بريد الوطن| صديقى البعيد.. زيكو

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| صديقى البعيد.. زيكو

بريد الوطن| صديقى البعيد.. زيكو

فى هذه الحديقة المملوءة بالورود والعصافير أجلس وحيداً بلا صديق بلا ظل، نظرت بجوارى، فرأيت عناقاً طويلاً بين صديقين لم يلتقيا منذ سنوات، رأيت فيهما فرحة اللقاء والشوق، تبادلا الحديث والضحك، كادت تسقط دمعة من عينى اليمنى، ولكنى دائماً أمنع دموعى من السقوط، سرحت قليلاً واسترجعت ذاكرتى للوراء.. وتذكرت صديقى البعيد.. مصطفى، لم أتذكر يوماً أننى ناديته بهذا الاسم، فقد عرفناه باسم «زيكو» التقينا فى بداية أيامنا بجامعة جنوب الوادى، وكانت تجمعنا كلية واحدة وهى كلية التجارة، اشتقت لأيامنا وذكرياتنا معاً.. اشتقت لتبادل أطراف الحديث معه.. اشتقت لضحكاتنا وغضبنا وأخطائنا.. اشتقت لكل شىء، فى بداية تعارفنا كنت أظن أنه شخص كأى شخص أتعرف عليه فى الجامعة.. فأنا دائماً لا أثق بأحد.. ولا أتخذ أصدقاء.

بعد مرور الأيام والشهور.. تيقنت وبلا شك أنه صديقى الذى أعتز به.. وأصبح له مكانة خاصة فى قلبى، صديقى لم أنس يوماً عندما تبادلنا أطراف الحديث، واعترفت لك بسر لازمنى أربع سنوات، أخبرتك عن حبى الأبدى.. عما أشعر به.. شكوت لك دمعتى وحيرتى وحزنى وألمى.. ساعدتنى ولم تيأس ووقفت بجوارى ولم تمل.. كنت الوحيد فى كل الظروف، أيامنا مضت كأى شىء يمضى.. وبقيت الذكريات والمسافات البعيدة.. ولكننى ما زلت أتذكرك.

                  عمرو أبوالعطا

 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة