بروفايل| «جاويش أوغلو» دبلوماسية «الإرهاب»

كتب: بهاء الدين عياد

بروفايل| «جاويش أوغلو» دبلوماسية «الإرهاب»

بروفايل| «جاويش أوغلو» دبلوماسية «الإرهاب»

يرى الدبلوماسية من منظور حزبى.. يحرك علاقات تركيا الخارجية لتحقيق مصالح «حزب العدالة والتنمية»، فهو «جاويش أوغلو» عضو مجلس الشعب التركى عن الحزب وأحد الأعضاء المؤسسين له، حيث عمل كمنفذ أمين لسياسة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان القائمة على توسيع النفوذ والتمدد عبر نشر الفوضى والتدخلات فى المنطقة وخاصة فى الشمال السورى.. وعلى الرغم من دراسته الأكاديمية للعلاقات الدولية وحصوله على درجات عليا فى الاقتصاد والسياسة الدولية، فإنه ألقى بهذه الدراسة النظرية فى سلة المهملات، موجهاً نشاطه فقط لتنفيذ سياسة «أردوغان» وتبرير ارتباك قراراته الخارجية، فبينما يدعو الدول الأوروبية، وعلى رأسها ألمانيا وهولندا والنمسا والسويد وفرنسا، إلى عدم التدخل فى شئون بلاده أو التعليق على انتهاكاتها المستمرة لحقوق الأكراد والإعلاميين وتصفيتها السياسية المستمرة لكل المعارضين ورجال الدولة المتهمين بالانتماء إلى حركة «الخدمة»، فإنه قد وقف أكثر من مرة مبرراً تدخل بلاده وعدوانها الوحشى على الشمال السورى بحجة محاربة الأكراد، حتى لو بالتحالف مع داعش وإرهابيى جبهة النصرة وميليشيات سورية أخرى موالية لأنقرة.

دفاع وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو عن التدخل التركى تكرر مرتين خلال أسبوع واحد، الأولى حينما اشتبك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال إحدى جلسات مؤتمر ميونيخ للأمن، بعد أن طالب أحمد أبوالغيط بخروج تركيا من سوريا ووقف التدخلات أياً كان مصدرها، والثانية حينما استمر فى مهاتراته وهدد الجيش العربى السورى إذا قام بالدخول إلى مدينة عفرين السورية للدفاع عنها ضد اعتداءات تركيا المستمرة ضمن العملية التى سُميت زوراً «غصن الزيتون». لم تكن المرة الأولى التى يدافع فيها «أوغلو» عن العدوان ويحوله إلى «دفاع عن النفس»، ففى بداية حملة المقاطعة العربية لقطر، دافع الوزير التركى عن الدوحة، ورفض بشدة مطلب دول المقاطعة العربية بإغلاق القاعدة العسكرية التركية فى قطر.

الدبلوماسى التركى، الذى يجيد اللعب على كل «الحبال»، لا يتصف دائماً بالعصبية السياسية و«الغرور العثمانلى»، فأحياناً يبدى مرونة ربما تبدو متناقضة مع مواقفه السابقة، فبعد سنوات من تكراره لمطالب رحيل النظام السورى، عاد مجدداً للحديث عن عدم تشكيل هذا النظام لخطر على بلاده، بل وإمكانية التعاون معه لهزيمة «الإرهابيين»، حسب وصفه، فالرجل المولود فى فبراير 1968 فى ألانيا التركية، والحاصل على الدكتوراه فى معهد لندن الاقتصادى، عمل كتاجر ورجل أعمال أيضاً، ما مكّنه دائماً من المتاجرة بالمواقف من أجل «المصلحة»، والمزايدة بالقدح فى المواقف العربية.


مواضيع متعلقة