«الرقيب».. نصير المثقفين الذى خاض معارك من أجل «حرية الإبداع»

«الرقيب».. نصير المثقفين الذى خاض معارك من أجل «حرية الإبداع»
- أعمال فنية
- إلغاء الرق
- إيناس الدغيدى
- الآداب العامة
- الأعمال الفنية
- الأمين العام
- أبرز الشخصيات
- سحر السينما
- علي أبوشادي
- أبوشادى
- أعمال فنية
- إلغاء الرق
- إيناس الدغيدى
- الآداب العامة
- الأعمال الفنية
- الأمين العام
- أبرز الشخصيات
- سحر السينما
- علي أبوشادي
- أبوشادى
«الرقيب» أحد أهم الألقاب التى سبقت اسم «على أبوشادى» لفترات عدة، حيث كان من أبرز الشخصيات التى شغلت منصب رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، من 1996 إلى 1999، ثم الفترة من 2004 إلى 2009، فشهدت المرحلتان مجموعة من الحروب التى شُنّت على الرقابة، وكان يجد نفسه فى مواقف غاية الصعوبة فى بعض الأوقات، بسبب كونه مثقفاً يدعو إلى الحرية وعمله كرئيس لجهاز الرقابة فى الوقت نفسه. «أبوشادى» كان يؤكد، فى كل نزال يخوضه من أجل الإبداع، أنه يعمل من خلال منصبه على حماية حرية المبدعين بطرق تحفظ لهم حقوقهم القانونية، كما طالب فى أحد حواراته الصحفية بضرورة إلغاء الرقابة وكسر القيود المفروضة على المبدعين والفنانين.
ومن أبرز المعارك التى خاضها الراحل، عندما أجاز فيلم «كلام الليل» للمخرجة إيناس الدغيدى، والمأخوذ عن رواية بعنوان «العرى» للكاتب جمال الغيطانى، حيث تقدم وقتها الأمين العام المساعد لرابطة المحامين الإسلاميين ببلاغ إلى النائب العام ضد رئيس جهاز الرقابة الفنية حينها «أبوشادى»، اتهمه فيه بمخالفة الآداب العامة، كما طالب الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالتدخل وإنقاذ «سمعة مصر التى شوهتها ممارسات لا أخلاقية» حسب تعبيره. ومن جانبه رد «الرقيب» على تلك الاتهامات فى بيان أكد فيه أنه لا يوجد فيلم بعنوان «العرى» فى سجلات الرقابة، ولكن السيناريو الذى تم تقديمه لها كان يحمل عنوان الرواية المأخوذ عنها الفيلم، وهو ما اعترضت عليه الرقابة التى طالبت بتغييره، وبالفعل تم تعديله لـ«كلام الليل»، نافياً أن تكون للرقابة علاقة بالأعمال الفنية أثناء مراحل إعدادها، موضحاً أن مسئوليتها تنحصر فى الأعمال التى ترخّص بعرضها.
ولم تكن تلك الأزمة الوحيدة التى تعرّض لها «أبوشادى»، حيث واجه العديد من المشكلات بسبب فيلم «بحب السيما» للمخرج أسامة فوزى، فكان سيناريو العمل هو آخر الأعمال التى وافق على تصويرها، قبل تركه منصب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية عام 1999، فبعد ثلاثة أعوام من انتهاء التصوير واجه الفيلم مجموعة كبيرة من الانتقادات التى تتهمه بكسر التابوهات، حيث كانت الكنيسة المصرية معترضة بشكل كبير على بعض ما تضمّنه العمل.
وخلال فترة رئاسة على أبوشادى لجهاز الرقابة، تم إجازة مجموعة كبيرة من الأفلام المهمة ذات المحتويات الشائكة، منها «مذكرات مراهقة» للمخرجة إيناس الدغيدى، و«تيتو» و«حين ميسرة» و«هى فوضى» الذى اكتفى الراحل بوضع علامة استفهام على عنوانه فى الملصقات الترويجية دون مساس بمحتوى العمل، بالإضافة إلى فيلم «عمارة يعقوبيان» الذى انتقده عدد من رجال وزارة الداخلية بشكل كبير.
«أبوشادى» علّق على ما كان يتعرض له بسبب مواقفه أثناء رئاسته لجهاز الرقابة فى أحد حواراته الصحفية: «لقد كنت أتحمل وحدى مسئولية الأفلام كاملة، وأدافع عنها طوال الوقت، ولكنى فى الحقيقة تعبت جداً وأصابنى الإرهاق من الضغوط التى كنت أعانيها، فلا أنا قادر على إرضاء المبدعين، ولا أنا قادر على إرضاء الأمن، والمبدعون والأمن معاً لا يرحموننى».
وتحدّث الناقد طارق الشناوى، لـ«الوطن»، عن مواقف الراحل قائلاً: «أبوشادى» كان يجمع بين كونه ناقداً ومسئولاً عن الرقابة على السينما فى الوقت نفسه، حيث شغل أماكن عديدة ومهمة فى السينما المصرية، ووجوده كان مؤثراً وحيوياً على الجانبين، وحاول قدر المستطاع أن يوسع من مجال الحرية، ووافق على أعمال فنية لم ترحب بها الدولة على الإطلاق. وتابع: «اختلفت معه فى بعض المواقف، ولكن لا يمكن إنكار أنه لعب دوراً مهماً للغاية فى مجال السينما خلال الربع الأخير من القرن الماضى، خاصة أن الدولة كانت آنذاك مسيطرة على جوانب عديدة متعلقة بالفن السينمائى، ومنها دور العرض».