تساعدنا على ظروف حياتنا، أغلب اللى بيتدربوا فى المشغل عندهم ظروف مختلفة، وإحنا عندنا فكرة الست تشتغل بره مش موجودة فى البدو، لكن إننا نتعلم صنعة بإيدينا ونشتغلها فى البيت ساعدتنا كتير فى حياتنا، عشان كده أول ما سمعت فى جهاز التعمير عن مبادرة تعليم السيدات المشغولات اليدوية ماترددتش واشتركت وحبيت الشغل اليدوى جداً».
فى أقل من أسبوع أتقنت الشابة الثلاثينية العمل بالمشغولات اليدوية، فحرصها على «لقمة العيش» بعد أن طلقها زوجها قبل عام، تاركاً لها ولدين لتتولى مسئوليتهما بالكامل، دفعها أن تستكمل نسج الخيوط لعمل المزيد من المشغولات فى منزلها، بعد انتهائها من ساعات التدريب بالمشغل: «كان بينى وبين جوزى مشاكل كتير واحنا عندنا فى القرى البدوية فى سيناء ما بنتجوزش إلا من بعض، وأنا مسمعتش كلام والدى واتجوزت واحد غريب عننا، لا من طبعنا ولا إحنا من طبعه، ومعرفناش نعيش مع بعض واطلقنا، وأنا اللى من يومها بصرف على عيالى وعايشة فى بيت والدى، وكنت محتاجة للشغل جداً، والحمد لله ربنا كرمنى بشغل بسترزق منه، وأنا فى بيتى وبحاول أبيع لمعارفى وجيرانى وقرايبى».
تعمل «بدرية» ما يقرب من 10 ساعات يومياً، مقسمة بين النهار والليل فى عمل ملابس الأطفال بالكروشيه، وتبيع القطعة الواحدة ما بين 30 و100 جنيه، بحسب حجم القطعة: «أنا بقالى شهرين بس فى التدريب، والحمد لله دلوقتى بقدر أشتغل لوحدى فى البيت من غير مساعدة، واعتمدت على نفسى، وبقيت أقدر الشغل اللى بشتغله، وأزود عن سعر الخامات من 25 لـ50 جنيه نظير مجهودى، وعلى حسب القطعة اللى بشتغلها قعدت فيها قد إيه».
تحصل «بدرية» وباقى المتدربات على مقابل مادى نظير اشتراكهن وحضورهن، بالإضافة إلى أنها تستطيع بعد ثلاثة شهور أن تكون مُدربة فى المشغل، وتطبق أيضاً ما تعلمته فى بيتها بسهولة: «مدة الدورة كلها بتبقى 3 شهور، وبناخد فى الشهر 300 جنيه على حضورنا، غير اللى بنسترزق منه فى شغلنا بعد ما بنتعلم، وفيه ستات معانا بيدربونا كانوا فى الأول متدربين، يعنى اللى بيجتهد وبيتعلم بسرعة ممكن يكون عنده شغل دايم لتدريب السيدات، بعد ما كنا إحنا اللى بنتدرب ونتعلم».
تداخل الألوان وتنوع التصميمات، مميزات اشتهرت بها «بدرية» فى مشغولاتها التى اعتادت فيها على تنويع الخيوط بألوانها الزاهية: «فى أقل من شهر فيه ناس كتير دلوقتى عرفتنى وبتطلب شغلى بالاسم، والفضل كله طبعاً يرجع لمبادرة جهاز التعمير فى تدريبنا حرفة المشغولات اليدوية عشان يبقى لينا شغل نعتمد بيه على نفسنا، وأنا اتعلمت من المشغل حاجات كتير، منها تطريز الشنط بالخرز الملون، وعمل ملابس أطفال بالكروشيه، ودول أكتر حاجتين بقيت أعرف أعملهم وأشتغل فيهم من قبل ما أخلص فترة تدريبى فى المشغل».
ما بين 300 لـ500 جنيه، مكسب «بدرية» الشهرى من بيع مشغولاتها اليدوية التى تنسجها بيديها فى منزلها بقرية الجبيل البدوية: «الحمد لله بقيت أكسب من تعبى وشغلى بعد ما كنت بحلم بشغل مناسب أقدر أعيش منه أنا وعيالى، ودلوقتى محمد ابنى الكبير بقى فى خامسة ابتدائى، وابنى عنتر الصغير فى 3 ابتدائى، وأنا اللى بصرف على مصاريف مدارسهم، ومبقتش أكلف أهلى مصاريف من بعد طلاقى من جوزى، وده اللى كنت بحلم بيه طول السنتين اللى كنت عايشة فيهم وأنا مش عارفة أشتغل إيه، ووالدى طبعاً رافض إنى أشتغل وأطلع بره البيت».