مدير مستشفى «عفرين» لـ«الوطن»: طلبنا تحقيقاً دولياً فى «الكيماوى التركى»

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

مدير مستشفى «عفرين» لـ«الوطن»: طلبنا تحقيقاً دولياً فى «الكيماوى التركى»

مدير مستشفى «عفرين» لـ«الوطن»: طلبنا تحقيقاً دولياً فى «الكيماوى التركى»

كشف مدير مستشفى مدينة «عفرين» السورية الدكتور جوان محمد، فى تصريح هاتفى أمس لـ«الوطن»، عن الشروع فى إجراءات دولية لمحاسبة تركيا على استخدامها أسلحة كيماوية خلال القصف الذى تقوم به على «عفرين» منذ 20 يناير الماضى. وقال «محمد»: «رصدنا بالأدلة من خلال الحالات المصابة التى وصلت إلينا استخدام تركيا للسلاح الكيماوى أو الغاز خلال قصفها على عفرين يوم 16 فبراير، وكل الأعراض التى وثقناها على المصابين تؤكد استخدام القوات التركية غازاً ساماً فى القصف». وأضاف المسئول الطبى الكردى فى شمال سوريا: «وبناء على هذه الأدلة والوثائق أرسلنا طلباً إلى الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية من قبَلها للتحقيق فى استخدم الجيش التركى والميليشيات الموالية له هذا الغاز السام». وقال مدير مستشفى «عفرين»: «الكيماوى التركى طال مدنيين لا علاقة لهم بجبهات القتال لا من قريب ولا من بعيد، بهدف تهجير هؤلاء من أماكنهم وإعادة رسم التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق الواقعة شمال سوريا، وهى جريمة يعاقب عليها القانون الدولى، كونها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية». وعن رد «الأمم المتحدة» على الطلب الكرى، قال «محمد»: «حتى الآن لم ترد الأمم المتحدة على طلبنا». وقال المسئول الطبى: «القصف التركى متواصل على قرى ومناطق عفرين، وحسب آخر حصيلة موثقة حتى يوم الأحد فإن عدد القتلى بلغ 177 و477 مصاباً أغلبهم من النساء والأطفال، بخلاف أعداد المصابين والقتلى اليومين الماضيين». وفى 20 يناير الماضى بدأت تركيا بالتعاون مع ميليشيات سورية مسلحة عملية عسكرية على مدينة «عفرين» ذات الغالبية الكردية فى شمال سوريا، بزعم القضاء على تنظيمات كردية إرهابية، إلا أن انتقادات كثيرة تطال تلك العملية التى تشهد انتهاكات بالغة بحسب مراقبين حقوقيين.

{long_qoute_1}

من جهته، قال الدكتور محمد شوقى عبدالعال، أستاذ القانون الدولى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة القاهرة، إن «من يأخذ قراراً فى مسألة تشكيل لجنة دولية بالأمم المتحدة إما الجمعية العامة بالأمم المتحدة، أو مجلس الأمن الدولى، أو المجلس الاقتصادى والاجتماعى، هذه هى الجهات التى يحق لها طلب تشكيل لجان من قبَل الأمم المتحدة». وأضاف «عبدالعال» فى اتصال لـ«الوطن»: «وهذه الأجهزة لا تنظر هذه المطالبات إلا إذا تبنّت دولة من الدول الأعضاء فى الجمعية العامة هذا الطلب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق فى الطلب الكردى، أو إذا كانت الدولة عضواً فى مجلس الأمن يمكنها عرض الطلب أمام مجلس الأمن أو أن تتوافق مع دولة عضو على عرضه أمام المجلس، فلا بد أن تكون هناك دولة متبنية للطلب الكردى سواء الدولة السورية أو غيرها».

فى السياق ذاته، أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أمس، أن قوات بلاده ستحاصر خلال أيام مدينة «عفرين»، وقال فى خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه فى البرلمان: «خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مركز مدينة عفرين». كما أعلن «أردوغان» مقتل 32 جندياً تركياً منذ بدء العملية العسكرية فى «عفرين». وأضاف أن «60 مقاتلاً آخرين من الجيش السورى الحر قُتلوا فى العملية». وكان المركز الإعلامى لقوات سوريا الديمقراطية أعلن مؤخراً عن عدد أكبر من قتلى الجنود الأتراك، حيث لقى 473 عنصراً من الجيش التركى وحلفائه مصرعهم خلال العملية العسكرية. وصرح وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، أمس، بأن القوات التابعة للحكومة السورية لم تدخل إلى «عفرين» حتى الآن، منوهاً بأنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك القوات ستدخل أم لا. وأتت تصريحات «أوغلو» بعد أنباء أفادت بها وسائل إعلام سورية رسمية عن اقتراب دخول «قوات شعبية» إلى «عفرين» وسط تضارب كردى حولها. وكان «أردوغان» هدد مساء أمس الأول فى اتصال مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين بمواجهة قوات نظام الرئيس السورى بشار الأسد فى حال دخولها إلى منطقة عفرين لمساعدة وحدات الحماية الكردية على التصدى للقوات التركية، مؤكداً أن الرئيس السورى سيواجه عواقب وخيمة.

{long_qoute_2}

من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن «مجموعات إرهابية» مسلحة استهدفت، أمس، بالقذائف الصاروخية أحياء سكنية فى «دمشق» وريفها، ما أسفر عن إصابة 9 أشخاص. وقتل 45 مدنياً على الأقل، أمس، جرّاء غارات لقوات الجيش السورى على مناطق عدة فى «الغوطة الشرقية» المحاصرة قرب دمشق، غداة يوم دموى حصد نحو 130 قتيلاً، وفق ما أورد المرصد السورى لحقوق الإنسان الذى يتخذ من «لندن» مقراً له.


مواضيع متعلقة