فوز «بوتين» لطمة على وجه المعارضة الروسية وأوروبا

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

فوز «بوتين» لطمة على وجه المعارضة الروسية وأوروبا

فوز «بوتين» لطمة على وجه المعارضة الروسية وأوروبا

حقق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فوزاً قياسياً فى الانتخابات الرئاسية ليبدأ ولاية رابعة لست سنوات، لكنه لم يتلقّ التهانى إلا من الحلفاء، فيما تشهد علاقات روسيا مع الغرب توتراً على خلفية أزمة الجاسوس الروسى الذى تعرض للاغتيال فى بريطانيا.

وسجل «بوتين»، الذى حكم روسيا على مدى عقدين تقريباً، أفضل نتيجة ينالها فى انتخابات بحصوله على 76٫67% من الأصوات فى الاقتراع الذى جرى أمس الأول، لكنه رفض فرضية البقاء فى السلطة لفترة غير محدودة.

فى الوقت ذاته، تحدثت المعارضة عن تزوير أصوات، لكن مؤيدى «بوتين» قالوا إن الضغوط الغربية على الرئيس، بما فى ذلك اتهامات بريطانيا فى قضية الجاسوس الروسى السابق الذى تعرض للتسميم فى إنجلترا، دفعت بالروس إلى الالتفاف أكثر حول رئيسهم.

ونددت المعارضة الروسية ومنظمات غير حكومية بآلاف التجاوزات فى الانتخابات الرئاسية، أمس، خاصة نقل ناخبين فى حافلات من جانب الشرطة وتهديد مراقبين وحشو صناديق بهدف رفع نسبة المشاركة فى اقتراع فاز فيه فلاديمير بوتين.

{long_qoute_1}

وقال «بوتين» للصحفيين، مساء اليوم، رداً على سؤال حول ما إذا كان سيترشح مجدداً للرئاسة: «هل سأبقى هنا حتى أبلغ المائة عام؟ كلا». وكان «بوتين» أكد بعد إعلان فوزه مساء أمس قرب «الكرملين» أنه يرى فى هذه النتيجة «الثقة والأمل لدى شعبنا، سنقوم بعمل كبير فى شكل مسئول وفاعل».

وأضاف: «أرى فى ذلك امتناناً لإنجاز كثير من الأمور فى ظروف بالغة الصعوبة». و«بوتين» الذى يبلغ من العمر 65 عاماً أمضى منها أكثر من 18 عاماً فى السلطة، سيبقى بذلك رئيساً لولاية رابعة لروسيا حتى عام 2024 على الأقل، وهو يعتبر الرئيس الذى أمضى أطول فترة فى الحكم منذ «ستالين»، لكنه استبعد البقاء رئيساً مدى الحياة.

وقال دميترى بيسكوف، المتحدث الرسمى باسم الكرملين، اليوم، إن الرئيس سيعقد لقاء مع المرشحين الذين شاركوا فى الانتخابات الرئاسية.

وأشار «بيسكوف»، وفقاً لقناة «روسيا اليوم»، إلى أن الرئيس أجرى لقاءً مماثلاً حين حقق فوزاً فى انتخابات عام 2012، ولم يُدلِ «بيسكوف» بتصريحات حول النسب التى حققها المرشحون الآخرون الذين شاركوا فى الحملة الانتخابية. وتابع قائلاً: «التعليق على الإمكانيات السياسية لكل من المرشحين أمر يعود بشكل كامل إلى الرئيس الروسى، على أى حال الرئيس ينوى مواصلة الحوار معهم».

فى سياق منفصل، أدان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، اليوم، بشدة، تسميم الجاسوس الروسى السابق فى بريطانيا وقالوا إنهم يأخذون اتهامات «لندن» لـ«موسكو» بالوقوف وراء الهجوم «بجدية كبيرة».

وقال الوزراء الـ28 فى بيان فى «بروكسل» إن «الاتحاد الأوروبى يأخذ بجدية كبيرة تخمينات حكومة المملكة المتحدة بأنه من المحتمل بدرجة كبيرة أن يكون الاتحاد الروسى مسئولاً» عن ذلك.

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون، اليوم، أن نفى موسكو المتكرر لتورطها فى تسميم العميل الروسى بواسطة غاز الأعصاب «يزداد عبثية». وأضاف أن «محاولة إخفاء الحقيقة فى الأكاذيب والتشويش هى استراتيجية روسية تقليدية».

فيما قال وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، اليوم، إن روسيا ستبقى «شريكاً صعباً» بعد إعادة انتخاب «بوتين» لكنها ضرورية فى المساعدة على حل مشكلات دولية.

من جهته، قال المحلل السياسى الروسى فيتشسلاف ماتوزوف إن «اتهامات الغرب لن تعيق مسيرة روسيا، والشعب الروسى قال كلمته وأعاد انتخاب الرئيس بوتين لولاية جديدة، لأنه يثق فى هذا الرجل الذى أعاد روسيا إلى الساحة العالمية».

وأضاف «ماتوزوف»، لـ«الوطن»: «حديث المعارضة عن التزوير اعتدنا عليه، وأى شىء من هذا القبيل يتم التحقيق فيه، لكن الناس اختاروا بوتين لأنه جعل روسيا قادرة على المواجهة، واستطاع تحقيق إنجازات اقتصادية كبيرة».


مواضيع متعلقة