بريد الوطن| أبواب الخوف وانتقام الخرساء

بريد الوطن| أبواب الخوف وانتقام الخرساء
جاءت الشرطة لمعاينة الجثة ومكان الحادث، هذا الرجل الغريق وجدوه مقطوع اللسان فى هذا الجانب البعيد من أنحاء القرية غارقاً فى «الترعة» وقد زالت ملامحه. أخذت الشرطة الجثة دون الوصول لملابسات الحادث. وظل الحادث فيه شىء من الغموض. ولكن هناك رجلاً عجوزاً يعرف ما يحدث، «إنها الخرساء».
منذ سنوات عديدة ولدت بنت خرساء فى هذه القرية، وكان أهل القرية يضيّقون عليها، ويشيرون إليها ببعض الإشارات التى تزعجها. ذات يوم زادت مضايقات الأهالى لها فأصيبت الخرساء بحالة اكتئاب، وذهبت إلى أطراف القرية وألقت بنفسها فى الترعة. ذاع خبر موت الخرساء وأخذ الناس يتهامسون ويتكلمون، ومنهم من فرح لموتها لأنها كانت شؤماً على القرية، بحسب تفكيرهم. وجدت جثة الخرساء غارقة فى الترعة، وجاءت الشرطة وأخذتها لتشريحها، ولكن فى المشرحة اختفت الجثة بشكل غامض، ولم يستدل على مكانها.
عندما ترى الخرساء لا تصرخ.. الخرساء تسرق اللسان لتتكلم به وتغرق صاحبه.
ذهب ثلاثة من الشباب إلى جانب من القرية عند الترعة، وأخذوا يشربون سجائر الحشيش غابوا جميعاً عن الوعى. وأحدهم سمع أحداً يناديه. الخرساء تتكلم بلسان الرجل الذى غرق. أخبر الشاب أصدقاءه أنه يسمع صوت رجل ينادى، ذهبوا إلى مكان الصوت وجدوا بنتاً تستغيث. اثنان نزلا فى الترعة لإنقاذها والثالث هرب ذاهباً لبيته.
فى الصباح ذاع خبر وجود جثتين مقطوعتَى اللسان. انتشر الرعب فى أنحاء القرية وهذا الشاب الذى سمع بموت أصدقائه أصابه حالة من الجنون والخوف. فى منتصف الليل سمع الشاب صوتاً يشبه صوت أصدقائه ينادونه أنهم فى انتظاره فى نفس المكان. الخرساء تستخدم لسان الشابين لاستدراجه ولكنه شرب من سجائر الحشيش ما كان يكفى لإفقاده التركيز. استجاب لطلب أصدقائه وذهب وراء مصدر الصوت وما زال الصوت ينادى وفجأة تظهر الخرساء ويصرخ وتأخذ لسانه وتغرقه فى الترعة. فى اليوم التالى وجدوا الجثة كالسابق. ومنع أهلها من الذهاب إلى هذا المكان ليلاً. وما زالت الخرساء تنتقم.
عمرو أبوالعطا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com