خبراء يوضحون أسباب طلب "أردوغان" الدعم من "الناتو" في "عفرين"

خبراء يوضحون أسباب طلب "أردوغان" الدعم من "الناتو" في "عفرين"
طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حلف شمال الأطلسي الناتو بدعمه في عملية غصن الزيتون العسكرية، التي تشنها بلاده على عفرين السورية مؤخرا.
وانتقد أردوغان موقف الناتو، متهما إياه بازدواجية المعايير، خاصة في ظل أن بلاده لم تتوانَ عن إرسال جنودا إلى مناطق الصراع عندما يطلب منها ذلك، لكنها لم تتلق في المقابل أي دعم.
وتعليقا على دلالة التصريحات التركية، قال كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي، إن طلب أردوغان يأتي في إطار رغبته في إضفاء طابع المشروعية على عملية غصن الزيتون، خاصة بعد تسريب أنباء تفيد باستهداف المدنيين وصدور تقارير حقوقية تدين ذلك.
وأضاف سعيد، في حديثه لـ"الوطن"، أن طلب دعم الناتو تأتي نتيجة لفشل الهجوم على عفرين في إحداث تقدم سريع خلال فترة قصيرة على عكس مراهنة الرئيس التركي، موضحا أن قواته لم تستطع الدخول حتى الآن إلى وسط المدينة، وتبقى على القرى الحدودية.
ويرى الباحث في الشأن التركي أن تصاعد أعداد القتلى في جانب الجيش التركي والجيش السوري الحر، يمثل ضغوطا ضخمة على شعبية أردوغان، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، خاصة مع دلالات على مزيد من التأزم في المشهد السوري مع استمرار الأوضاع في الغوطة.
الناتو وفقا لـ"سعيد" رغم إعلانه عن حق تركيا في حماية أمنها القومي قبل بداية العملية، إلا أنه لا يريد إطالة أمدها بالشكل الحالي، بل على العكس سوف تتجه أمريكا إلى مزيد من الضغط على أنقرة للانسحاب من عفرين.
بدوره، قال محمد عبد القادر، الخبير في الشأن التركي، إن هناك تباينا واضحا بين حلف الناتو وتركيا تجاه سياسة الأخيرة الخارجية، وبدأ مبكرا خلال عملية درع الفرات حيث رفض إبداء الدعم أو التأييد.
ويمتد الخلاف وفقا لـ"عبد القادر"، إلى التقييم السياسي للأوضاع حيث لا يصنف الناتو حزب الاتحاد الوطني أو وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمات إرهابية يجب القضاء عليها، بل ويرى القوات الكردية ركيزة أساسية لمواجهة تنظيم "داعش"، ومنع التوسع الروسي.
وأضاف أن الخلافات مع دول الحلف متصاعدة، تمثلت آخرها في نقل ألمانيا قاعدتها العسكرية من جنوب شرق تركيا إلى الأردن، فضلا عن إصرار أنقرة على شراء صفقة صواريخ "إس 400" من روسيا، ما يثير مخاوف حلفائها.