رخام مطابق للحرم.. مشاركون بترميم جامع الأزهر يروون كواليس 3 سنوات عمل

01:52 م | الثلاثاء 06 مارس 2018

ثلاثة أعوام كاملة من العمل الدقيق تنقل خلالها أفراد اللجنة المشرفة على عملية ترميم الجامع الأزهر بين أروقة المسجد وساحته الخارجية، وبين المعامل المخصصة لفحص العينات المستخدمة لضمان تطابقها مع طبيعة كل جزء بالمسجد تنفيذًا للمهمة المكلفين بها من وزارة الآثار دون المساس بالأثر.

شملت عملية الترميم المسجد بأكلمه بما يحتويه من ساحة خارجية وأروقة من عصور إسلامية مختلفة وأعمدة رخامية، وحسب قول أحد المرممين التابعين للجنة الاستشارية المسؤولة عن المشروع -رفض ذكر اسمه- تم تجديد كافة الأرضيات واستبدالها برخام مطابق للرخام المتواجد في ساحة الحرم المكي، تم جلبه خصيصًا من خارج مصر، ويتميز بقدرته على عكس الضوء والاحتفاظ بدرجة حرارته ولا يسخن بحرارة أشعة الشمس العالية.

لم تقتصر عملية الترميم على الجدران ومكونات المسجد الأثري فقط، فحسب حديث المرمم المشارك في عملية الترميم لـ"الوطن"، تم تجديد شبكة الإضاءة الخارجية والداخلية بالمسجد بالكامل، وإدخال أحدث الأنظمة الكهربية به.

يحتوي المسجد الذي يرجع عمره إلى أكثر من ألف عام، على عدد من الأروقة التي أنشأها السلاطين والأمراء في عصور مختلفة، كالعصر العثماني والفاطمي، وكل منهم يحتوي على أعمدة نقشت بزخارف خاصة بالعصر التابع له، وحرص أفراد اللجنة المشرفة والمسؤولة عن عملية الترميم على عدم المساس بكل طابع وتجديده مع الحفاظ عليه، "الأعمدة والمحاريب والقبب داخل المسجد تم الحفاظ على الزخارف والكتابات القرآنية الموجودة عليها، احنا بنحافظ على الأثر وبنقويه ونحميه مش بنغير فيه"، حسب قول المعماري.

حرصًا على الدقة ومكانة الأثر، لجأ المسؤولون عن عملية الترميم إلى معامل خاصة لفحص العينات المستخدمة في الترميم وضمان تطابقها مع التي كانت موجودة من قبل، ويقول المعماري "أخدنا عينات من كل الأجزاء قبل الترميم سواء درج السلالم أو الأعمدة والمحاريب عشان نتأكد من تطابقها مع المواد الجديدة المستخدمة في الترميم".

وأكد المرمم التابع لوزارة الآثار، أنه تم توثيق كافة مراحل وخطوات عملية الترميم منذ بدايتها حتى آخر يوم قبل الافتتاح.

المهندس الاستشاري طارق المري، استشاري الإشراف على أعمال الترميم المتخصص بالمسجد، أكد أن عملية ترميم الأزهر الشريف تمت بأسلوب علمي يواكب أحدث أساليب الترميم في العالم وكلا من فريق العمل من الشركة المنفذة أو الشركات المتخصصة والاستشاري العام للمشروع والاستشاريين المصممين والمشرفين على المشروع من وزارة الآثار، لم يبخلوا بأي مجهود في الثلاث سنوات الأخيرة لخدمة المشروع.

حرص العاملين على طبيعة الأثر، مبدأ مهم في عملية الترميم أكد عليه أيضًا المهندس المري، وحسب حديثه لـ"الوطن"، في كل زاوية من المسجد نجد بصمة لفترة زمينة عريقة مرت على تاريخ مصر بدءا من العصر الفاطمي ومرورا بالمملوكي والعثماني والحديث حتى وقتنا الحالي، وهو ما اهتمت عملية الترميم بإبرازه مع الحفاظ على شكله.