عم جرجس "إخواته وقطر الجواز فاتوه": "نسيوني بعد ما ربيتهم وصرفت عليهم"

كتب: دعاء عرابي

عم جرجس "إخواته وقطر الجواز فاتوه": "نسيوني بعد ما ربيتهم وصرفت عليهم"

عم جرجس "إخواته وقطر الجواز فاتوه": "نسيوني بعد ما ربيتهم وصرفت عليهم"

بخطوات بطيئة تعبر عن شيب صاحبها، وساعة تدق السابعة صباحًا، يصل إلى محله القديم، الذي يعمل في مجال تفصيل وخياطة الملابس، منذ أكثر من 50 عامًا، في شارع الشيخ ريحان، بمنطقة عابدين.

بيدان مرتعشتان، وعينان عليها مياه بيضاء، مرتديًا نظارة طبية مقعرة، يجلس الرجل صاحب الـ87 عامُا، على ماكينة الخياطة، محاولًا إصلاح بعض الملابس التي تأتيه من حين لآخر، إلى جانب معاشه الذي يحصل عليه من وزارة التضامن، "دلوقتي مبقدرش أفصل عشان نظري يدوب على القد بعمل حاجات بسيطة أقصر بنطلون أو أخيط حاجة بسيطة أمشي بيها حالي أحسن ما أقعد في البيت لوحدي أنا حضرت الحرب العالمية التانية".

ففي الـ14 من عمره، انتقل عم جرجس إلى القاهرة من مركز شبين الكوم، بالمنوفية، مع أحد أصدقائه الذي يجيد مهنة التفصيل والخياطة أيضًا، ليعملا سويًا في أحد أكبر المحلات المتخصصة في هذا المجال حينها، واستطاع أن يفتح له محلا مستقلا، الذي امتلأ ببعض البدل الصوفية القديمة، التي نسيها أصحابها لعدم امتلاكهم ثمن أجرة الخياطة "في ناس سايبه هدومها من ساعة ما جبتها معرفش نسيوها ولا معهومش فلوس ياخدوها بس أنا محافظ عليها وسايبها في المحل لحد ما يجوا ياخدوها تاني".

يعيش الرجل الكهل بمفرده، داخل غرفة صغيرة بعدما "فات قطر الزواج" ولم ينتظره، نظرًا لتفرغه في تربية إخوته الأربعة بعد وفاة والده، الذي لم يراهم منذ فترة طويلة، وعلى الرغم من توليه شؤونهم المادية بداية من دراستهم حتى زواجهم لم يسأل عليه أحد، "محدش بيسأل عليا ومليش حد غير جيراني في الشارع اللي بصحى بدري عشان آجي أقعد معاهم طول النهار لحد ما أروح أنام على طول، والظاهر إن إخواتي نسيوني بعد ما صرفت عليهم كل دا محدش فاكرلي حاجة".


مواضيع متعلقة