رئيس «مكافحة التدخين»: الطلبة يبررون لجوءهم للسجائر بـ«الهروب من ضغوط الدراسة»

كتب: محمد مجدى

رئيس «مكافحة التدخين»: الطلبة يبررون لجوءهم للسجائر بـ«الهروب من ضغوط الدراسة»

رئيس «مكافحة التدخين»: الطلبة يبررون لجوءهم للسجائر بـ«الهروب من ضغوط الدراسة»

كشف الدكتور عصام المغازى، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، عن وجود قرابة 8 مليارات سيجارة «مغشوشة» فى السوق المحلية، مشيراً إلى أن هذا الرقم وفقاً لما توصلت إليه أحدث نتائج الدراسة التى أجرتها الجمعية تحت عنوان «تجارة التبغ غير المشروعة فى مصر 2016 - 2017»، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، ومنظمة الصحة العالمية مؤخراً. وأضاف «المغازى»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن تلك السجائر المغشوشة أضرارها أكثر كثيراً من الأخرى، حيث إنها تصنع من مواد رديئة، ونسب النيكوتين وأول أكسيد الكربون فيها تكون غير سليمة، فضلاً عن خسائر بالمليارات للدولة، إضافة لأضرارها على صحة المواطنين. وإلى نص الحوار:

أعلنتم مؤخراً أن سوق الاتجار غير المشروع للسجائر بمصر بلغ 8.5%.. فكم عددها التقريبى؟

- نحو 8 مليارات سيجارة «مغشوشة»، وغير مطابقة للمواصفات المصرية.

وإذا كان حجم «المغشوشة» هذا الرقم الكبير؛ فكم حجم ما يتم استهلاكه؟

- تشير الإحصائيات إلى أننا نستهلك قرابة 80 مليار سيجارة سنوياً، بواقع 4 مليارات علبة سجائر، حيث إن 20% من الذين يتجاوز عمرهم 15 عاماً يدخنون، بينهم 38% من الرجال، و2% من السيدات.

{long_qoute_1}

وماذا تعنى بـ«سجائر مغشوشة»؟ وما أضرارها؟

- دعنا نوضح أن الاتجار غير المشروع فى السجائر يعتبر «مشكلة عالمية»، وتحدث فى عدة صور مثل التهريب، والبيع غير المشروع، والتزييف، والتصنيع غير القانونى، ومبدئياً؛ فإن كل السجائر مضرة، وتسبب أمراض القلب، والأورام، والجهاز التنفسى، ولكن السجائر «المغشوشة»، و«المهربة»، التى نسميها «غير الشرعية»، أضرارها أكثر كثيراً، لأنها لا تخضع للمواصفات القياسية المصرية التى أعدتها هيئة المواصفات والجودة، ومن نسبة النيكوتين، وأول أكسيد الكربون فيها عن السجائر القانونية، وكذلك «الفلتر» الخاص بها، وتغليفها؛ فهى تصنع بشكل غير سليم، وبمواد رديئة جداً، ما يسبب مشاكل صحية للمواطن، وخسائر بالمليارات للدولة.

وكيف يكون شكل «السيجارة المقلدة»؟

- هى صورة طبق الأصل من «السيجارة الأصلية»، ولكن تكون هناك أشياء خاطئة تدل عليها؛ فمثلاً الصورة التحذيرية التى توجد على السيجارة تتغير كل عامين ما بين 6 صور؛ فإذا اختلفت عن الصورة الأصلية تكون مزورة، فضلاً عن عدم وجود ختم ضريبى أعلى «العلبة»، كما يكون سعرها أرخص من الأصلية، حيث تصل إلى «الثلث» فى بعض المناطق الشعبية، ولكنها تختلف من منطقة لأخرى. {left_qoute_1}

وما أكثر الأنواع التى «تُقلد»؟

- هناك أنواع تستحوذ على 75% من سوق السجائر التى تقلد أو تهرب، وهى «الكاريليا»، ثم الـ«LM»، و«كليوباترا»، و«مارلبورو»، و«كينج»، و«ميريت»، و«سينستون»، و«روز مان»، وتلك المقلدة لا تتم بالمواصفات المصرية، ولم تمر على الجهات الرقابية.

وهل تعتبر نسبة السجائر المغشوشة الموجودة حالياً كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية؟

- لا؛ فهى أقل كثيراً؛ فإن أكثر الفترات التى شهدت اتجاراً غير مشروع فى «التبغ» فى مصر، كانت بين عامى 2012 و2013، بواقع 20.7% من السوق المصرية للسجائر والتبغ، بعدما كانت تسجل 2% فقط فى عام 2009، و11.3% فى عام 2011، و19.3% فى 2015، لتسجل 8.5% فى عام 2017، وهذا التحسن يرجع إلى ضبط الحدود، وزيادة الوعى العام بأخطار تدخين السجائر غير المشروعة.

وما أكثر المحافظات التى رصدتم وجود تجارة للسجائر المغشوشة بها؟

- دعنا نوضح أننا اتبعنا 3 إجراءات أثناء إجراء الدراسة؛ الأولى: كانت عبر استبيان المدخنين عبر جمع بيانات ميدانية من خلال مقابلات وجهاً لوجه مع 2800 مدخن فى 7 محافظات تمثل كلاً منها مجموعة محافظات مشابهة لها جغرافياً وديموجرافياً، وهى: القاهرة، والإسكندرية، والمنوفية، والغربية، وأسيوط، والفيوم، وبورسعيد، كما «مسحنا» عبوات سجائر فارغة من شوارع نفس المحافظات المستهدفة، حيث جمعوا 7 آلاف عبوة فارغة بواقع ألف عبوة من المحافظة الواحدة، وكذلك بالتقدير الحسابى عبر تقدير إجمالى الاستهلاك دون المبيعات القانونية للسجائر، والوسائل الثلاث كانت تسجل انخفاضاً ملحوظاً فى حجم التجارة غير المشروعة، وكانت محافظة الإسكندرية تسجل أعلى المحافظات فى الاتجار غير الشرعى للسجائر فى المحافظات التى تم إجراء البحث فيها، تليها بورسعيد بـ12.9%، ثم القاهرة بـ12.2%، والغربية بـ5%، وأسيوط بـ4.2%، ثم المنوفية بـ4%، والفيوم بـ3.4%.

وما أكبر شريحة تستهلك تلك «السجائر»؟

- يتم قياس هذه المسألة عن طريق 3 عوامل «التعليم، العمل، السن»، فالعامل الأول، هم «الأميون»، ممن لا يقرأون ولا يكتبون بـ19.4%، تلاها الحاصلون على التعليم الابتدائى دون إكمال دراستهم بـ10.2%، ثم التعليم الإعدادى بـ8.9%، ثم الجامعى بـ7.4%، ثم الثانوى بـ7.2%.. أما «الثانى» عن الحالة الوظيفية لهم؛ فأعلى نسبة كانت بين العاطلين عن العمل بنسبة 27.3%، ثم بين ربات المنازل بـ14.3%، ثم الأشخاص على المعاش بـ11.1%، ثم طلبة المدارس بـ10.4%، ثم من يعملون بـ8%.. أما «الثالث» عن الأعمار السنية لهم، فإن 17.6% من العمر من 15 إلى 19 عاماً كانوا الشريحة الأعلى تدخيناً منها، ثم من 11.3% أكثر من 60 عاماً، ومن 30 إلى 39 عاماً بلغت نسبتهم 9.7%، ومن 20 إلى 29 عاماً بلغت 8.7%، ومن 40 إلى 49 بلغت 5.9%، ومن 50 إلى 59 بلغت 4.7%.

لكنك تتحدث عن ارتفاع نسب التدخين بين شرائح عمرية صغيرة؟

- أجرينا دراسة عن التدخين بين طلاب المدارس الثانوية لعام 2015، التى تم إجراؤها بالتعاون مع وزارتى التربية والتعليم والصحة والسكان، ومنظمة الصحة العالمية، وانتهت إلى أن هناك نحو 14.3% من الطلاب يدخنون، بواقع 21.4% من الطلبة، و6.9% من الطالبات.

وهل اختلفت النسبة بين المدارس الفنية و«الثانوية العامة»؟

- نسبة التدخين أعلى بكثير بين طلاب المدارس الفنية، سواء الطلبة بواقع 26.4%، والطالبات بـ9.1%، مقارنة مع طلاب «الثانوية العامة» بـ18.5% للطلاب، و6% للطالبات.

وهل هناك نسب حول التدخين فى المراحل الدراسية الأخرى؟

- 12% من طلاب المرحلة الإعدادية يدخنون، و16.5% فى الجامعة.

وما السبب الذى يدفع الطلاب لـ«التدخين»؟

- أكثر الطلاب قالوا لتخفيف الضغط الواقع عليهم جراء المرحلة الثانوية، تلاها الرغبة فى التدخين، ثم التجربة، ثم المتعة، ثم التقليد، وأخيراً الشرب مع الأصدقاء، الذى احتل ثالث الأسباب.

وهل رصدتم أسباب إقلاع بعضهم عن التدخين؟

- نعم، ولكن الأسباب ونسبتها اختلفت بين «الطلبة»، و«الطالبات؛ فبين الطلبة 33.3% قالوا بسبب «القلق على الصحة»، و12.3% بسبب الاشمئزاز منها، و11.4% لأنها كانت مجرد تجربة، و9.6% لأنها تسبب ضرراً صحياً فعلياً، و8.95% بسبب «الدوافع الدينية».. أما الطالبات، فكانت الأسباب لأنها مجرد تجربة بـ18.8%، ثم القلق على الصحة بـ14.3%، ثم الضرر الصحى الفعلى بـ13.5%، ثم استعدادهن للارتباط أو الزواج بـ9%، والخوف من العقاب بـ9%، كما تبين أن 54.6% من الطلبة، و51.4%، من الطالبات تم دعوتهم للتدخين عن طريق «الأصدقاء» فى المقهى أو الكافيه المكان الوحيد للإناث، فيما أن الذكور كان المنزل أو منزل الصديق، ومحال الإنترنت.


مواضيع متعلقة