رئيس «الأوروبى» لـ«مكافحة الإرهاب»: اليمين المتطرف والجماعات الإرهابية فى أوروبا تغذوا على بعضهم آخر عامين

كتب: محمد الليثى

رئيس «الأوروبى» لـ«مكافحة الإرهاب»: اليمين المتطرف والجماعات الإرهابية فى أوروبا تغذوا على بعضهم آخر عامين

رئيس «الأوروبى» لـ«مكافحة الإرهاب»: اليمين المتطرف والجماعات الإرهابية فى أوروبا تغذوا على بعضهم آخر عامين

اعتبر رئيس المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب جاسم محمد أن اليمين المتطرف فى الدول الأوروبية أسهم فى تفشى ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، حيث إنه تغذى على فكرة الهجمات التى تنفذها جماعات متطرفة ويستثمرها، ما يقع بالضرر على اللاجئين الذين يأملون فى فرصة للحياة فى الدول الأوروبية بعد اندلاع الحرب فى بلادهم. وأضاف جاسم محمد، فى حوار لـ«الوطن»، أن مشايخ الأزهر لهم دور فى أوروبا، مشيراً إلى أن «هناك أيضاً برامج لإعادة تأهيل أئمة للمساجد فى أوروبا تتم بالتنسيق مع مشيخة الأزهر بالإضافة إلى المراكز الدينية المعتدلة المعروفة». وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

على خلفية الاعتداء على مسجد برلين.. ما مستوى انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا» فى أوروبا الفترة الأخيرة؟

- إذا تحدثنا عن أوروبا خلال العامين الأخيرين، بالتأكيد كان هناك تصاعد فيما يخص موضوع صناعة الكراهية ضد المسلمين «الإسلاموفوبيا»، فصعود اليمين المتطرف خلال السنتين الأخيرتين كان يتغذى على الهجمات التى تنفذ من قبل الجماعات المتطرفة، فكانت الجماعات المتطرفة تتغذى على اليمين المتطرف، وكذلك العكس صحيح. وفيما يتعلق بالإحصائيات، أتذكر أنه خلال عام 2016 فقط كان هناك ما يقرب من 1000 اعتداء على مسلمين وتصنف من «الإسلاموفوبيا»، وذلك الإضافة إلى 60 هجوماً على مساجد، إذاً، الإسلاموفوبيا بدأت تتصاعد فى أعقاب الهجرة غير الشرعية، فهذه الجماعات المتطرفة تستثمر هذا الموضوع لأغراض سياسية، وستشهد هذه العمليات للأسف تصاعدًا أكثر فى أوروبا وكذلك فى ألمانيا.

وما الدوافع بالنسبة لهم لفعل مثل هذه الهجمات؟

- الدوافع هى الكراهية، فأوروبا بدأت تتجه نحو الدول القومية المغلقة، وكذلك المواطن الأوروبى بدأ يشعر بقلق، أو هناك هاجس من القلق والخوف من الهجرة غير الشرعية والأجانب، بمعنى أن المواطن الأوروبى حمّل المشاكل الاقتصادية والبطالة وغيرها للهجرة غير الشرعية والأجانب، فالدوافع ربما تكون اقتصادية. هذه الدوافع نتيجة التطرف أو الاتجاه نحو النزعات النازية، فى أوروبا بدأت تظهر ظاهرة «النازيين الجدد»، التى كانت على شكل تيارات، وبعد ذلك تحولت إلى شكل مجموعات منظمة وأحزاب تنشط سياسياً، فإذاً، هناك عمل ممنهج، ويمكن أن نقول إن أبرز الأسباب الدوافع القومية والعنصرية والنازية والتعصب للعرق أو إلى جماعات محددة فى أوروبا.

وما تأثير ذلك على اللاجئين ومصيرهم فى تلك البلدان؟

- كانت هناك تبعات سلبية تمثلت فى حزم من القوانين والإجراءات التى تصدرها دول أوروبا فى أعقاب كل عملية إرهابية تنفذ من قبل الجماعات المتطرفة، نلاحظ أن الحكومات تتخذ إجراءات مشددة وصارمة ضد المسلمين واللاجئين، على سبيل المثال فى ألمانيا تم الاتفاق من قبل الحزب المسيحى الديمقراطى لتحديد أعداد اللاجئين سنوياً بحيث لا يتجاوز 200 ألف لاجئ بينما وصلت فى أوقات سابقة إلى مليون وأكثر من مليون، إذن، هناك بصراحة توجه نحو اليمين المتطرف فى تضييق الخناق على الجاليات خاصة المسلمة فى ممارسة حرية المذهب والعقيدة والتعبير عن الرأى، وكذلك حرية العبادة، وكذلك بالتأكيد هى تؤثر على توفير فرصة للاجئين فى دول أوروبا، بالرغم من أن هذه الجماعات من اللاجئين خرجوا من مناطق صراع، ونجد أن القوانين التى صدرت من دول أوروبا فى السنتين الأخيرتين للأسف تتعارض مع قوانين جنيف والقوانين الدولية فى موضوع منح حق اللجوء والحماية للاجئين.

{long_qoute_2}

ألا يعد ذلك عقبة كبيرة فى طريق حلم الأمان الذى يرسمه اللاجئ ما يدفعه لأن يكون شخصاً آخر؟

- بالضبط.. هذا ما يحصل، وهذا تم تشخيصه من قبل الحكومات الأوروبية وجدت الإحصائيات أن غالبية المتورطين فى عمليات فى أوروبا خاصة خلال عام 2016، و2017 بدأت هنا فى أوروبا سياسات الترحيل المستعجل والسريع، وجدت أن أغلب هؤلاء الجماعات، كان من مناطق تشهد الصراعات حيث كان يحلم بالأمان على الأقل، عندما يجد أن قضيته يتم تسويفها لأسباب إدارية أو عنصرية أو أسباب أخرى نجد أن هذا الشخص ربما يتحول إلى شخص متطرف تتم الاستفادة منه من قبل جماعات سلفية إرهابية تنشط وتستثمر هذا الشعور، ولذلك نلاحظ أن بعض الأعمال ليست نتيجة أن هؤلاء الأشخاص يؤمنون بالأيديولوجية المتطرفة ولكن تحولوا نحو التطرف بعد رفض طلبات لجوئهم من باب الثأر أو الكراهية.

وماذا عن رد الفعل على مستوى المواطنين؟

- هناك أكثر من 50% ضد موضوع الهجرة وموضوع اللاجئين، ولكن هنالك على سبيل المثال منظمات ومواطنون بدأوا ينظمون مسيرات وتظاهرات ضد اليمين المتطرف لحماية اللاجئين، ولكن الشعور الآن فى دول أوروبا يتجه نحو رفض اللاجئين والهجرة غير الشرعية، ولكن هذا لا يمنع وجود الجمعيات أو فئة أو شريحة من المواطنين، وحتى شريحة من المواطنين وهناك من اليسار والاشتراكيين فى دول أوروبا فى الغالب هم مع اللاجئين والهجرة ولكن يبقى المواطنون هناك لديهم هاجس ومخاوف وقلق ارتبط بالهجرة غير الشرعية.

وبالنسبة للحكومات.. هل كل هذه القوانين والممارسات مبررة؟

- الحكومات تحت ضغوطات الشارع الأوروبى، وأصبح موضوع الهجرة غير الشرعية ورقة ضغط على تشكيل أى حكومة، أو فى الانتخابات، الحكومات بدأت تتجه بصراحة مع مسار اليمين المتطرف، أو مسار اليمين الذى لم يكن متطرفاً ولكن فى اتجاه اليمين، وهو ليس فى صالح الأجانب وليس فى صالح الهجرة وليس فى صالح اللاجئين، فهى تحت ضغوطات سياسية، واليمين المتطرف نجح بالفعل فى الصعود إلى عدد من البرلمانات بالترويج لموضوع «الإسلاموفوبيا» وصناعة الكراهية.

وما معنى وصول الاعتداء على دور العبادة؟

- هناك أسباب.. فإن اليمين المتطرف هو من يتحمل مسئولية الهجوم على دور العبادة، ونلاحظ أنه كانت هناك ممارسات بتلطيخ جدران المساجد بالدم أو قطع رؤوس خنازير ورميها أمام أبواب المساجد، جميعها تعتمد مبدأ هذه الجماعات المتطرفة القائم على كراهية المسلمين تحديداً، وهى تشعر بأن الإسلام ربما يؤثر على ثقافة هذه الشعوب الأوروبية، لذلك تقف بشكل ممنهج لشن هجمات ضد المساجد، وضد المسلمين.


مواضيع متعلقة