«الصحة»: الطلاب لا يعرفون مخاطره.. و10% منهم جربوا «سجائر وشيشة»

كتب: محمد مجدى

«الصحة»: الطلاب لا يعرفون مخاطره.. و10% منهم جربوا «سجائر وشيشة»

«الصحة»: الطلاب لا يعرفون مخاطره.. و10% منهم جربوا «سجائر وشيشة»

انتهت وزارة الصحة والسكان، مطلع الشهر الحالى، من دراسة بحثية موسعة أعدتها الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن استعمال المواد المخدرة بين طلاب المدارس الثانوية خلال عامى 2016 و2017.

وحسب ملخص نتائج «الدراسة»؛ فإن غالبية الطلاب لا يعرفون مدى خطورة استعمال المواد المخدرة، أو يعتبرونها جميعاً من الأنواع الخطرة، فى حين أن نسبة أقل من الطلاب لديهم آراء مختلفة حول خطر الاستخدام، وعما إذا كان مرتبطاً بالاستخدام المنتظم أم لا، مضيفةً أن «هذه الانطباعات قد تلقى الضوء على أهمية وضع الاستراتيجيات التى يجب استخدامها لزيادة الوعى لدى أولئك الذين لا يستخدمون أياً من المواد على الإطلاق، وكذلك من هم عرضة للتعامل مع المتعاطين فيما يتعلق بمخاطر إساءة استعمال المخدرات»، منوهة بأن 10% من الطلبة والطالبات تقريباً «جربوا التدخين»، وكانت بداية سن تدخين السيجارة لـ44.8% منهم فى عمر بين 11 إلى 14 عاماً، و38.8% بين 15 إلى 18 عاماً، و16.8% قبل سن العاشرة.. أما «الشيشة»؛ فبداية سن تدخينها كان بين عمر من 15 إلى 18 عاماً لـ55.2%، و36.8% بين عمر 11 إلى 14 عاماً، و8.1% فى سن أقل من العاشرة.

{long_qoute_1}

وعن سر اتجاه الطلاب لـ«التدخين»، أوضحت نتائج الدراسة أن 41.9% منهم جربها «بدافع الفضول»، و20.9% بأمل التغلب على مشاكل وضغط عصبى يواجهونه، و13.6% لتقليد أحد أفراد الأسرة، مشيرة إلى أن المهدئات جاءت فى صدارة المواد المخدرة التى يتلقاها «الطلاب»، تلاها «الحشيش»، ثم «الفودو»، و«الترامادول»، وعقاقير بناء العضلات، والخمور، والمذيبات العضوية المستنشقة، والمهلوسات، وعقار «الاكستاسى»، ومضادات «الاستيتايل كولين»، بينما كانت نسبة من يتناولون «الأفيون»، و«الكوكايين»، و«الهيروين»، الأقل.

وقالت مصادر حكومية شاركت فى إعداد الدراسة، إن إجمالى عدد الطلاب فى المرحلة الثانوية عام 2016 كان 8 ملايين و705 آلاف و757 طالباً، منهم 4.5 مليون طالب، و4 ملايين و278 ألف طالبة، بنسبة 9.7% من إجمالى عدد السكان، وأضافت المصادر لـ«الوطن»، أن إعداد الدراسة يأتى لتكوين قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة، ومحدثة تلقائياً عن معدلات انتشار الاضطرابات النفسية فى المجتمع، وجودة الخدمات المقدمة فى هذا المجال، لافتة إلى أن تلك الدراسة أجريت على طلبة وطالبات المدارس الثانوية «العامة، والفنية، والأزهرية، والعسكرية» فى عينة ممثلة من المحافظات بـ«القاهرة، الدلتا، الصعيد»، موضحة أنها تمت من خلال توزيع استمارة استبيان يملؤها الطالب فى سرية تامة دون تدخل أو اطلاع من المشرفين بعد شرح واف لموضوع الدراسة ومحتواها، وطريقة ملء البيانات، وموافقة ولى الأمر أيضاً، ثم تم جمع الاستمارات دون أى إشارة لأسماء الطلبة، ولا المدارس التى يدرسون فيها، وتمت مراجعتها، وتحويلها إلى «بيانات رقمية».

وقالت إن فريق عمل الدراسة من الاستشاريين النفسيين والتربويين صمموا الاستمارة، وأعدوا أسئلتها ثم وزع 60 من الأخصائيين النفسيين بالمدارس الاستمارات، وتم جمعها تحت إشراف 12 من المشرفين المحليين ثم تسليمها للمراجعة المركزية، وإدخال البيانات رقمياً، ثم تحليلها إحصائياً، معتبرة أن اضطرابات المخدرات من الأمراض التى تخلف مشاكل مركبة اجتماعية، وقضائية، بخلاف المشكلات الصحية والنفسية، مشيرة إلى أن علاج التعاطى والإدمان من أولويات اهتمامات القطاع الصحى للدول، ومن بينها مصر، وتابعت: «آفة المواد المخدرة تجعل من المواطن السوى مريضاً غير قادر على الإنتاج، وغير مقبول من المجتمع، كما أنها تأكل فى عضد وترابط الأسرة اجتماعياً، وفى أغلب الأحيان تتفاقم عنها المشكلات الاجتماعية التى تهدد استقرار، وقوام الأسرة».

{long_qoute_2}

وعن مشاركة وزارتى «الصحة والتعليم» فى إجراء تلك الدراسة، قالت المصادر إن ذلك يأتى التزاماً من الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان كجهة إشرافية، وتنفيذية لسياسات وخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، مشددة على أن الدولة المصرية تعمل على تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية الدولية لعلاج الإدمان، وتأخذ على عاتقها العمل على تقليل حجم تفشى ظاهرة الإدمان بالمجتمع، والمساهمة فى تقليص المخاطر الناتجة عنها، واتخاذ كافة وسائل البحث العلمى لتكوين قاعدة بيانات دقيقة، ومتكاملة، ومحدثة تلقائياً عن معدلات انتشار المشكلات النفسية، والإدمان المختلفة فى المجتمع.

وأكدت أن المجتمع الدولى، ومن ضمنه مصر، أصبحت مشكلة التعاطى والإدمان على رأس التحديات التى تعوق التنمية فى الكثير من الدول، وصار واجباً من واجبات الأمن القومى أن تقوم «الأمانة» بوضع خطة فاعلة، وحثيثة لتطوير خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، والتوسع فى خلق منافذ جديدة لتلك الخدمات لكى تغطى جميع محافظات مصر، وأن تسعى بكل إمكانياتها بالتعاون مع جميع الوزارات، والجهات المعنية لإنجاز تلك الخطة، وتذليل العقبات، والتحديات التى تعوقها، وتابعت: «الشباب هم نواة المجتمع، واليد الفاعلة لتطوره، ونهوضه، ومن ثم تم عمل تلك الدراسة»، موجهة الشكر لطلبة المدارس، والقائمين على الحركة التعليمية فى مصر لمشاركتهم الإيجابية، وعطائهم المثمر فى إصدار تلك الدراسة.

وعن أعضاء فريق العمل فى الدراسة؛ أوضحت المصادر أنها ضمت الدكتورة منن عبدالمقصود، أمين الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان وأستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، ومديرى ونواب مديرى إدارات الطب النفسى، ووحدة الأبحاث، ومركز النظم والمعلومات، والإدمان، والعلاقات الخارجية، بـ«أمانة الصحة النفسية»، بالإضافة لمدير مركز إحصاءات التعليم بالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وعدد من إخصائيى واستشاريى الطب النفسى، وتحت إشراف قيادات وزارتى الصحة والتربية والتعليم.

وأوضحت المصادر أن وزارة الصحة والسكان حرصت على أن يكون تقديم الدراسة باسم الدكتور هشام رامى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، الأمين العام السابق لأمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان، لأن الدراسة أجريت فى عهده، حيث ترك منصبه فى آخر شهور عام 2017، وتلاه فى التقديم الدكتورة منن عبدالمقصود ربيع، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، والأمين العام الحالى لـ«الأمانة»، والمنسق الرئيسى لـ«البحث».


مواضيع متعلقة