الغربية.. الشعور بعدم التقدير فى التنسيق وراء الهروب إلى «التعليم العادى»

كتب: رفيق محمد ناصف

الغربية.. الشعور بعدم التقدير فى التنسيق وراء الهروب إلى «التعليم العادى»

الغربية.. الشعور بعدم التقدير فى التنسيق وراء الهروب إلى «التعليم العادى»

نفذت مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالغربية، 54 مشروعاً، فى عامها الدراسى الأول، حصل من بينها مشروعان لتوليد الطاقة على المركزين الأول والثانى فى مسابقة الأزهر للتطبيقات الهندسية.

وأكدت «ميار ياسين»، طالبة بالمدرسة، أن إدارة المدرسة فرضت على الطلاب 11 مشروعاً للأزمات التى تواجه الدولة فى مختلف المجالات، وفى كل فصل دراسى يتم وضع حلول لكل مشكلة من المشكلات، مضيفة: «كنت ضمن مجموعة من 5 طالبات، فى مشروع توليد طاقة بديلة بواسطة الألعاب وحركتها مع الأرض، وتم اختيار لوح التزلج عن طريق حركة عجلاته التى تخرج طاقة أثناء ملامستها للأرض، ويتم تخزين هذه الطاقة فى بطاريات صغيرة ملحقة بالجهاز داخل اللعبة».

وأضافت أن المشروع نجح فى تخزين 12 بطارية صغيرة بواسطة الطاقة المنتجة من لوح التزلج، وبعرض المشروع على مهندسين متخصصين أشادوا به، وطلبوا تطويره لتنفيذه على إطارات السيارات لتكون الطاقة بديلاً عن الوقود، وطالبت مؤسسات الدولة بتبنى المشروع لتنفيذه على أرض الواقع، مشيرة إلى أن المشروع حصل على المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى مرحلة ما قبل التعليم الجامعى خلال مسابقة الأزهر.

{long_qoute_1}

وقالت الطالبة منى سعدالدين، إنها كانت ضمن مجموعة «ابتكر ولا تستسلم»، وتضم 5 طالبات تخصصن فى «توليد طاقة من حركة الإنسان»، عن طريق استغلال الحركة والسير على الأقدام واستخراج طاقة تخزن فى بطاريات صغيرة يمكن استغلالها فى أغراض شخصية، موضحة أنهم فكروا فى البداية فى تنفيذ مشروعهم من خلال استغلال أكثر شىء يستخدمه الإنسان فى حياته وبشكل يومى، لافتة إلى أنهم وجدوا دراسات علمية توضح أن الإنسان يسير على أقدامه بمعدل 10 آلاف خطوة بشكل يومى، فقرروا توليد الطاقة من حركة الإنسان عن طريق أقدامه والاستفادة منها فى شحن متعلقاته الشخصية سواء الهاتف المحمول أو اللاب توب.

وأضافت الطالبة سارة حمزة، وهى عضو ضمن المجموعة، أن المشروع حصل على المركز الأول فى معرض التطبيقات الهندسية بجامعة الأزهر فى شهر مايو الماضى، وهو عبارة عن استغلال الكهرباء الناتجة من النبضات والموجات الصادرة من المايك والولاعة، لتوليد طاقة وتم اختيار حذاء «كوتشى» ووضع الدائرة الكهربائية فى نعله ومع كل ضغطة للإنسان بقدمه على الأرض تتولد طاقة، ويتم تخزينها داخل بطاريات، أو شحن الهاتف المحمول عن بعد، كما هو مستخدم فى سماعات البلوتوث الهوائى، موضحة أن هذا المشروع تعتمد عليه اليابان فى توليد الطاقة الكهربائية من خلال وضعه على قضبان السكك الحديدية وفى الميادين العامة التى تشهد تردد المواطنين عليها بشكل متكرر على مدار اليوم. {left_qoute_1}

وأكدت إسراء الجندى، طالبة بالمدرسة، أنه رغم الإنجازات التى حققها طلاب المدرسة، فإن عدم مراعاة النظام التعليمى الصعب فى مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا مقارنة بالمدارس الثانوية العادية، فى التنسيق الجامعى، تسبب فى حالة غضب بسبب ضياع الحلم فى الالتحاق بكليات القمة لذلك قررت استكمال دراستها فى الثانوية العامة، حتى تستطيع تحقيق حلمها ودخول كلية الطب «بربع المجهود الذى يبذل فى مدرسة المتفوقين»، مضيفة: «سأدخل كلية الطب من الثانوية العامة.. التعليم فى المتفوقين كله تعب ومعاناة لكنه يساعد على الابتكار والانفتاح، وفى النهاية هنكون عاملين زى اللى حفر فى الطين ولم يجد شيئاً».

وأشارت إلى أن 22 من طلاب المدرسة، سحبوا ملفاتهم والتحقوا بالمدارس الثانوية الحكومية، ورفضوا استكمال الدراسة بسبب نظام التنسيق، نظراً لعدم وجود مساواة بين طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، وطلاب مدارس التعليم العام، فى الالتحاق بالجامعات؛ لأنه حسب تعبيرها: «بأقل جهد يحصل طالب الثانوية الحكومية على الدرجات النهائية ويلتحق بكليات القمة، ونحن فى المدرسة نبذل كل ما فى وسعنا ومابندخلش الكليات اللى بنحلم بيها».

وأوضحت دينا الشبراوى، طالبة بالمدرسة، أن طلاب «المتفوقين» يدرسون نفس مواد الثانوى العام ويزيدون عليهم فى مواد صعبة، وفى النهاية يحق لطلاب المدارس الثانوية العامة تقديم الأوراق فى المرحلة الأولى والالتحاق بكليات القمة، فيما يتم تأخير طلاب مدارس المتفوقين للمرحلة الثالثة، مضيفة: «طلاب المتفوقين لا يستطيعون تحقيق نفس درجات طلاب الثانوية العامة، فالحصول على 90% يعتبر أمراً صعباً جداً نظراً لصعوبة نظام التعليم فى المدارس والاعتماد بشكل مباشر على الجانب العملى، وهذه النسبة مقارنة بنظام التعليم فى الثانوية العامة تعادل 106%»، وبالنسبة لتأثير قرار التحويل إلى مدارس أخرى على استمرارية تطوير المشروع، قالت إنها ضمن مجموعة وستظل على تواصل مع أفرادها، لاستكمال المشروع، وخلال الفترة المقبلة سيتجمعون داخل ورش عمل خارج المدرسة بهدف استكمال تطوير مشروعهم والدخول به فى مسابقات عالمية ومحلية على مستوى الجمهورية.

وأكد يوسف حمدى الشيتة، طالب بالمدرسة، أنه طلب من ولى أمره التحويل بسبب مشاكل التنسيق فى الصف الثالث الثانوى، قائلاً: «قررت ترك مدرسة stem لمدرسة تعليم عام، بنصف المجهود أقدر أدخل كلية الطب، المدرسة نظامها التعليمى أفضل بكثير من المدارس العادية، ورغم حصولى على 99% فى المشروع، وقدرتى على التفوق والحصول على أفضل الدرجات والتقديرات لكنى أفكر فى مستقبلى، ودخولى كلية الطب صعب يتحقق من مدرسة المتفوقين».

وكشف مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم بالغربية، أن مدارس المتفوقين يبلغ عددها 11 مدرسة على مستوى الجمهورية، لكن الطلاب بدأوا يعزفون عن الدراسة فيها والتحويل منها بسبب مشاكل التنسيق والالتحاق بكليات القمة، مشيراً إلى أن هذه المدارس معرضة لغلق أبوابها، إذا استمر تجاهل المسئولين فى الوزارة للأمر، مطالباً بسرعة مخاطبة وزارة التعليم العالى، وبحث المشكلة ووضع حلول، لأن الطالب الواحد فى مدارس «stem» يكلف خزانة الدولة فى العام الدراسى الواحد نحو 50 ألف جنيه، ونفاجأ بتحوله إلى الثانوية العامة، من أجل تحقيق حلمه ودخوله إحدى كليات القمة.

وأضاف أن القائمين على عملية التعليم فى هذه المدارس وضعوا ما يسمى بالنسبة المرنة للطلاب، فى التنسيق الجامعى، وهى نسبة وضعت لكل 3 طلاب من بين 1000 طالب «stem» لهم الحق فى دخول كلية من كليات القمة، ويكون هؤلاء الطلاب الـ3 هم أصحاب المراكز الأولى، ما جعل فرص التحاق الطلاب بكليات الطب والهندسة والعلوم وغيرها من كليات القمة أمراً صعباً بل مستحيل تحقيقه، وبالتالى يهرب الطالب إلى مدارس الثانوية الحكومية لتحقيق حلمه بأقل جهد ممكن. وتابع: «هذه المدارس تعد هى القاطرة الوحيدة القادرة على النهوض وتطوير التعليم المصرى بما يتواكب مع وسائل العلم الحديث فى العالم، فالطالب لم يكمل 16 عاماً، وعلى دراية بكل ما يدور حوله من علوم وأبحاث وتكنولوجيا، ولديه القدرة على الابتكار والاختراع ودخول المسابقات العالمية والمنافسة فيها على المراكز الأولى، لذا يجب على الدولة الاهتمام بطلاب هذه المدارس وتوفير كليات وأقسام خاصة داخل الجامعات، تساعد على تطوير قدراتهم العلمية، كما يحدث فى جامعة زويل التى تقبل نسبة من طلاب هذه المدارس عن طريق المنح المجانية».

وأكد الشناوى عايد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، أن المديرية خاطبت الوزارة بشأن التنسيق فى مرحلة الجامعات بالنسبة لمدارس المتفوقين لبحث إمكانية زيادة فرص الالتحاق بكليات القمة، مشيراً إلى أن رغبة الطلاب فى التحويل من المدرسة إلى المدارس الثانوية العادية ظاهرة لا بد من دراستها ومعرفة أسبابها ووضع حلول لها بشكل سريع، لافتاً إلى أن الدرجات التى يحصلون عليها غالباً لا تتخطى 90% وبمقارنتها بدرجات زملائهم فى المدارس العادية ونظام الدراسة تعتبر نسباً أفضل لأن العملية التعليمية فى مدارس المتفوقين صعبة.


مواضيع متعلقة