«سوريا» فى عابدين: وحياة الله ما أعرف إيه اللى بيحصل فى بلدى

كتب: محمد غالب

«سوريا» فى عابدين: وحياة الله ما أعرف إيه اللى بيحصل فى بلدى

«سوريا» فى عابدين: وحياة الله ما أعرف إيه اللى بيحصل فى بلدى

المصير لم يكن يوماً بيدها، تنتقل من مكان إلى آخر، لا تعرف استقراراً، تواجه المجهول وتخاف منه، اسمها على اسم بلدها «سوريا»، فجأة وجدت نفسها فى الشارع، لا تعلم السبب، ولا تفهم من يحارب ضد من: «وحياة الله ماعرفش ليه يحصل كده، كنا عايشين أحسن عيشة، دلوقتى كل حاجة بتروح، بيوت اتدمرت، وبيتنا أخدوه، ماعرفش مين أخده، لحد ما لقيت نفسى أنا واختى فى شوارع سوريا بلا دار».

تتذكر سوريا أحمد، يوم الرحيل إلى الإسكندرية عن طريق الباخرة، ثلاث سنوات مرت لكنها لم تنسَ التفاصيل: «بتوع الخير جابونى هنا على حسابهم، كنت خايفة مش عارفة رايحة فين، المجهول صعب، لكن الحمد لله على كل شىء».

لم تتزوج «سوريا»، لا فى بلدها، ولا فى مصر، ومن يسألها عن زوج أو أولاد فى سوريا، تقول: «أنا لسه بنت، أختى مطلقة، وماعندهاش أولاد».

قادها الطريق من الإسكندرية إلى القاهرة، لتعيش فى عابدين: «لما شُفت أهل مصر اطمنت، ناسها كويسين وطيبين وكرما».

تحكى مع نساء عابدين، تشعر معهن بالعزوة والأمان، يسألنها بحكم الفضول عن مدينة حلب، تنظر إلى الأرض وتبتسم وهى تتذكر: «مفتقدة الجيران والمنطقة، باحب حلب على كل شىء، باحب لياليها وشبابى فيها، لكن نعمل إيه؟»، سألتها إحداهن بتأثر عن حلمها، فردت: «باحلم فى حلب، أشوفها حلوة زى زمان».

تعيش بأقل الإمكانيات، لا عمل لها فى مصر: «ناكل أنا وأختى الطعمية والباذنجان، مفيش عندنا أى حاجة، مفيش شغل، قاعدين على البلاطة، ربنا يبعت».

تعود بخيالها، فلا ترى إلا بيوتاً دمرتها الحرب، نساء وأطفال فى الشوارع: «الناس على الله، لا نعرف مين يضرب مين، ولا ليه؟ مين يدمر؟، لكن وين الدمار يخلص راح إن شاء الله عن قريب نرجع بلدنا الحلوة».


مواضيع متعلقة