مسرح طنطا توقف منذ 17 عاماً.. والروتين يعطل عودته للحياة الفنية

مسرح طنطا توقف منذ 17 عاماً.. والروتين يعطل عودته للحياة الفنية
- أعمال الترميم
- أعمال التطوير
- أعمال صيانة
- أم كلثوم
- أمينة رزق
- إنشاد دينى
- الأعمال الفنية
- مسرح طنطا
- مسرح
- أعمال الترميم
- أعمال التطوير
- أعمال صيانة
- أم كلثوم
- أمينة رزق
- إنشاد دينى
- الأعمال الفنية
- مسرح طنطا
- مسرح
شاهد على العديد من الأعمال المسرحية والحفلات الموسيقية لكبار الفنانين، كما خطب من شرفته الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، نتحدث عن مسرح طنطا الذى أسهم فى إثراء الحياة الثقافية والفنية لأبناء السيد البدوى على مدار 65 عاماً، قبل إغلاقه منذ 17 سنة بدعوى خضوعه لأعمال الصيانة والترميم.
ومن جانبه، قال المسرحى سمير زيدان لـ«الوطن»: «مسرح طنطا أحد أكبر وأهم 3 مسارح فى مصر، تم تصميمه على الطراز الإيطالى بعد مسرحى الأوبرا الخديوية وسيد درويش، افتتحه رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى باشا النحاس عام 1936، كنموذج مصغر لدار الأوبرا المصرية، حيث يعد تحفة معمارية نادرة، ويتكون من 3 طوابق بنظام (البناوير) ويتميز بالاتساع، كما تزينه الزخارف الرائعة، وبه 6 مخارج للطوارئ بخلاف المدخل الرئيسى، ومزود بوسائل تهوية وإضاءة وأجهزة إنذار للتأمين ضد الحرائق».
وأشار «زيدان» إلى أن مسرح طنطا كان يقود الحركة الفنية والثقافية فى طنطا على مدار 65 عاماً، حيث يعد مركزاً ثقافياً وحضارياً كبيراً، وفخراً لجميع أبناء الغربية، بخاصة أنه شهد العديد من الأعمال المسرحية لكبار الفنانين، فى مقدمتهم كوكب الشرق السيدة أم كلثوم ومحمد فوزى وعميد المسرح العربى يوسف بك وهبى، وأمينة رزق وسميحة أيوب وزكى طليمات، وغيرهم من الفنانين.
وأضاف أن مسرح طنطا احتضن العديد من حفلات الموسيقى العربية وفرق الإنشاد الدينى والفنون الشعبية، كما ألقى من شرفته الرئيسية، الزعيم الراحل جمال عبدالناصر خطبه إلى الشعب المصرى.
ويقول الناقد المسرحى مجدى الحمزاوى: «مسرح مدينة طنطا كان شاهداً على البدايات الفنية للكثير من النجوم المصريين، الذين قدموا مسرحيات وعروضاً فنية عديدة على خشبته، منهم الفنانون محمد عوض وعبدالمنعم إبراهيم ومحمد أبوالعينين». ونوه بأن مسرح طنطا كان يقدم العديد من العروض المسرحية، حيث افتتح أبوابه لجميع فئات المجتمع، وهو ما أثرى الوعى الثقافى والفنى لدى أبناء المحافظة، لا سيما أن هناك فنانين كثيرين نشأوا فى الغربية.
{long_qoute_1}
وأضاف «الحمزاوى» لـ«الوطن»: «إغلاق مسرح طنطا على مدار 17 عاماً بهدف الترميم، أثر على الإبداع والثقافة فى مدينة طنطا، التى كانت من قبل تنبض وتضج بالعروض الثقافية والمسرحية والفنية، بسبب وجود مسرح يستقبل جميع هذه الأنشطة الفنية والثقافية». وتابع: «من أجل إقامة الأنشطة الثقافية والمسرحية، يتم اللجوء إلى قاعة جامعة طنطا، بخاصة أن فترة أعمال الترميم بمسرح طنطا طالت بشكل مبالغ فيه، ولا يعقل أن يغلق مسرح 17 عاماً من أجل هذا السبب، فعلى الرغم من انتهاء أعمال الصيانة به منذ 2016، إلا أنه لم يُفتتح حتى الآن».
وقال الشاعر مصطفى منصور، الأمين المساعد لاتحاد المبدعين العرب، والرئيس السابق لنادى الأدب، إن «محافظة الغربية بها نحو 16 فرقة فنية، يتسولون الأماكن لتقديم عروضهم عليها، حيث كنا نجد معاناة فى توفير المكان الذى نقدم فيه أنشطتنا الفنية». وأكد «منصور» أن أبناء الغربية لديهم موروث ثقافى وإبداعى كبير أثراه مسرح طنطا بداخلهم. وكشف عن أن مثقفى وفنانى المحافظة تصدوا لـ3 محاولات لنقل تبعية المسرح من هيئة قصور الثقافة إلى دار الأوبرا، أولها كانت إبان فترة اللواء محمد نعيم محافظ الغربية، والثانية من الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والأخيرة فى عهد الصحفى حلمى النمنم، حيث أصدروا حينها بيان استغاثة للرئيس عبدالفتاح السيسى، ذكروا فيه أن المسرح أحد موروثاتهم الثقافية والحضارية، وأعمال الترميم به تتحمل نفقتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأن ضمه للأوبرا سيزيد من الضغوط المالية على الفرق الفنية والجماهير.
وأضاف «منصور» أن «المسرح لم يشهد أى تجديدات وأعمال صيانة طوال تاريخه، ما دفع وزارة الثقافة لإصدار قرار بإغلاقه عقب حادث بنى سويف، حيث تم تخصيص 50 مليون جنيه حينها لترميمه، وبالفعل تم الانتهاء من جميع التجهيزات به، وتفقده المسئولون فى وزارة الثقافة أكثر من مرة، آخرها خلال زيارة أجراها حلمى النمنم وزير الثقافة السابق فى أغسطس 2016، ووقتها أعلن أن افتتاحه سيتم خلال أسابيع، إلا أن الأمر تأجل لوجود ملاحظات فى المواصفات القياسية الخاصة بتوافر شروط السلامة».
من جانبه قال جابر سركيس، مدير عام الثقافة بالغربية، إن «مسرح طنطا هو المتنفس الوحيد لأكثر من 25 فرقة فنية ما بين (مسرح ونوادى مسرح ومسرح للطفل وموسيقى وفنون شعبية وآلات شعبية وإنشاد دينى)، بالإضافة إلى معارض الفن التشكيلى الخاصة بالشباب والورش الفنية على مستوى 4 نوادى أدب بالغربية تابعة لقصور الثقافة».
وأكمل: «تم الانتهاء من جميع أعمال التطوير بمسرح مدينة طنطا، حيث تسلمته اللجنة الفنية التابعة لوزارة الثقافة، وجارٍ حالياً تدريب عدد من العاملين على الأعمال الفنية الخاصة بالصوت والإضاءة والتعامل مع أجهزة التكييف، وقريباً سيتم افتتاح المسرح، حتى تعود الحياة إليه من جديد، فهو يمثل إضافة كبيرة جداً للحياة الثقافية فى المحافظة».
واستطرد: «ننتج سنوياً نحو 25 مسرحية، وبوجود المسرح ستجد تلك العروض طريقها للعرض الجماهيرى، بعد أن كانت تعرض فى الشوارع أو مسارح كانت تؤجر من الجامعة أو غيرها، والغربية بها عدد من الفرق الفنية والموسيقى العربية والإنشاد».
وواصل حديثه لـ«الوطن» قائلاً: «فرقة الغربية المسرحية من المقرر أن تشارك فى افتتاح المسرح، بعرض (بلدى يا بلدى) للكاتب رشاد رشدى، الذى يتناول قصة العارف بالله السيد البدوى القطب الصوفى الكبير باعتباره أحد أبرز الشخصيات التى اشتهرت بها مدينة طنطا».
وتابع: «المسرح مقام على مساحة 2000م2، كما يتسع لقرابة 500 مشاهد، ويحتوى على صالة لكبار الزوار و11 غرفة مخصصة لموظفى هيئة قصور الثقافة، والطابق الثالث به عبارة عن غرف لتدريب الفرق، وقاعة اجتماعات ومكتبة تضم جميع الكتب الخاصة بالفنون المسرحية».